التركيز والذاكرة
الذاكرة مرتبطة بالتركیز ارتباطاً وثیقاً، فتحسین إحداها یمكن أن یحسن الآخر. یجدر التفكیر أیضاً في طریقة عمل الذاكرة والفائدة التي یمكن أن یقدمها التركیز المحسّن للذاكرة القصیرة الأجل أوالذاكرة العاملة، وللذاكرة الطویلة الأجل.
الذاكرة القصيرة الأجل أو العاملة
نحن نستخدم الذاكرة العاملة للأمور التي نحتاج تذكرها لمدة قصیرة فقط، كالبحث عن تعلیماتمحددة واتباعها، ومثل إجراء اتصال باستخدام رقم هاتف في التسلسل الصحیح. إنها الطریقة التينضع فیها أمراً ما في الذهن ونعالجه وقتاً كافیاً لاستخدامه أو لتنفیذ تعلیمات محددة، وهو نوع منالعمل الذهني. مكان الذاكرة العاملة هو في القشرة الأمام-جبهیة من الدماغ، المنطقة المسؤولة عنا لوظائف التنفیذیة الأكثر تعقیداً التي تنظم المعلومات بطریقة تمكننا من استخدامها. إذا تمت مقاطعتنا قبل اكتمال المهمة، سیكون علینا غالباً اختبار المعلومات مرة ثانیة لأن الاحتفاظ بالمعلومات یحتاج نحو 45 ثانیة لاستخدامها ثم نقلها.تُستخدم الذاكرة العاملة من أجل المعلومات التي لا نحتاج الاحتفاظ بها طویلاً، رغم أنه إذا تم تكرار المعلومة أكثر من مرة، كالرقم الخاصببطاقة الائتمان ،تنتقل من الذاكرة العاملة إلى الطویلة الأجل.
یمكن أن یرتبط ضعف الذاكرة العاملة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الحركي(ADHD). لكنه قد یرتبط أیضاً بنقص الانتباه الذي ندعوه ”ضعف مدى الانتباه“ أو فقدان التركیزالناتج عن عوامل أخرى، بما فیها الإجهاد. یمكن حتى للإجهاد الجسدي كالجوع (انخفاض سكرالدم) أو افتقاد النوم أن یكون له أثر، وهو أمر نراه غالباً عند الأطفال الصغار رغم أنه قد ینطبقعلینا جمیعاً. لذا یمكن للعمل على كل الطرق التي قد تحسن مهارات التركیز أن یساعد فعلاً فيتحسین الذاكرة العاملة.
یمكن أن یرتبط ضعف الذاكرة العاملة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الحركي(ADHD). لكنه قد یرتبط أیضاً بنقص الانتباه الذي ندعوه ”ضعف مدى الانتباه“ أو فقدان التركیزالناتج عن عوامل أخرى، بما فیها الإجهاد. یمكن حتى للإجهاد الجسدي كالجوع (انخفاض سكرالدم) أو افتقاد النوم أن یكون له أثر، وهو أمر نراه غالباً عند الأطفال الصغار رغم أنه قد ینطبقعلینا جمیعاً. لذا یمكن للعمل على كل الطرق التي قد تحسن مهارات التركیز أن یساعد فعلاً فيتحسین الذاكرة العاملة.
الذاكرة الطويلة الأجل
تعرف عملیة تحویل الذاكرة القصیرة الأجل إلى ذاكرة طویلة الأجل بـ”الاندماج.“ وهذا یحدث طوال الوقت عبر عملیة فیزیائیة تتطور فیها روابط جدیدة أو معززة بین الخلایا العصبیة في الدماغ. یحدث هذا في الحُصَین الواقع عمیقاً داخل الدماغ والمرتبط ارتباطاً وثیقاً بالمناطق المتعلّقة بالمعلومات الحسیة التي نحصل علیها مما نسمعه أو نراه أو حتى نشمه، ولذلك یمكن لرائحة معینة أن تستدعي مثل هذه الذاكرة القویة. هناك دلیل على أن مرحلة النوم العمیق تشترك في دمج خبرات النهار في الذاكرة الطویلة الأجل. من المهم أیضاً أن تكون قادراً على تذكر واسترجاع المعلومات من مخزن الذاكرة الطویلة الأجل حالما یتم دمجها وإیداعها فیها.نشاطات تحسّن الذاكرة
بعض النشاطات التي تحسّن الذاكرة، كالتأمل، تحسّن التركیز أیضاً. كما تساعد ألعاب الذاكرة فيتحسین التركیز. نجد أنفسنا الیوم بحاجة إلى تذكر الأقل والأقل بطرائق عدة، فهواتفنا الذكیة تحتفظ بالأرقام وتطلبها أوتوماتیكیاً، على سبیل المثال .لذا تكون الطریقة الوحیدة للحفاظ على عضلة الذاكرة هي تمرینها.من أسباب اندماج الذكریات الیومیة بعضها ببعض هو أنها أصبحت روتینیة جداً ولا یزعجنا الاحتفاظ بها. لذا جرب أن تغیر روتینك الیومي قلیلاً. انزل من الحافلة قبل موقفك بقلیل وتمش،لاحظ محیطك. ابذل جهداً واعیاً لملاحظة الناس حولك، میزهم بشيء مثیر أو ابتدع فكرة عنهم. اختر أطعمة جدیدة لم تجربها من قبل. اقرأ كتاباً عن شخص لا یروقك نمط حیاته. احفظ قصیدة.
