الأنتروبولوجيا - رموزها - أساطيرها - أنساقها
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
وصف كتاب الأنتروبولوجيا - رموزها - أساطيرها - أنساقها
قد يتبادر إلى الذهن سؤال : ما هي الحاجة إلى ترجمة كتاب بلغ الثلاثين من عمره ؟ إن توالي طباعته ( العاشرة ) بهذا الشكل النادر هو جواب أول . أما الثاني فهو ديمومة الحاجة للاطلاع على الأعمال العظيمة التي لا تشيخ . والثالث ، وهو الأهم، الثورة التي كان لهذا الكتاب أكبر الأثر في تفجيرها على أكثر من صعيد علمي وأدبي . فالنداءات التي أطلقها دوران في خاتمة بحثه من أجل « تربية جديدة للتخيل ،، من أجل تربية جمالية ذات نظرة إنسانية شاملة ،، من أجل «تنظيم الكسل وانطلاق الكوامن وأوقات الفراغ ، وہ تحریر الدراسات اللغوية ،، الخ ، وصولا إلى تحرير الفكر البشري من القوالب الجامدة والأحكام المسبقة ، كل ذلك وجد آذانا صاغية عند حشد هائل من العلماء والمفكرين الذين تأثروا كليا أو جزئية بطروحات هذا المفكر أو بمنهجه .
:"الأنتروبولوجيا، رموزها، أساطيرها، أنساقها" كتاب على قدر كبير من الأهمية إذ إنه فجر ثورة على أكثر من صعيد علمي وأدبي. فالنداءات التي أطلقها المؤلف جيلبير دوران في خاتمة بحثه من أجل "تربية جديدة للتخيل"، من أجل "تربية جمالية ذات نظرة إنسانية شاملة"، من أجل "تنظيم الكسل وانطلاق الكوامن وأوقات الفراغ" و"لتحرير الدراسات اللغوية"، إلخ. وصولاً إلى تحرير الفكر البشري من القوالب الجامدة والأحكام المسبقة، كل ذلك وجد آذاناً صاغية عند حشد هائل من العلماء والمفكرين الذين تأثروا كلياً أو جزئياً بطروحات هذا المفكر أو بمنهجه.
وكان دوران قد تتلمذ على يد غاستون باشلار وتأثر إلى حد كبير بدراسات يونغ وميرسيا الياد قبل أن يختط لنفسه طريقاً مغايراً يحاول فيه سبر أغوار الرموز والأساطير والحكايات الشعبية التي تمحور حولها أو من خلالها "كوكبات" أو "خلايا" أو "أنساق" الصور الذهنية التي ينتجها الخيال البشري خوفاً أو أملاً، هروباً أو إقداماً، قنوطاً أو رجاء. متابعاً وبعد ظهور كتابه هذا سبر أغوار الخيال ومظاهره المختلفة بمنهجية كان من جدتها ورصانتها وعمقها أن أقره "المجلس الوطني للأبحاث العلمية" الفرنسي، في عام 1981، مديراً لمركز أبحاث الخيال الذي كان قد أنشأه قبل ذلك بسبعة عشر عاماً، وأن أوكل إليه الإشراف على نشاطات تسعة عشر مختبراً علمياً، فرنسية وأجنبية، تقدم بحلقة بحث أولي عن "تحولات الأسطورة وأساطير التحول".
أما عن قيمة هذا الكتاب في مجال الأدب وسائر العلوم الإنسانية، فهي تكمن في عرضه لمختلف الرموز والموضوعات الأدبية والعقد النفسية، ثم في تحليله لكل ذلك من زاويتين مختلفتين، أو بالأحرى من خلال نظامين يؤسس عليها الكتاب دراسته: النظام النهاري والنظام الليلي للصورة الذهنية. هكذا يجب القارئ نفسه وهو يتنقل بين الصفحات متنزهاً في حديقة من الصور والرموز والإنموذجات والأنساق السائدة لدى مختلف شعوب العالم وفي حضاراته القديمة والمعاصرة.