أساليب التفكير وعلاقتها بالسمات السلوكية
المؤلف : عبدالمحسن السراج
النشر : دار الكتاب الثقافي , 2009
الطبعة : 1
شهدت الأساليب التربوية في عصرنا الحاضر تطورات مهمة جعلت المدرسة الحديثة تقوم على أساس تفهم حاجات التلاميذ ومشكلاتهم، وأصبح جل اهتمامها حل هذه المشكلات بأسلوب تربوي صحيح وإشباع تلك الحاجات، إنها تهدف إلى تربية أبنائنا اجتماعيا، وأخلاقية وعاطفية، بالإضافة إلى العمل على تهيئة كل الوسائل والسبل لنمو أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم، وبذلك يكونون عناصر فعالة ومحركة في المجتمع.
وتركز المجتمعات الديمقراطية في الوقت الحاضر على الاستفادة من أفرادها وطاقاتهم بصفتهم ثروة بشرية لا تقل أهمية عن الثروات الطبيعية، لا بل هي الوسيلة الفعالة في خلقها وتنميتها وأن المواهب وما يتبعها من إبداع هي متطلبات رئيسية يدور حولها الاهتمام باعتبارها السمة المميزة للأطفال الواعدين والعناية بالموهوبين في مجتمعهم وتحتل رکنا هاما من الأسس التي تسهم في تحقيق الأهداف التي تصبوا إليها الأمم الواعية المتقدمة وأن العناية بالمواهب دليل على العناية منابع الإبداع لدى الأمة، والتركيز على إظهار الطاقات البشرية الهائلة لها, وما دام للموهوبين طفولة تختلف وتتميز في مظاهر كثيرة عن طفولة غيرهم فقد تطلب ذلك من الباحثين والدارسين التنقيب عن مثل هؤلاء الأطفال والتعرف على خصائصهم, مشاكلهم, تعليمهم, وكيفية الأخذ بأيديهم كي نضعهم على النهج القويم والمناسب الذي تخططه لهم الأهداف القومية العامة للدولة