مع تقدمنا في السن لا تبقى حواسنا الجسدیة دقیقة تماماً، لكن تحفیزها یساعد في ربط أنظمة المعالجة المختلفة في الدماغ. لذا استمر بتحفیز اللمس والسمع والتذوق والشم والرؤیة بواسطة خبرات جدیدة أو مراجعة القدیمة منها.
اعتد أیضاً ابتكار ذكریات جدیدة عمداً بتذكر المعلومات واسترجاعها. من المؤكد أن التمرینات الجسدیة تساعد. اعمل على خلق روابط بصریة حول المعلومات الجدیدة لتساعد على تعزیزها.تعمّد الانتباه والتركیز على نشاطات وكن یقظاً عندما تفعل شیئاً لتتذكره لاحقاً كي لا تجد نفسك في الحافلة متجهاً إلى العمل وأنت تفكر... هل أقفلت الباب؟
تمرينات لتحسين التركيز
أحد الأشیاء التي یذكرها الأشخاص الذین فقدوا القدرة على التركیز هو أن قراءة الكتب لمجرد الاستمتاع لم تعد تعنیهم. اعتدنا القراءة السریعة بهدف الوصول السریع إلى المعلومات. المفردات الأكثر تعقیداً أو البنیة المعقدة أو طول الروایة قد تكون من أسباب صعوبة الانخراط. توجیه العقل إلى شيء واحد فقط یحتاج كأي شيء آخر إلى إعادة تعلم كي نستمتع بالقراءة من جدید من أجل المتعة فقط، مع أن القراءة في حد ذاتها هي وسیلة لتحسین التركیز.رغم أن أداء هذه التمرینات لا یحتاج وقتاً طویلاً، امنح نفسك الوقت الكافي للعمل عبر سلسلة تمرینات یومیة لأسابیع. یساعد ذلك في جعل التركیز الجید أمراً معتاداً. لیس من الضروري الحفاظ على تسلسل معین أو تكرار كل التمرینات في كل مرة، لكن القدرة على استعادة التركیز ستتحسّن وتصبح أسهل خلال بعض الوقت.
1 - اجلس في وضعیة مریحة واختر بقعة في الجدار تركز نظرك علیها. یفضّل ألا یكون لدیك ارتباط واعٍ بها یشتت ذهنك، بقعة سوداء قطرها نحو 5 سم (2 إنش)، على مستوى عینیك، قد تكون جیدة.ركّز كامل انتباهك علیها لثلاث دقائق (یمكنك ضبط المؤقت إن كان یساعدك)، أبعد أي أفكار طارئة من رأسك، استمر في تركیزك على البقعة. كل من یمارس التأمل یعرف هذه التقنیة. یمكنك مراقبة تنفسك لكن احرص أن یكون تركیزك البصري على البقعة هو الأولویة. مع الممارسة المنتظمة یصبح ذلك مألوفاً جداً إذ یخلق مرجعاً تركن إلیه لیساعدك في استعادة التركیز الواعي عندما ترید،حتى من دون محفز بصري.
2 - مراقبة الساعة : لفعل هذا، تحتاج ساعة من الطراز القدیم مع عقربین كبیرین وعقرب ثوانٍ. تبدأ التمرین عندما یكون عقرب الثواني عند الرقم 12 وتركز انتباهك علیه وهو یدور على وجه الساعة دون أن تسمح لأي أفكار بأن تشتت انتباهك. في كل مرة یتشتت فیها انتباهك، انتظر حتى یعود عقرب الثواني إلى الرقم 12 مرة ثانیة وابدأ من جدید. إنه أصعب مما یبدو وقد یكون في البدایة محبطاً جداً، لكن جربه لأنك حالما تتعلم هذه المهارة یصبح من السهل الوصول إلیها مراراً وتكراراً كلما احتجت إلى خلق حالة ذهنیة أكثر تركیزاً.
3- التخیّل : نحن نصل إلى معلومات كثیرة عبر ما نراه، لكننا غالباً لا نلاحظ بدقة ما ننظر إلیه، ما یترك لدینا مجرّد انطباع أو إحساس بما رأیناه. یجدر التفكیر في كیفیة نظرنا إلى الأشیاء لمحاولةتحسین مهارات التركیز، ومن ثم تخیل شيء ما یمكن أن یعزز التركیز. ابدأ زیادة الانتباه إلى ماتنظر إلیه، سواء عند النظر إلى لوحة في معرض فني، أو أثناء جولة في الحافلة، أو عند مجرد الاستمتاع بمنظر من النافذة. لست مضطراً إلى تذكر الصورة بدقّة لكن تفاعل معها ولاحظ التفاصیل وتأملها، وخلال وقت قصیر ستتمكن من إغلاق عینیك وتخیّلها. لیس هناك طریقة صحیحة أو خطأ لفعل هذا. إنها مجرد فرصة لممارسة التركیز وتحسین مهارات توجیه الانتباه.
4 - أصغِ بانتباه : هناك فرق كبیر بین الاستماع والإصغاء. إن تعلّم الإصغاء بانتباه یبدأ بوعيٍ ذاتيّ لكنه سیتحول إلى عادة تخدمك جیداً. یمكنك استخدام تسجيلات صوتية لممارسة ذلك إذ یمنحك تسجیل مدته بین ثلاث دقائق وخمس (أو أكثر) وقتاً للتركیز فیه. أصغِ فعلاً إلى الفروقات الدقیقة في الأصوات ،ونغماتها، وإیقاعاتها، وإلى الكلمات.