الاعداد النفسي في التدريب والمنافسة
تأليف : علي حسين هاشم الزاملي
نشر : دار الضياء للطباعة والنشر والتوزيع
2020
وصف كتاب الاعداد النفسي في التدريب والمنافسة
المقدمة يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة التي تم إنشاؤها وإدخالها لأول مرة في المختبرات في سنة 1879م على يد عالم النفس الألماني وليم فونت، وقد استخدم فونت (Vont) طريقة الاستبطان أو التأمل الذاتي لحل المشكلات وكشف الخبرات الشعورية، وأطلق فونت على هذا العلم اسم علم دراسة الخبرة الشعورية وبذلك يعتبر فونت هو المؤسس الحقيقي لعلم النفس، وهو الذي قام باستقلالية هذا العلم عن الفلسفة لم ينشأ علم النفس الحديث من فراغ، بل يمثل استمرارية متطورة (لا تخلوا من الإبداع) للمعرفة الإنسانية بدء بالتراث الفلسفي القديم وانتهاء بفلسفة عصر النهضة فالتطور العلمي في المجالات المختلفة في القرنين السابقين.
فقبل أن يصبح علم النفس علما مستقلا كان جزء من الفلسفة ، بل انه يعتبر أخر العلوم المستقلة عن عنها إذ لا يزيد عمره كعلم عن قرن من الزمان. نرى اليوم كمّاً هائلاً من المعارف المتعلقة بالتربية البدنية وعلوم الرياضة تؤشر توجهاتٍ حديثة هدفها الارتقاء بواقع المستوى الرياضي .
ومن المعلوم أن الرياضي العراقي مثل غيره من رياضيي العالم يتم إعداده بدنياً ومهارياً لتحسين أدائه فمن المنطق أن يكون اليوم بذلك أقوى وأسرع وأكثر مرونة ورشاقة وتحملاً من الرياضيين في الحقبات الزمنية الماضية إذا أخذنا بنظر الاعتبار كذلك برامج التغذية وآليات التدريب المقننة وتوافر الملاعب والتجهيزات الحديثة والخدمات الادارية الجيدة فضلاً عن المدرب الجيد كلها تؤدي إلى الارتقاء بالمستوى الرياضي .
نرى الرياضيين هذا اليوم متقاربين بمستوياتهم البدنية والمهارية والخططية الأمر الذي يرجح العامل النفسي ليقول كلمته في الفوز للاعب أو الفريق المعني . لا يوجد مدرب الآن لا يقرّ بأهمية الاعداد النفسي قبل وأثناء وبعد المنافسة . تجربة المدرب الميدانية قد تعطيه معلومات عامة عن شخصية الرياضي ، تحفيز الرياضي ، تماسك الفريق الرياضي ، السلوك العدواني في المنافسة وشغب الملاعب .....إلخ .
لقد تم إعداد هذا الكتاب للمدربين وللعاملين في تدريس التربية البدنية وعلوم الرياضة لتفهّم الظواهر النفسية الخاصة بالأعداد النفسي للاعبين بشكلٍ أعمق والاعتماد على معلومات تساعدهم في التعامل السليم مع اللاعب ومع الفريق الرياضي سواء كان للاعبي الفعاليات الفردية او الجماعية (الفرقية ) في مرحلتي الاعداد العام والاعداد الخاص.
ويعد علم النفس الرياضي الميداني من أهم المعلومات التي دخلت مجال النشاط الرياضي والتي تسهم بقدر كبير في تطوير وتنمية القدرات اللاعب حيث هنالك نصيب كبير لعلم النفس الرياضي لوصول اللاعب الى أعلى المراتب الرياضية عن طريق دراسة الشخصية الرياضية ومعرفة أفضل السبل التي تجعل هذا اللاعب او ذاك في أفضل حالاته لتقبل جرعات التدريب وكذلك مقابلة المنافس في أحسن حالة وبالتالي التغلب عليه, - مكتبة المرجع - حيث أصبح الإعداد البني والمهاري والخططي في متناول الجميع وبالإمكان الوصول بها لأعلى المستويات وأصبح أبطال العالم متقاربين في هذه العناصر من حيث المستوى ولذلك أصبح التنافس ألان للوصول باللاعب من جانب الأعداد النفسي الى أفضل حالاته وذلك لتحقيق الانجاز, وان هدف علم النفس الرياضي هو إيجاد الحلول الايجابية لجميع المشاكل التي يعاني منها الفرد الرياضي والمتعلقة بالشخصية والتي تتعلق بالسلوك داخل ساحة اللعب والتدريب.
ويمكن إيجاز مفهوم الأعداد النفسي الرياضي بأنه تلك "الإجراءات التربوية التي تعمل على منع عمليات الاستثارة او الكف الزائدة او المنخفضة التي تؤثر سلبا على مستوى الانجاز الرياضي ,كما تساعد على التكيف مع مواقف وظروف المنافسة الرياضية وما يرتبط بها من أعباء نفسية مما يؤدي الى الإقلال من الإحساس بالخوف والتوتر والقلق النفسي وعدم الثقة ,تلك العوامل التي تؤدي الى انخفاض مستوى الانجاز الرياضي".