كتاب القصص التي يحكيها الأطفال

القصص التي يحكيها الأطفال




 

تفاصيل الكتاب

تأليف : سوزان إنجيل
ترجمة : إيزابيل كمال
نشر : المركز القومي للترجمة
سنة النشر : 2002

 مقدمة الكتاب

إن البشر يعيشون في عالمين، عالم الفعل والأشياء، وعالم القصص، وهذا العالم الثاني “هو ما يميّز تجربة البشر، والأطفال الذين يكتسبون اللغة مثلهم مثل الكبار، يتحركون مجيئاً وإياباً في هذا العالم المزدوج، حيث كل عالم يشكّل الآخر، فتنظم قصصهم مفاهيمهم للأفعال والأشياء، وتشكّل تلك المفاهيم قصصهم”.

تناقش سوزان إنجيل -أستاذة علم النفس- في هذا الكتاب ظاهرة السرد عند الأطفال، وهي ترى أن “قصص الأطفال تكشف عن تطور القدرة السردية ومعرفة القراءة ويمكنها أن تخبرنا بالكثير عما يحدث في حياة الطفل الفردية من الناحيتين العاطفية والذهنية”، وحتى على المستوى النقدي والفني فـ”قصص الأطفال معقدة الأسلوب والصوت والبناء والمضمون، وما تعنيه قصة طفل قد يطرح سؤالها بنفس أهمية آنا كارنينا [للروائي الروسي ليو تولستوي] مع الفارق”.

لماذا يحكي الأطفال قصصاً؟
(1) صياغة معنى للعالم: يواجه الطفل (بعمر عام على الأقل) كل يوم خليطاً مذهلاً من الخبرات والأنشطة والأحداث، كيف يفهم هذا الفيض المستمر من التجارب؟ وكيف ينظم ويرتب تلك المفاهيم والمشاعر اليومية ليشاركها مع العالم حوله بصورة معقولة؟ أكثر إجابة فرضت نفسها في الدراسات النفسية هي أن الأطفال ينظمون تجاربهم في سياقات متتالية، وهم يكتشفون العالم كسلسلة من الأحداث. وتقترح المؤلفة تفسيراً لذلك، وهو أن الكبار -وفي وقت مبكر- يصفون العالم للطفل وفقاً لسيناريوهات وأنساق مطردة، “وهكذا تأتي المادة الخام للتجربة عن طريق استخدام الوالدين للغة القصة لترجمة العالم لأطفالهم”.

(2) حل المشكلات، ومحاولة تفسير الأشياء المثيرة للطفل.

(3) صياغة معنى عاطفي للعالم: فالقصص والحكايات تتيح للطفل إحياء التجربة واستحضار المشاعر المرتبطة بها، وإن كان هذا الاستحضار المتوتر لا يكون بدرجة التجربة الأصلية، وهذا قد يفسر استمتاع الأطفال (وربما الكبار أيضاً) بحكاية قصص عن أشياء لا يحبون أن يعيشوا تجربتها كالفقد والخوف والحب من طرف واحد. مثلاً من القصص التي يحب الأطفال سماعها تلك التي تتحدث عن طائر فَقَسَ للتو، ولم يستطع العثور على أمه، ويظل طوال القصة يبحث ويسأل عنها. مثل هذه القصص تأسر الأطفال لأنها تنقل بعض المشاعر، “لكن دون حدّة عواقب الحياة الواقعية المتضمنة للتجربة الحقيقية”.

(4) بوابة الدخول للثقافة: استماع الأطفال للقصص التي تحكى حولهم يمكّنهم من التقاط مفاتيح الثقافة التي يترعرعون داخلها، وهم يستخدمون هذه المعلومات ليزدادوا خبرة في التعامل داخل مجتمعهم.

(5) تكوين الصداقات والحفاظ عليها.

(6) بناء الذات: يقال: كل واحد منا عندما يحكي قصة عن حياته الشخصية يطرح ذاته إما كمنتصر أو كبطل يعاني. حين يحكي الأطفال قصصاً عمن يكونون ومن يتمنون أن يكونوا، وسائر تخيلاتهم عن ذواتهم، يحاولون أن يكونوا إحدى الذوات الأخرى التي هي جزء من الذات الكاملة التي نكونها.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed