إيفان بافلوف
بقلم : دانيال تـودز
ترجمة : هشام الدجاني
نشر : الهيئة العامة السورية للكتاب
مقدمة
كان إيفان في الثمانين من عمره عندما تناول كتاباً قديماً من رف المكتبة وفتحه على الفور عند صفحة /٢٣٠/، وناوله برفق إلى صديق له. كان الكتاب بعنوان " فيزيولوجيا الحياة العامة " لجورج لويس، أما الصورة فكانت رسماً تخطيطياً لأعضاء الحيوان الداخلية. قال بافلوف مستذكراً: " قرأت هذا الكتاب بترجمته الروسية عندما كنت في سن مبكرة. تأثرت كثيراً بتك الصورة وسألت نفسي: كيف يمكن لمثل هذا الجهاز المعقد أن يعمل؟ ".كان ذلك هوالسؤال الذي طرحه بافلوف حول الحيوانات، وكذلك الإنسان طوال حياته. كيف يعمل القلب، كيف يعمل الجهاز الهضمي، وأخيراً كيف يعمل الدماغ؟ كانت الحيوانات بالنسبة إلى بافلوف آلات رائعة شديدة التعقيد تعمل بدقة من أجل استمرار الحياة. فالقلب يفوق أية آلة اصطناعية بقدرته على ضخ الدم (وتنظيم سرعة دورانه وقوته) لعقود من الزمن بدون كلل، والمعدة مهيئة لفرز العصارات الهضمية اللازمة لكل وجبة من الطعام من أجل هضمها على نحوجيد، ويقوم الدماغ بتحليل صورة ما يراه يتحرك بين الأعشاب ما إذا كان عدواً أووجبة طعام محتملة.
مثل هذه الأسئلة كانت تخلب لبه إلى حد بعيد – وهولم يكن يحب شيئاً بقدر الانشغال بها في مخبره – ولكنها كانت أكثر من ذلك بالنسبة له: فالإجابات عليها ستغير التاريخ البشري والطبيعة الإنسانية ذاتها. كان يعتقد أن المعرفة هي قدرة، وأن المعرفة العلمية هي أكثر المعارف عظمة وقدرة. فمن خلال فهم الطبيعة ورعايتها يهدي العلم البشر إلى كيفية السيطرة عليها.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا