خصائص معلمة الروضة
في كثير من الأحيان يحتاج كل منا الى أن يتعرف الصفات والسمات الشخصية التي يجب أن يكون عليها لكي يؤدي عمله على الوجه الصحيح، والمهم هنا ألا نحفظ تلك السمات والصفات بل أن نقتنع بها ونحاول أن نتمثلها داخل حجرة الدراسة، وأن نخضعها للتطبيق بدلا من التنظير، وعلى هذا جمعنا العديد من سمات وصفات معلمة الروضة التي نرى أنها ضرورية في عصر زادت فيه المسؤوليات الواقعة على عاتقها، وأصبح مطلوبا منها أن تعايش التقدم التقني الحادث في واقعنا المعاصر، إضافة إلى حاجة أطفالنا اليوم إلى حنان افتقده الكثير منهم وسط زحام ومصارعة المادة لنا.
وفيما يلي الصفات الشخصية التي يجب أن تتوافر في معلمة الروضة كي تكون معلمة ناجحة :
الخصائص الجسمية
- أن تكون المعلمة لائقة طبيا لا تعاني من أمراض يمكن أن تعوقها عن القيام بعملها على أكمل وجه
- أن تكون سليمة الحواس، وخالية من العاهات أو العيوب الجسمية؛ مثل: الثأثأة وغيرها من عيوب النطق التي قد تؤدي إلى تعليم خاطئ . إذ تعد من معوقات الدمج التي تواجه معلمات رياض الأطفال عند تدريس الأطفال غير العاديين.
- أن تتمتع باللياقة البدنية؛ حيث يتوقع الأطفال من معلمتهم أن تشاركهم في لعبهم ونشاطهم
- أن تتوافر فيها الحيوية والنشاط؛ حتى لا تشعر بالتعب المستمر والإجهاد .
- أن تهتم بمظهرها وهندامها دون المبالغة .
الخصائص العقلية
- أن تكون على قدر من الذكاء يساعدها على التصرف الحكيم وحل المشكلات التي تصادفها في المواقف التعليمية المختلفة، كما يتوقع منها أن تكون سريعة البديهة حسنة التصرف في المواقف المفاجئة .
- أن تتميز بدقة في الملاحظة تمكنها من ملاحظة أطفالها وتقييم تقدمهم اليومي.
- أن تكون لديها القدرة والقابلية لإدراك المفاهيم الأساسية في جميع الدراسة، إذ أن رياض الأطفال تحتاج إلى معلمة ذات خلفية ثقافية عامة أكثر من حاجتها إلى معلمة متخصصة في مادة دراسية واحدة .
- أن تكون قادرة على الابتكار والتجديد المستمر.
- أن تحرص على مواصلة الدراسة والاطلاع والنمو المهني كمعلمة لأطفال في سن ما قبل المدرسة
الخصائص النفسية
- أن تتمتع بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي والثقة بالنفس، ولديها مفهوم إيجابي عن نفسها.
- أن تكون محبة للأطفال، قادرة على العمل معهم بروح العطف والصبر .
- ألا تكون قاسية في تأذيبها لسلوك الأطفال، وأن تحسن إثابة الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حسنة.
- أن تقبل على عملها بحماس وإخلاص، وتتمتع بقدر من المرح وروح الدعابة والمرونة؛ حتى تكون قادرة على مواجهة متطلبات العمل والمشكلات التي قد تعترضها معوقات الدمج التي تواجه معلمات رياض الأطفال عند تدریس الأطفال غير العاديين.
- أن تكون قادرة على إقامة علاقات إنسانية سوية مع الأطفال والزميلات وأولياء الأمور.
الخصائص الاجتماعية
إن شخصية الفرد تنمو وتعتدل تبعا للمؤثرات البيئية المحيطة به والعوامل والمحددات التي تلعب دورا واضحا وملموسا، وتكاد تشترك في هذا البناء النفسي والاجتماعي والجسمي جميع محددات شخصية الفرد من عوامل وظروف مرتبطة بنموه نموا سليما من ناحية الجسم، ونموا سليما من ناحية العقل والنفس، وأخيرا نموا سليما من ناحية تكيفه مع المجتمع.ولما كانت العملية التربوية داخل رياض الأطفال هي ذاتها عملية تنشئة اجتماعية، فإن السمات والخصائص الاجتماعية لدى المعلمة تعد دلالة على قابليتها واستعدادها لممارسة الأنشطة التربوية المناسبة مع طبيعة العملية التربوية داخل رياض الأطفال لتحقيق الأبعاد التربوية للتنشئة الاجتماعية.
ومن هذه الخصائص الاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها المعلمة:
- وعى المعلمة بأنها حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع، وقيامها بهذا الدور بحيث تقوم بالعمل على تنوير وتثقيف المجتمع المحلي من خلال رياض الأطفال.
- القيام بتطوير الخدمات التربوية التي تقدمها الروضة لتصل إلى الأسر في بيوتها.
- القيام بتوظيف الإمكانات في بيئة الطفل من أجل إثراء العملية التربوية في جانبي الطفل والمجتمع.
- الفعالية الاجتماعية؛ حيث تسعى المعلمة في مصلحة الآخرين، وتشعر بالمسؤولية نحوهم، لذلك فعلى معلمة الروضة أن تشارك في حياة الناس، وأن تسعى في قضاء حوائجهم، وأن تشارك أطفالها في بعض أكلهم، وشربهم، وسمرهم.
