فقه صعوبات التعلم
تأليف : السيد عبدالحميد سليمان
نشر : دار الفكر العربي
2015
وصف الكتاب
لقد جاء كتاب المؤلف الحالي يؤصل لنموذج في صعوبات التعلم، أسماه النموذج التحليلي- السببي. وفي هذا الكتاب أنشأ المؤلف علمًا جديدًا في صعوبات التعلم يقوم على الفقه، وفيه يؤصل لكيفية استنباط الأحكام العملية والتطبيقية من المفاهيم النظرية، بعد الدوران مع معناها وتحديدها تحديدًا قاطعًا ينبت معه الظن ..
كما يؤصل من خلال هذا العلم الجديد لكيفية إصدار أحكام لها تطبيقات عملية في المتغيرات والمفاهيم الظنية، وكيفية استخدام القواعد الأصولية في فقه الصعوبة، والتي منها إذا تردد متغير أو مفهوم ليس له معنى أو ليس فيه حكم بين أصلين فإنه يلحق بأكثر الأصلين شبهًا.
ولم يقف المؤلف عند هذا الحد بل قام بتحليل لمفاهيم صعوبات التعلم باستخدام القواعد الأصولية حتى توصل إلى مفهوم شامل ومتكامل لصعوبات التعلم، تفصد عنه مفاهيم أصيلة في الصعوبة مثل: صعوبات عامة في التعلم، وصعوبات خاصة في التعلم، ومتفوقين ذوي صعوبات التعلم. إنها محاولة لتعميق فهمنا للمجال. والناشر إذ يسعده إنتاج ونشر هذا النوع من المؤلفات التي لا تقوم على التكرار والاجترار بل تقوم على التجديد والابتكار.
مقدمة المؤلف
إننا هنا نحاول جاهدين إنشاء هذا الفرع الجديد في صعوبات التعلم، بعدما استعصى علينا تضافر جهود الآخرين معنا لإنشاء فقه علم النفس. إن هذا الفرع الجديد من علوم صعوبات التعلم والذي نسميه "فقه صعوبات التعلم"، إنما يقوم على التحليل والتفنيد والنقد، وإصدار الأحكام في المتغيرات والفروع التي ليس فيها حكم، بعد قياسها على الأصول التي يوجد فيها حكم، إعمالا لقاعدة "إذا تردد المتغير الفرعي الذي يراد إنشاء حكم فيه بين متغيرين أصوليين فإنه يلحق بأكثر المتغيرين شبها شريطة الاشتراك في العلة" ..
والدوران مع الألفاظ لتحديد المطلق منها والعام، وكيف يتم تقیید المطلق، وتخصيص العام، مع الدوران في ماهية المفاهيم والألفاظ وبخاصة الظني منها الاشتقاق المراد من الظني فيضيء جنبات معانيها المحتملة، وما يترتب على ذلك من أحكام خاصة بالقياس والتقييم والتشخيص والعلاج.
إن فقه صعوبات التعلم معناه أيضا أن تضرب عقلك في بطن المفهوم الغائر فتظهره وتوضح مكوناته وجنباته، ومايؤول إليه تفسيره، كي يتم الضبط والتفسير والتنبؤ واشتقاق معارف جديدة سواء كانت هذه المعارف تتعلق بنماذج يتم ابتكارها أو نظریات يتم تأطيرها ليتم في ضوئها فهم أعمق وتفسير أشمل للمجال ..
بل ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إنها يتعداه ليصل إلى حد إنشاء وابتکار معارف ونماذج ونظریات ذات سحنة ولحمة عربية بديلا عن ذاك الاجترار المقيت المتمثل في تلوك المحاضرين في قاعات الدرس بالجامعات العربية بذکر نماذج ونظریات غير العرب، وكأننا نحن العرب، قد ألزمنا القدر المقدور في أن يكون دورنا هو دو الببغاء، ولا يعدو في أحسن الأحوال تفاؤلا غير الاجترار لما يقوله غيرنا حتى ولو كان من غير تدبر ولا تفكر، أو كان فيها سطحيا ومقيتا لما يقوله غيرنا نحن العرب.