مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها التنموية
تأليف : محمد سلامة محمد غباري
الناشر: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر
2009
إن الخدمة الإجتماعية المدرسية تشكل أحد الجهود المبذولة لمساعدة الطلاب على علاج مشكلاتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم من خلال برامج وأساليب يستخدمها الأخصائي الإجتماعي المعد والمدرب لممارستها.
وبازدياد المسؤوليات المدرسية وتعقد أدوارها، والزيادة الكبيرة في عدد الطلاب ظهرت الحاجة إلى مسانده العملية التعليمية لإستكمال التعليم بالتربية حيث ان التربية والتعليم جناحين متكاملين لنجاح المدرسة في تحقيق أهدافها التعليمية والتربوية، وفقد ظهرت الحاجة إلى الخدمة الإجتماعية كنظام إجتماعی مستحدث ليقف بجانب النظام التعليمي يساندة، ويساعده على تحقيق أهدافه المتعددة، ويدعم أهدافه التربوية من خلال ممارسة الأنشطة المتعددة المرسومة والمخططة لتحقيق الهدف التربوي، الذي يغرس في التلاميذ والطلاب تقدير وتدعيم الإتجاهات الصالحة البناءة التي تمنحهم القدرة على التصرف السليم القائم على الفهم والوعي الذي يساعد كل واحد منهم على الشعور بذاته بما يساعده على تحقيق نموه العقلي والجسمي والنفسي الذي يساعدهم على التوافق الشخصي والإجتماعی .
وإذا كانت مفاهيم التربية الحديثة تتضمن النمو الإجتماعي والنفسي التلميذ إلى جانب التحصيل الدراسي فإن الخدمة الاجتماعية المدرسية في ضوء هذه المفاهيم تساهم في نجاح العمليات التربوية عن طريق ممارسة أدوارها الوقائية والعلاجية والتنموية التي يمارسها الأخصائي الإجتماعي في المدرسة اليساعدها في الوصول لتحقيق أهدافهما المتكاملة.
والمدرسة الحديثة تعتمد على جهود الخدمة الإجتماعية المدرسية سواء على مستوى خدمة الفرد، أو خدمة الجماعة ، أو تنظيم المجتمع، بعد أن تلاقت أهدافهما معا وتوحدت وتكاملت جهودهما معا، وصار الأخصائي الاجتماعي المدرسي هو القدرة الفنية المهنية التي تم إعدادها وتدريبها، ليقوم بدوره الفعال في تنمية وبناء الأجيال، وبجانبه المدرس الذي فهم دوره وآمن بقدراته وتحسس لمساعدته ومساندته، بدافع وطني وواجب قومی تعاهدا معا على ادائه.
وبذلك يتعاون النظام التعليمي مع الخدمة الاجتماعية المدرسية من خلال المدرسة كمؤسسة تعليمية إجتماعية تحتوى النظامين وتطبقهما التطبيق السليم الذي يساعد المدرسة على تحقيق وظائفها الإجتماعية تلك الوظائف المتكاملة التي تهدف إلى تقوية بناء المجتمع وتساعد على إنمانه
والأخصائي الاجتماعي المدرسي يمارس أدواره المهنية مستخدما مبادئه وأساليبه الفنية كجزء من نظام متكامل يساير برنامج المدرسة العام، حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي بممارسة عمله مع التلاميذ والأباء والمعلمين في كل المواقف التي تتصل بالعملية التعليمية، سواء في معالجة مشکلات سوء التكيف ، أو مشكلات الغياب المتكرر والهروب من المدرسة بالإضافة إلى مشكلات العدوان، وباقي أنواع المشكلات الأخرى التي سيلی تفصيلها في فصل كامل، إلى جانب العمل مع الجماعات التلقائية وتنظيم البرامج الثقافية والإجتماعية، وكذلك العمل مع التنظيمات المدرسية كإتحاد الطلبة، ومجالس الأبناء والمعلمين، وجمعيات رعاية الطلبة، والجمعيات التعاونية المدرسية وبرلمان الطلبة ومجلس الأمناء والأباء والمعلمين.
وعموما فإن أهمية الخدمة الإجتماعية المدرسية في المجال التعليمي ترجع إلى أنها تعمل مع قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع، كما أنها تحظى بإهتمام كافة المسئولين عن إعداد الجيل الجديد الذي سوف يتحمل مسئوليات المستقبل ، فإذا نجحت الخدمة الإجتماعية المدرسية في دورها البناء تكون قد ساهمت مساهمة أكيدة في تحقيق أهداف تنمية المجتمع وتطوره وبنانه.
- وهذا المؤلف يحتوي على عشرة فصول هي:
- في الفصل الأول نشأة الخدمة الاجتماعية المدرسية وتطورها.
- وفي الفصل الثاني مقومات عملية التربية والتعليم.
- والفصل الثالث يحتوي على الوظيفة الإجتماعية للمدرسة الحديثة ودور الخدمة الاجتماعية فيها.
- ويحتوي الفصل الرابع على المراحل المدرسية وأدوار الخدمة الإجتماعية فيها.
- والفصل الخامس يحتوي على المشكلات المدرسية والعوامل المؤثرة فيها.
- والفصل السادس يحتوي على المداخل الأساسية لممارسة الخدمة الإجتماعية المدرسية .
- والفصل السابع يحتوي على التوجيه والإرشاد الاجتماعي في المدرسة وانواعه وصفات المرشد الإجتماعی .
- الفصل الثامن يحتوي على ممارسة خدمة الفرد في المدرسة .
- والفصل التاسع يحتوي على ممارسة خدمة الجماعة في المدرسة .
- الفصل العاشر ويحتوي على ممارسة طريقة تنظيم المجتمع في المدرسة .