تكلم حتى أراك
تأليف : أنيس منصور
نشر : دار النهضة
وقف رجلٌ وسيم المنظر، أنيق الهندام، أمام سقراط يتبختر متباهياً بلباسه، ويتفاخر بمنظره، فقال له سقراط: «تكلم حتى أراك».
تساءل أحد قراء الجريدة: ولماذا أنيس منصور؟! أي لماذا يكتب في هذه الصحيفة؟! أو ما حاجتنا إليه؟! ومعه حق ومعي حق أيضاً، فأنا يا سيدي كاتب مصري، تخرجت في كلية الآداب، وتخصصت في الفلسفة، وأصدرت 215 كتاباً، وترجمت ثلاثين مسرحية، وألفت عشر مسرحيات، ولي عشرون مسلسلاً، وأكتب باباً يومياً اسمه (مواقف) في صحيفة الأخبار، والآن في الأهرام من أربعين عاماً، ورأست تحرير عدد كبير من المجلات، ورأست مجلس إدارة دار المعارف، والآن رئيس تحرير مجلة الكاتب المصري، التي كان يرأسها طه حسين، وأنا عضو بمجلس الشورى من ثلاثة وعشرين عاماً، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للصحافة، ومجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب، وأخيراً مستشار للأمم المتحدة للتنمية الإجتماعية، وحصلت على العديد من الجوائز، وحججت سبع مرات، وكانت أطول رحلاتي (حول العالم في 200 يوم)، وأعرف مجموعة من اللغات، ولا أدعي يا سيدي أن كلماتي قد نظر إليها الأعمى ولا قد أسمعت من به صمم كما يقول المتنبي.. هذا أنا.. وأعوذ بالله من يوم لا أقول فيه أنا!