أسس وبرامج التربية البدنية
تأليف : فهد عبدالعزيز اليعيش - حسام رفقى
نشر : دار اسامة
2001
مقدمة الكتاب
يمثل الاهتمام بدراسة الطفولة معيارا لقياس تقدم المجتمعات وتطورها ، فهو في واقع الأمر اهتمام بمستقبل المملكة كلها حيث إن إعداد الأطفال وتربيتهم هو إعداد مواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها حتمية التطور ..
وتستدعي سلامة تخطيط العملية التربوية وتحقيقا لأهدافها في المقام الأول دراسة الحقائق والقوانين التي تحكم عملية النمو وقوف على العوامل التي تدفع النمو أو تعيقه وفهما لخصائص كل سن حتى لا نخطىء في تفسير سلوك وقدرات الأطفال أو نتوقع منهم فوق ما يستطيعونه .
والتربية البدنية بأنشطتها المختلفة - التي تتميز بالحركة والفاعلية تعتبر جزءا هاما من أجزاء النظام التعليمي بالمدرسة الابتدائية حيث تعمل على نمو التلميذ نموا متكاملا متزن طبقا لقدراته و استعداداته .
ولذا أهتمت الدول الكبرى في العالم بالتربية البدنية في مراحل العمر المختلفة اهتماما كبيرة إيمانا منها بالدور الذي تلعبه في تنشئة المواطن الصالح متمتعة بالصحة قادرة على تحمل أعباء الحياة في شتى الميادين . ومن هنا كانت التربية البدنية مادة أساسية إجبارية في كثير من بلدان العالم المتقدم .
فالتربية هي حصيلة ظروف متعددة حيث نبه إلى ضرورة الاهتمام بالإنسان من جوانبه الثلاثة الجانب العقلي ، الجانب الروحي ، الجانب البدني ، إذ أن الإنسان وحده وحدة متماسكة ضرب بقوتها المثل في تراثنا الاسلامي... أما إذا اختل توازن هذه الرعاية بالاهتمام بأحد الجوانب أو إهماله كانت النتيجة قاصرة عن تحقيق هذا الهدف واختل بناء الإنسان..
ومن هذا المنطق ترتكز خطط الإعداد المهني للتربية البدنية على مجموعة من الأسس والمبادىء العامة بالإضافة إلى بعض الاعتبارات الهامة الخاصة بكل مجتمع مع ضرورة الإلتزام بالتقاليد والقيم الاسلامية والدينية .