سيكولوجية النمو والنمو النفسي للعاديين و ذوي الاحتياجات الخاصة
تأليف : علي السيد سليمان
يعرف النموّ على أنّه عدد من التغيرات التي تطرأ على الفرد في مجالات متعددة من حياته : تطور عضوي، فكري، نفسي، اجتماعي وثقافي. ويمكن اعتباره عملية تمايز تدريجي، وإضافة معلومات وإعادة تنظيم أي تعقيد أكثر فأكثر في المعارف والمهارات والإمكانات.
وهذه التغيرات هي نتيجة عوامل وراثية، بيولوجية غير وراثية (سوء التّغذية و الأمراض...)، بيئية، اجتماعية وثقافية، إضافة إلى دور الأسرة والعوامل النفسية. وكل هذه العوامل كانت نتيجة دراسات أثبتت دورها في عملية النّمو.
كم يمكن القول بأنه توجد ثلاثية تسير النمو وهي تتكون من الوراثة، المحيط ووعي الفرد بوجوده، فهو كل بيوـ سيكوـ اجتماعي. وهذا التشابك بين العوامل يزيد في تعقيد موضوع علم نفس النمو، وفي دراسة ألإنسان.
كما أنّ عملية النمو تخضع لمعايير منها: أنّها تنتقل من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء، أي تتمايز فيها السلوك والقدرات الحركية والفكرية والاجتماعية بعدما كانت شاملة وبدائية. كما أنّ هناك قدرات، معارف وسلوكيات تُكتسب وأخرى تزول وأخرى تتطوّر وترقى إلى مستويات أعلى من الدقة والتعقيد والفعالية، وكل مرحلة تأتي بجديد ولكن لا تستغني عن سابقاتها. والمرحلة هي مفهوم له معنى منهجي هدفه توضيح مكتسبات الطفل و تنظيمها وتصنيفها في الوظائف الجديدة، وسبب تقسيم عملية النمو إلى مراحل هو أنّها كانت نتيجة دراسات بيّنت أنّ هناك نظام ثابت نسبيا لبروز مهارات وتطورات في فترة زمنية معينة.