مقتطفات من علم النفس فى الكوارث والصدمات والازمات
المؤلف: د. زكريا الشربينى
الناشر: مكتبة الانجلو المصرية
سنة النشر: 2019
عدد الصفحات: 379
تقديم الكتاب “ كلما ازداد الليل حلكة، ازداد لمعان النجوم” ، فالحياة ليست حديقة من الزهور فقط، وهي ليست حقلٌ من الأشواك فقط، إنما هي خليط من هذا وذلك، لكن.. هل خطر ببالك أن للأشواك فوائد؟ .. نعم.. فهي تحمي الزهور مـن العابثين والمتطفلين، وهل للأشواك - أشواك الحزن والـضيق والألـم ومواجهـة الأزمات والكوارث والصدمات - فوائد؟ ... إن أصعب ما يواجهك في المسيرة مـع المعوقـات المفاجئـة هـي “ذاتـك” وإحساسك بالاكتفاء، فأنت قد تشعر بالحاجة للآخرين، ولكنك قد لا تشعر بالحاجـة إلى الله، إلا وقت الأزمات والصدمات والكوارث، وحينما تواجه الضعف والضيق والمحدودية أثناء زلزال أو حادث سير أو إعصار أو فيضان أو فقدان لعزيز تعتقد أنه لن يعوض، تستطيع حينئذ أن تلقى جانباً اكتفاءك بنفسك، وترتمي وتتوكل على االله. إن آلام الحياة وضيقها يتحول من فرض أو صدفة أو حظ عاثر أو نائبة إلـى هدية، وهل توجد هدية نستلمها إلا وتفيض علينا بالسعادة؟ لـيس وقتهـا ولكـن بعدها .. إن بعد العسر يسرا. كل مدية لها نصل حاد ومقبض لتمسكها منه، فـإذا رمتـك الحيـاة بمديـة، وأمسكتها من النصل فسوف تصيبك بجراح الهم والقلق والرثاء والشكوى والتذمر، أما إذا أمسكتها من المقبض فسوف تستخدمها لصالحك، ترى ماذا فعلت بآلام الحياة وأزماتها وكوارثها والمصائب التي ألمـت بـك؟ ومن أي جهة أمسكت بها؟ ترى، هل قررت أن تصير أقوى من آلامك وأزماتك، لا بأن تحتملها فقـط، وأن تعرف تأثيراتها النفسية، ولا بأن تستخدمها لبنيانك الشخصي وتوافقك النفـسي فقط، بل بأن توزع إن تمكنت السعادة والحب لكل من حولك حتى وأنت فـي قمـة الألم؟ هذا هو العامل النفسي في الأزمات. إن الله لا يريدك فقط أن تختبر السعادة بمعرفة الحلو مـن المر، ولكـن أن تستثمرها وتشارك بها الآخرين، أو تساعدهم وقت عثراتهم وأزماتهم وصدماتهم. “ علم النفس في الكوارث والصدمات والأزمات” وتضع آلامك بين يدي الخالق القدير، وتسلِّم أزماتك له وتعلم أن تفهم لغـة الله في تعاملاته معك. اليوم أنت مدعو لأن تغير لغتك : فما كنت تدعوه أو تسميه “عقبة” يصير سـلم “ارتقاء وتطور ونمو نفسي” ، وما كنت تطلق عليه “حزن” يصير “فرح” ذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحول أحزاننا إلى فرح، وبدلاً من أن نـستثير انفعـال الكراهية والغضب، فعلينا أن نستثير أكثر انفعال الحب ونثق بالله، ثم بأنفسنا، من هنا جاء هذا الذي أطلقنا عليه ”مقتطفات في سيكولوجية الصدمات والأزمـات، أو علم النفس في الكوارث والصدمات والأزمات ”. والله ولي التوفيق .