- الشعور بالمسؤولية؛ فمسؤولية المعلمة أشد من مسؤولية الطبيب، فالمعلمة لا تكتفي بالاهتمام بصحة الطفل، ولا تكتفي بتعليمه المهارات أو المعارف، ولكن عملها الأكبر أن تعلم الطفل كيف ينتفع بمهاراته، وكيف يواجه مشكلاته والمجتمع المحيط به.
- أن تكون قادرة على إقامة علاقات إنسانية مع الأطفال والزميلات وأولياء الأمور، وغيرهم من الأشخاص الذين يستدعى العمل الاتصال بهم من أجل توفير كل ما أمكن من مصادر تعلم للأطفال.
- أن تفهم المعلمة أنها غير مكتفية ذاتيا، وإنما تحتاج إلى دعم فريق العمل بالروضة لنجاح إدارتها للفصل، حيث تعتبر وظيفة القيادة الأساسية هي التأكد من أن هناك فرصا متاحة ومنظمة لمناقشة فريق العمل سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، وهذه المناقشات الودية لها ثلاثة وظائف :
- تبصير المعلمة باتجاهات ودرجة فهم أعضاء الفريق، أي تبصرها بمستوى تطور الفريق.
- دعم وجود اتجاه مشترك بين كل أعضاء الفريق.
- إعطاء جميع أعضاء الفريق الفرصة لأن يعبروا عن آرائهم ويشاركوا في عملية صنع القرار.
- الإلمام بواقع الحياة الاجتماعية في البيئة التي تعمل بها، وما يدور فيها من أنشطة اجتماعية، وما يسودها من عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية، بما يساعدها على تغيير ما هو غير مرغوب فيه. أن تكون قادرة على استيعاب عادات هذا المجتمع ومتقبلة لها، ومتوافقة معها، حتى تستطيع تنمية العادات الصالحة منها للأطفال، وأن تنقل ثقافة المجتمع وتراثه لهم.
- أن تكون قادرة على تهيئة مجموعة من المواقف التربوية والاجتماعية للأطفال الإكسابهم من خلالها مجموعة من الخبرات الاجتماعية السليمة واللازمة لنمو هم وتكيفهم الاجتماعي.
- أن تكون على قدر من النضج الاجتماعي، يؤهلها لأن تكون قدوة للأطفال في كل تصرفاتها.
- أن يكون لديها القدرة على تقبل الأطفال ذوي الخلفيات الثقافية والاجتماعية المختلفة وتقدير عملية التمايز بين الأطفال والإيمان بأحقية كل طفل في أن يكون مختلفا مع أقرانه.
الخصائص الخلقية
- أن تكون متقبلة لقيم المجتمع وعاداته، مما يتيح لها القيام بدورها في التواصل الثقافي وربط الطفل بتراثه وحضارته الإنسانية.
- أن تحترم أخلاقيات المهنة، وتعتز بالانتماء إليها، وأن تكون مقتنعة تماما بعملها كمعلمة في روضة أطفال .
- أن تعمل على تقوية الروح الدينية في نفوس الأطفال ، وتسعى إلى تنشئتهم في ظل تعليم الدين ومبادئه .
- أن تجعل من نفسها قدوة حسنة في كل تصرفاتها تقديرا منها للدور الكبير الذي تلعبه في بناء شخصية الطفل وتوجيه سلوكه.
الخصائص المهنية والأكاديمية
- القدرة على تفسير الحقائق : معلمة الروضة ليست مفسره لخبرات الأطفال فحسب، ولكنها أيضا مفسرة للمجتمع الذي تعيش فيه؛ ماضيه وحاضره على حد سواء .
- اتساع الخبرات وتنوعها : وهي صفة مهمة لتحقيق الأهداف المرجوة للتربية بصفة عامة ولمرحلة الطفولة المبكرة بصفة خاصة. وإذا لم تتوافر تلك الصفة، لكانت خبرة المعلمة تتصف بالضيق، كما لا تستطيع أن تعوض ذلك بالتركيز على الكتب والمواد المكتوبة فقط.
- القدرة على تجديد المعلومات التربوية وكيفية استخدامها : من الخصائص المهمة التي يجب أن تكون عليها المعلمة هي القدرة على تجديد المعلومات التربوية والنفسية وتطويرها بصورة مؤهلة لاستخدامها أفضل استخدام، إلا أن المعلم الجيد مطالب بتجديد معلوماته باستمرار وربطها بكل ما هو مستخدم في المجال التربوي التعليمي.
- القدرة على تعليم الآخرين : إن المعلمة يجب أن تكون خبيرة في الوسائل التي تستخدمها والتي تستغل فيها الخبرات الإنسانية في توجيه حياة الآخرين، ولهذا يجب أن تتمرس أثناء إعدادها على تنمية هذه القدرة، وأن تقدم لها مقررات التربية عامة وأصول التربية للطفل بصفة خاصة.
- القدرة على التفكير العلمي : يجب أن تتصف معلمة الروضة بذكاء وظيفي يظهر في حل المشكلات بأسلوب علمي، كما يظهر في مهاراتها في استخدام المعرفة واستنباط أفضل الوسائل الحل هذه المشكلات.