محاضرات في مدخل إلى الإذاعة
راديو - تليفزيون
تأليف : محمود منصور هيبة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - قسم الاعلام التربوي
نبذة عن الكتاب
لقد نشط نمو الاتصال الالكتروني نتيجة التزايد المضطرد القنوات الإرسال المستخدمة ، فعندما اخترع الراديو في البداية ، كانت الأطوال المستخدمة هي ما يطلق عليه الان الموجات الطويلة ، وهذه الموجات آنذاك هي التي تستطيع الانتقال عبر مسافات بعيدة ، وادخلت بعد ذلك تدريجيا الموجات المتوسطة التي تغطي دولة أو منطقة معينة ..
غير أنه بغية توسيع نطاق الارسال بدرجة أكثر أخذ الإذاعيون يستخدمون ترددات أعلى ( الموجة القصيرة). ولاشك أن إستخدام الموجة القصيرة هو في حقيقته يمثل امتدادا متنوعة لوسائل الاتصال ، حيث تستخدم الدول هذه الموجة للاذاعات الخارجية لكي يصل الإرسال إلى المستمعين في مناطق مختلفة من العالم ...
ويساعد على ذلك طبيعة موجات طيف الراديو القادرة على تغطية مساحات شاسعة من الكرة الأرضية فلا يمكن لأي وسيلة اتصال جماهيرية أن تنافس الاذاعة فيما يتعلق بنطاق التغطية الجغرافية ، والاذاعة في ذلك تتخطى الحواجز والقيود الطبيعية والمصطنعة مثل الصحارى والجبال والى حد كبير محطات التشويش خاصة بعد التطورات التكنولوجية الحديثة..
وتدور الكلمة المذاعة حول العالم سبع مرات ونصف المرة في الثانية الواحدة مما جعل الراديو يظهر العالم. وكأنه قرية صغيرة، وشكل في الوقت نفسه أحد الأسباب التي جعلت الاذاعة خصوصا من بين وسائل الاتصال الجماهيرية تتسم بأنها أكثر هذه الوسائل تحت سيطرة الحكومة في دول العالم المختلفة أي أن الحكومات - نتيجة لاعتبارات وأسباب متعددة - تلجأ إلى الاذاعة وتتخذها سلاحا لتحقيق أهداف معينة في الداخل والخارج سواء في السلم أم الحرب، وذلك لما تتمتع به الإذاعة من سرعة فائقة واتساع نطاق التغطية الجغرافية للارسال الاذاعي ؛ وبالتالي إمكانية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير مقارنة بالوسائل الاخرى.