علم النفس المعاصر
تأليف : حلمي المليجي
نشر : دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر: 2000
وصف كتاب علم النفس المعاصر
علم النفس المعاصر هو فرع من العلم يبحث في السلوك والخبرة التي يمر بها الإنسان خلال تفاعله مع بيئته. وحينما نذكر أنه علم نفسي أنه ليس مجرد كتلة في المعرفة التجريبية التي اكتسيت نتيجة الملاحظة والتجربة، أو أنه مجرد تراكم من الحقائق، بل هو بناء منظم من الحقائق المنسقة التي أمكن تعميمها في نظام واحد.
إنه لا يتألف فحسب من النظريات عن طبيعة الخبرة والسلوك الإنساني، فبدون الاختبار الموضوعي، تظل النظريات مجرد تخمينات مهما كانت جودتها.
إن علم النفس المعاصر حينما يدرس الوقائع السلوكية التي تبدو في النشاطات اليومية للإنسان يستخدم طرق الملاحظة المنظمة والموضعية. أي أن الدراسات النفسية تستخدم المنهج العلمي منذ تبنت الاتجاه التجريبي وخاصة بعد ازدهار العلوم الطبيعية والبيولوجية وتقدم وسائل القياس والإحصاء.
وهكذا، يوجد حالياً، فصل حاد ما بين علم النفس كعلم وكدراسة فلسفية تتناول التفسير الفلسفي للحقائق. فإن علم النفس حالياً، وعلمياً يشير إلى العلم التجريبي الذي يتناول النشاطات العقلية والسلوك الموضوعي.
وبعبارة أخرى علم النفس هو المعرفة المنظمة التي نمت نتيجة تطبيق المنهج العلمي على حقائق الحياة العقلية، وباختصار، علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني، إنه يشترك مع جميع العلوم بتناوله الوصف والأسباب والتنبؤ وضبط الوقائع التي نلاحظها، وهي في هذه الحالة وقائع سلوكية. إن صرف علم النفس هو تحليل خصائص وأسباب ودوافع وحيل النشاط النفسي وديناميات الحياة العقلية.
حول هذا العالم تدور الدراسة العلمية الفلسفية التي بين أيدينا والتي تعرض للتطور التاريخي لعلم النفس الحديث، وكذلك لأهم الاكتشافات التجريبية المبكرة منذ نشأ أول معمل لعلم النفس في جامعة ليبزج Lipzig في 1879 بواسطة ويلهلم فونت wundt حتى ظهور ميادين علم النفس المختلفة، ومدارس علم النفس المتعددة التي كادت أن تختفي من المشهد السيكولوجي.
ولتغطي هذه الدراسة كافة جوانب موضوعها تمّ تقسيمها إلى أربعة أبواب، تناول الأول والمعنون بـ"الدراسة العلمية للسلوك"، دراسة نشأة عالم النفس المعاصر ومناهج البحث في العلم النفس، والأسس الفسيولوجية للسلوك. أما الباب الثاني فتناول بالبحث موضوع "دوافع السلوك، والانفعالات" واشتمل على ثلاثة فصول وهي: دوافع السلوك والاتجاهات والقيم، ثم الانفعالات وعواطف.
هذا واختص الباب الثالث بالعمليات العقلية، وتكون من أربعة فصول ناقشت، الانتباه، والإدراك الحسي والتفكير، التعليم، التذكر والنسيان، أحلام النوم. واختتم الكتاب بباب رابع وأخير احتوى على فصلين هامين أحدهما عن القدرة العقلية والأخير عن " الشخصية".