إستراتيجية التخطيط التربوي
مقدمة الكتاب
تواجه النظم التعليمية في معظم دول العالم المتقدمة والنامية على السواء، تحديات كثيرة زادت في الربع الأخير من القرن العشرين. وبعض هذه الدول ترى أن النظام التعليمي بحاجة إلى تحديث جذري في أهدافه ومفاهيمه وطرقه وأدواته ووسائل تقویم الأداء وأعداد المعلمين، وتحديث أجهزته وأنشطته التربوية، وذلك عن طريق وضع استراتيجية للتخطيط التربوي في هذه الدول.
وتقوم فلسفة التخطيط التربوي الاستراتيجي على أن الإنسان في مواجهته لقوى الطبيعة والمجتمع، يجد نفسه في موقف يضطره لبذل مجهود واع لإشباع حاجاته ، والإبقاء على كيانه ووجوده داخل جماعته ومجتمعه .
والتخطيط عبارة عن عملية استراتيجية، والاستراتيجية هي طريقة مناسبة تترجمها إلى خطوات إجرائية للوصول إلى الحقيقة المطلقة، بالانتقال إلى الوضع الراهن إلى أوضاع يمكن تحقيقها، بواسطة أبناء المجتمع الذين يرغبون في عملية التطوير .
وبذلك تعتبر الاستراتيجية الحلقة الوسطى بين السياسة التعليمية بما تتضمنه من أغراض وبدائل من ناحية، والتخطيط بأساليبه وبرامجه من ناحية أخرى، وذلك لامكانية صياغتها في عمليات، وبكلفة محددة حتى تصبح قابلة لتحقيق التطوير الأفضل.
وحيث أن استراتيجية التخطيط التربوي في جوهرها لا تخرج عن كونها عملية منظمة واعية، لاختيار أفضل الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف تعليمية معينة. أو بمفهوم آخر هي عملية ترتيب الأولويات التربوية في ضوء الامكانات المادية والبشرية المتاحة.
وبذلك تصبح استراتيجية التخطيط التربوي جزءا لا يتجزأ من التخطيط التربوي الاستراتيجي، لأن كل هذه الأنواع من التخطيط عناصر متفاعلة ومتكاملة، وبذلك يكون التخطيط التربوي شاملا لكل الأساسيات والفرعيات والكليات والجزئيات المتعلقة بمجالات التربية .