صعوبات التعلم والتعليم العلاجي - قضايا ورؤى معاصرة
تأليف : عادل عبد الله محمد
نشر : دار الزهراء
وغني عن البيان أن صعوبات التعلم تمثل فئة أساسية من فئات التربية الخاصة، وتعتبر هي أكثر هذه الفئات عديدة، كما أن نسبة انتشارها عالمية تتراوح بين 5-6 % تقريبا بالنسبة للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والسابعة عشرة، وقد تضاعفت أعداد الأفراد في هذه الفئة منذعام 79 / 1977 وفقا للإحصاءات العالمية الحديثة، بل إن عددهم قد زاد في الواقع عن الضعف وهو الأمر الذي يعكس رداءة الممارسات التشخيصية المتبعة في الوقت الراهن حيث يتم تحديد التلاميذ كذلك بشكل متسرع ومبالغ فيه فضلا عن أن بعض الأخصائيين قد يقوموا في محاولة من جانبهم لتخفيف حدة الصدمة والوصم عن بعض أولياء الأمور فيشخصون الطفل على أنه من ذوي صعوبات التعلم بدلا من كونه ممن يعانون من الإعاقة العقلية .
وعلى الرغم من ذلك فإن التطورات التكنولوجية الحديثة قد أضافت الكثير إلى هذا المجال وذلك في جوانبه المتعددة بداية من التشخيص بما فيه الاكتشاف المبكر لصعوبات التعلم أو التعرض لخطرها وحتى التدخل ببرامجه المتعددة والمتنوعة بما فيها التدخل المبكر ، وعلى ذلك فلم يعد هناك أي مجال للصدفة في تشخيص وتحديد صعوبات التعلم، وتم استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة في غرف المصادر، كما تم استخدام التكنولوجيا المساعدة بما تضمه وتتضمنه من أساليب وأدوات كي تسهم في مساعدة هؤلاء الأطفال على أن يحيوا حياة أشبه بالعادية . وفضلا عن ذلك فقد شرعت دول ومنظمات العالم المتقدم في التأكيد على استخدام مصطلحات تؤكد على إعاقة الطفل بصفة عامة ...