العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي - تعنيف المرأة أنموذجا
من إعداد :سليم سهلي
المركز الديمقراطي العربي
الطبعة الأولى 2021
ملخص البحث
أسهمت التجربة البحثية المعروضة في إعادة النظر إلى مكانة المرأة انطلاقا من الواقع المعيش. وقد تبيّن من خلال جملة من المقابلات المجراة ضرورة التمحيص في البنية الاجتماعية برمّتها. فصورة المرأة الواقع تختلف كلّيا عن المرأة المثال المراد تحقيقه على أرض الواقع.
إنّنا إزاء مخرجات تجربة كشفت حقيقة صورة المرأة في مجتمعنا وسلّطت الضوء على الكمّ الهائل من العنف المسلّط على هذا الجنس. يبدو أنّ ما نسوقه من رأي يبدو غريب قول إلّا أنّ التصنيف الاجتماعي و المرجعيات الذكورية المهيمنة و القوى البنيوية لها بالغ الأثر في تعزيز تفشّي هذه الظاهرة –العنف ضدّ المرأة-.
إنّ ما تمّ عرضه سابقا هو نتاج تجميع مادّة اثنوغرافية محمّلة بتمثلات وردود فعل وممارسات استوجبت الاستئناس بمنهجية مفكّر تملك آليات التدقيق والفرز المبني على منطق علمي حتى يستجلي حقائق الأمور، والغاية ممّا قُدّم يتمثل في استقراء الواقع المدروس بعد اكتشاف خباياه وترحيل المواضيع المسكوت عنها من منطقة الظلّ إلى العلن إلى منطقة الفكر الناقد. ومن ثمّ تتاح لنا فرصة استخلاص المعاني و الممارسات المستندة إلى نوع اجتماعي مخصوص موغل في المرجعية البنيوية (الأسرة / الهيمنة الذكورية / الدين ضمن الفهم الخاطئ).
وأبرز ما علق بالذهن إثر التجربة الميدانية مدى تأثير العلاقة الجندرية في الحياة اليومية للمشاركين وكشف مؤشرات متخفية لظاهرة العنف الذي يُمَارَس على المشاركات دون النظر إلى الداروينية الاجتماعية لأنّ اليومي وقف حائلا دون فسح المجال لنظرية النشوء و التطوّر لتتّبع مسلكها الطبيعي المؤمن بضرورة التغيّر وعدم الاستقرار على حال. وربما الاستخلاص الأكبر هو الاختلاف الصارخ بين الحقيقة و الواقع في نظرتنا للمرأة من خلال طرق معاملتها.
وحتّى لا نجانب الصواب في الاستنتاجات التي نرنو بلوغها و الحقائق التي نتوقّف عندها ارتأينا اعتماد منهج كيفيّ بأدواته المنظّمة والعفوية. ولعمري يظلّ هذا المنهج محافظا على نجاعته في فهم ظاهرة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.