تكنولوجيات للتعليم والتعلم
تأليف : مارسيل لوبران
نشر : دار الفارابي للنشر والتوزيع
عام 2009
مقدمة الكتاب
توقّع جان ماري دو كيتيل في تمهيده للطبعة الأولى (1999)، "أن يكون مؤلَّف مارسيل لوبران مؤهّلا للاستمرار على الرّغم من التغييرات التقنيَّة". هذا ما كنّا قد أردناه: فلقد وضع هذا العملُ استخدامَ الأدوات التكنولوجية في حينه، في خدمة التربية بالتأكيد: "يظهر الأثر الرئيسيُّ للتكنولوجيا، في مترادفة التعليم والتعلّم، من خلال أجواء تربويةٍ جديدةٍ تكون أقرب إلى الطريقة التي يتعلّم بها المرء".
وبصياغة حديثة يمكننا أن نقول: إذا ما أردتم أن يعمل أبناؤكم على طريقة التعلّم التشاركي وعلى الشّبكة، فإنّ مروراً سريعاً من خلال الكتابة على أسلوب التعلّم التشاركي و"دون زيادة" لن يكون في غير محلّه. هو اختبارٌ للعمل ضمن مجموعة و"حول الطاولة" ليس إلّا. وكلّما أعدنا القول بأنّ كلّ شيءٍ سوف يكون مختلفاً من الآن فصاعداً نكون قد نسينا أنّ التعلّم عن طريق وسائل الإعلام المتعددة هو تعلّمٌ، قبل كلّ شيء... ونقطة على السطر.
هذه الطبعة هي منقّحة ومزيدة: فلقد أضيف إليها عددٌ كبيرٌ من الحجج لاستكمال العمل، كما أنه حصل تطوّرٌ في الأدوات التكنولوجية: ففي الطبعة الأولى كنّا بالكاد قد رأينا الظهور الساحر للشبكات وخصوصاً الإنترنت! أمّا نموذجنا التعلّمي فقد حافظ على كامل أهميّته... إذ أن التعلّم على الشبكة هو تعلّمٌ، قبل كلّ شيء... ونقطة على السطر.
إن تطوير أدواتٍ جديدةٍ واستخدامها دون أن نعير أهمّيةً خاصةً للتعلّم والمتعلّم، ودون أن نؤطّرها في عدّةٍ تربويةٍ جديدةٍ قابلةٍ لأن نستخلص منها القيمة الحقيقية المضافة... أو باختصار، إن إعادة إنتاج الممارسات القديمة مع الأدوات الجديدة سوف لن تسمح ببلوغ الأهداف التي ينتظرها مجتمع المعرفة وتعليمه كيف يتعلّم.