الأخطاء اللغوية الشائعة في التربية الخاصة وعلم النفس والبحوث العلمية
تأليف : مسعد أبو الديار
نشر : دار الكتاب الحديث
2017
مقدمة الكتاب
اللغة العربية لغة الضاد، لغة القرآن المعظم ليست كباقي اللغات التي ينطق بها قاطني هذا الكوكب، فهي تعد من أصعب وأفصح وأبلغ اللغات المعروفة لعموم البشر؛ لذلك قال عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
لقد أدى التقدم العلمي السريع الذي شهدته مختلف الميادين العلمية؛ إلى ظهور کم هائل من المصطلحات التي يتزايد عددها يوما بعد يوم، فاتجه كل باحث إلى دراسة مصطلحات ميدان علمي معين، ولكن عند الاطلاع على معظم القواميس والمعاجم والدراسات تبين لنا أن بعض الميادين العلمية لم تحظ بالدراسة الكافية، مثل: دراسة المصطلح النفسي، وتباين الأخطاء الشائعة في تلك الكتب، والمصادر العلمية.
لقد اهتم الدارسون العرب كثيرا بالدراسات المتعلقة بالمصطلح العلمي، ولا سيما في الفترة الأخيرة، حيث انصبت معظم أعمالهم في هذا الموضوع؛ مما أدى إلى ظهور المصطلحات غير اللغوية، والتي اعتاد الباحثون استخدامها بنظام الإرث البحثي.
وإذا نظرنا لتلك الأخطاء اللغوية نجد أنها تعد من أبرز مظاهر الضعف اللغوي، وقد تسللت هذه الأخطاء إلى البحوث العلمية والدراسات التطبيقية والنظرية، بمختلف تخصصاتها، بحجة أنها تجرى في المجالات العلمية الأخرى التي لم يكن أصحابها بالمتخصصين في اللغة العربية، فهل يعقل أن ينشر بحث علمي أو كتاب متضمنا المئات من الأخطاء اللغوية.
ولعل السبب وراء تركيز المؤلف على الأخطاء اللغوية والعلمية الشائعة في علم النفس، والتربية الخاصة، والبحوث العلمية المتعلقة بهما هو ما أقره فرج عبد القادر طه عام (1995) في أن المصطلحات النفسية من أكثر مصطلحات العلوم تداولا بين غير المتخصصين ..
ولعل هذا راجع إلى أن علم النفس لم يعد ذلك العلم الذي كان يرتبط بخدمة الطوائف الشاذة في المجتمع كالمرضى العقليين والنفسيين والمجرمين والمدمنين.
وما دامت المصطلحات النفسية والتربية مرتبطة بكل هذه المجالات، فكان من السهل أن يشيع بين العامة كثير من المصطلحات النفسية، مثل: (الهيستيريا، والمنخوليا، والشيزوفرينيا)، إلا أنها كثيرا ما تستخدم للدلالة على غير مفهومها العلمي، وفي مثل هذه الحالات تختلط المعاني، ويغمض المقصود، ويضطرب التفاهم بين المتخصص وغير المتخصص (فرج عبد القادر طه، 1995).
ونظرا لاختلاف مدلول المصطلح النفسي بين هؤلاء، فإن علماء النفس ينتابهم القلق لشعورهم بهذا الغموض الذي يزيد في مسألة تعقيد المصطلحات النفسية، ظنا منهم أنها خرجت عن اختصاصهم، وبالتالي لم يعد علم النفس في نظرهم ذلك العلم القائم بذاته.
ورغم الجهود التي بذلها أصحاب المعاجم خلال السنوات الماضية، إلا أنها تبقى ناقصة بالنظر إليها من زوايا مختلفة؛ لأنها لم تتطرق إلى هذا الجانب الحيوي والمهم في العلوم ألا وهو (علم النفس، والتربية الخاصة، والبحوث العلمية) ..
ولعل أهم الدوافع التي دفعتني لتخصيص هذا القاموس وكتابته هو أنه مجال أحببته وتخصصت فيه وحصلت على أكثر من دكتوراه فيه بجانب قراءاتي المتعددة في عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث المنشورة وما أستجد من كتب متخصصة وغير متخصصة، لذلك حاولت حصر بعض تلك الأخطاء، وتحديد أنواعها المتعددة في الكتابة واللغة وفقا للمعاجم المعترف بها، ولمنهجية البحوث العلمية.
وقد روعي التعرض للأخطاء الشائعة جميعها سواء أكانت أخطاء في دلالات الألفاظ، أو أخطاء الضبط بالشكل، أو أخطاء نحوية وصرفية، أو أخطاء إملائية.
رابط الكتاب
حقوق الكتاب محفوظة لدار النشر