العلاج بالفن
تقوية الروابط العاطفية عبر العلاج الثنائي بالفن للطفل مع والديه
تأليف : لوسيل برولكس
ترجمة : سارة احمد كمال
نشر: نور المعارف للنشر والتوزيع
2018
وصف الكتاب
تطور العلاج بالفن في مجال الطب النفسي للأطفال من خلال العمل مع آباء وأمهات الأطفال الرضع والأطفال في المرحلة العمرية دون سن المدرسة، ويعد الهدف من هذا الكتاب هو جعل النظريات والأبحاث وراء المعالجة مألوفة بالنسبة للمعالجين بالفن والمختصين بمجال الصحة النفسية الذين يتدخلون بعملهم مع هذه الفئة..
كما أن هذا الكتاب قد يقع أيضا داخل دائرة اهتمام الوالدين المعنيين بالأمر، فهذه المداخلة الثنائية بين الوالدين وأطفالهم تشكل نموذجا علاجيا يعتمد على مبادئ بعينها من مجالات الطب النفسي للأطفال، وعلم النفس، والعلاج بالفن، فهذه المداخلة العلاجية تقدم تجربة موجهة إبداعية وخيالية وتصويرية لكل من الوالدين والأبناء كما أنها تشمل التعبير عن الذات غير الشفهي والرمزي.
وتتجلى عملية العلاج بالفن في إطار العلاقات العلاجية الثنائية التي يعد نمطها الرئيسي في التواصل هو خلق الصور، أما العلاقة العلاجية الثانية هي العلاقة بين الثنائي والمعالج وكذلك العلاقة بين أحد الوالدين والطفل، ويوفر المعالج بالفن بيئة للتعبير عن الذات غير الشفهي والبديهي ..
كما أنه ييسر التعبير عن الذات والتواصل لتخفيف حدة التوتر العاطفي أما النشاط الفني على شاكلة التلوين أو النحت يعطي تعبيرا عينية لكل من العناصر الواعية واللا واعية داخل الرابطة الثنائية، الأمر الذي يعمل باعتباره وكيل علاجي للصراعات غير المحلولة بين أحد الوالدين والطفل، الأمر الذي ربما من خلاله يقوى التعلق بينهما.
ربما يكون هذا الكتاب محل اهتمام خبراء الصحة النفسية والآباء فضلا عن المعالجين بالفن، ويتمثل المقصد منه تعميق الاستيعاب للنموذج العلاجي وشرح عملية العلاج بالفن فالكتاب يشرح الكيفية التي يسمح بها الفن العفوي على تحرير التوتر، كما أن الإسقاط الخاص بالمواد المكبوتة ربما يساعد المعالجين التقليديين والآباء على طلب هذه الخدمات أو على الإحالة إلى معالج بالفن في حالات مختلفة حيث يكون التعبير غير الشفهي والإبداعي بالفن ذي فائدة،
الأطفال الرضع والأطفال دون سن المدرسة الذين عملت معهم والذين حققوا استفادة من هذا التدخل كانوا أطفالا يعانون من مشاكل معينة في العلاقات، ومن حالات تأخر تنموية ومن سلوكيات عدائية ومن اضطرابات في الانتباه ومشكلات حركية حسية.
كذلك الأطفال والوالدين الذين عانوا من الانفصال لكثير من الأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر: مرض الطفل أو أحد الوالدين واكتئاب ما بعد الولادة، والاكتئاب والطلاق والصدمة النفسية أو الإيداع في منازل الرعاية. وأثناء عملي السريري قمت بالعمل مع أطفال يعانون من اضطرابات حادة في النمو واسعة الانتشار، وكانت المجموعات تضم غالبا أطفالا من ذوي الصفات التوحدية قد أحرزوا تقدما خلال العلاج الثنائي بالفن..
بل والأكثر من ذلك قمت بالإشراف على معالجين بالفن في هذا المجال ممن كانوا يعملون مع أطفال يعانون من هذه الاضطرابات، وبعض من الأنشطة العلاجية المتضمنة هنا قد تم تعديلها بحيث يمكن التدخل بها مع هذه الفئة، ويجب علينا أن نكون مستعدين للمرور بإخفاقات في هذا العمل أحيانا ..
فقد يحدث وأن يكون الوالدان منهمكان في أمورهم الخاصة لدرجة أن يكونا غير مستعدين للعمل على علاقتهما بطفلهما، ففي بعض الأحيان ينصح بالعمل المنفرد مع الآباء إلى جانب العلاج الثنائي بالفن، وعندما لا يقدر الوالدان على العمل مع طفلهما لأي سبب من الأسباب، فربما يعود ذلك إلى أن هذا النوع من التدخل ليس هو المطلوب للعلاج.
رابط الكتاب
الكتاب محمي بموجب حقوق الملكية الفكرية