استراتيجية التلمذة المعرفية
مفهوم استراتيجية التلمذة المعرفية
استراتيجية التلمذة المعرفية هي استراتيجية قائمة على النظرية البنائية تتناول لب التدريس والتعليم الحقيقي ، تدعم تمكين المتعلمين من اكتساب وتطوير واستعمال أدوات معرفية في مهام تعليمية حقيقية وتحاول وضع المتعلمين في ممارسات عملية حقيقية من خلال النشاط والتفاعل الاجتماعي حيث تمكنهم من الانخراط في أنشطة تعليمية حقيقية تساعدهم على حل المشكلات التعليمية الغامضة وهذه الأمور لا تأتي من خلال اعتماد مناهج حديثة فحسب بل لابد من الاهتمام بالركن الأساسي الذي يوازي المنهج من أركان العملية التعليمية – التعلمية والمتمثل بالاستراتيجيات والطرائق والأساليب التدريسية ، نظـرا لفاعليتها في ترجمة محتوى المادة الدراسية إلى زاد تربوي ، علمي ، اجتماعي بما تسهم في إنماء شخصية المتعلمين وتطوير مهاراتهم العقلية والاجتماعية والجسمية .
اقترحت هذه الاستراتيجية من قبل العالم كولنز وزملائه وطبقت لأول مرة في عام 1991 ، كمحاولة للتغلـب على مشكلات اكتساب المعرفة داخل الصف الأمريكي ، وجعل الطالب بعيـداً عن الخمول في الوصول إلى المعرفة من خلال تنشيط عملية التفكير واستثارة المهارات العقلية وجعل عملية التعلم واضحة لكل من المتعلم والمعلم ،وإيجاد ربط أفضل بين النظرية والتطبيق أي بـين مـا يدرسـه المـتعلم نظريـاً من جهة وما يقوم بـه عمليـاً من جهة اخرى ، مما يستدعي التح ول بدور المتعلم إلى المبادر الفعال والباحث عن الحلول بنفسه ، وبالمقابل تحول دور المعل م إل ى المرشد والموجه داخل بيئة الصف وخارجها .
وتعرف التلمذة المعرفية بأنها نموذج لتصميم التعلم النشط، يساعد المتعلم على توليد المعرفة وبناء المعاني، والتعبير عنها بشكل فردي أو جماعي، من خلال نماذج و أدلة عقلية وعملية؛ ويتم ذلك عبر عملية من التلمذة والتمهين قائمة على التدريب المكثف، والنمذجة العقلية، والتأمل والتعبير والاستطلاع والاكتشاف، وتحتاج عملية التلمذة لمنظومة من الدعم والمساعدة المعرفية(التسقيل) القائمة على التوجيهات والتلميحات والأمثلة النظرية والعملية. إن المتعلم لا يمكن أن يشارك في استراتيجية التلمذة المعرفية لوحده، بل يعتمد على توضيح الخبير (النمذجة) وتوجيه ( التدريب) في المراحل الأولى للتعلم. ويتم تحدي المتعلمين بمهام أكثر صعوبة وأعلى من قدراتهم الحالية بل تتطلب المساعدة من الأخرين لإنجاز تلك المهام.
إن استراتيجية التلمذة المعرفية تعد تطبيق تربويا يعمل على ترجمة مبادئ النظرية البنائية، فهي تعمل على تحقيق عمق الفهم للمسائل والمشكلات؛ ويرد ذلك إلى أن استراتيجية التلمذة المعرفية تعتمد على أكثر من أسلوب معرفي كالنمذجة، والسقالات التعليمية، التأمل، التوضيح والتدرب على يد معلم خبير.
مبادئ استراتيجية التلمذة المعرفية
يشير كين (Kuhn) إلى أن التلمذة المعرفية تجمع أربعة مبادئ تتمثل في التالي :
أ. المحتوى: Content ويتضمن المعرفة الحقيقية ومحتوى الكتب المعرفية،وأشار کولنز وزملاؤه إلى أنواع المعرفة، وتتضمن : المعرفة بالمجال Domain Knowledge ، استراتيجيات المعالجة Strategies ، استراتيجيات Heuristic ، الضبط Control Strategies ، استراتيجيات التعلم Learning Strategies .
ب. الطرق : Methods طرق التدريس يجب أن تمكن الطلبة من الاستكشاف والملاحظة والابداع، حيث المعلمون يشرفون ويقدمون التغذية الراجعة، ويدعمون بالتسقيل للطلبة، ويتدرجون في تسليم التحكم في عملية التعلم للطلبة.
ج. التسلسل : Sequencing ويوضح إلى أن التعلم يجب أن يقدم بحيث يبني المتعلم المطلوب من المهارات المتعددة في ممارسات الخبراء، ويستنتج شروط تطبيقها، وذلك، بتنويع مواقف حل المشكلات، وتسقيل التعلم وصولا للموضوع كلية ثم التفاصيل.
د. علم الاجتماع : Sociology أن تقوم بيئات التعلم باستخدام ماتم تعلمة سابقا بتطبيق التعلم المواقفي بخصائصة، على الموضوع المطروح ضمن السياق الذي سيتعلم من خلاله الطلبة متى وأين وكيف سيتم تطبيق المعرفة
على المواقف الأخرى.
خطوات تطبيق استراتيجية التلمذة المعرفية في التدريس
1. النمذجة : تعني عرض نبذة مختصرة لموضوع الدرس وإعطاء أسباب حدوث الأشياء بهذا الشكل بهدف بناء النماذج العقلية للعمليات المعرفية للشخص المتعلم حتى يستطيع المتعلمون في أخر الأمر العمل في المهمة الخاصة بهم، وفي النمذجة المعرفية يعمل المعلم والمتعلمون كنماذج للدور المعرفي حيث يضع الأشخاص الذين يقومون بدور النموذج والأفكار والأسباب في كلمات بينما الشرح والتوظيف يكون بالتأكيد اداءات لان المتعلمين لا يستطيعون بطريقة أخرى مراقبة عملية التفكير.
2. التدريب : يقوم المدرس في هذه الخطوة بتدريب المتعلمين على استعمال الأدوات وكيفية التعامل مع المواد واستعمال الاجهزة وتزويدهم بالتلميحات ، ويحثهم على أداء عملهم وتسجيل الملاحظات ومساعدتهم لاتقان كل خطوة من خطوات التجربة .
3. التسقيل : في هذه الخطوة يقدّم المعلم مجموعة من الاسئلة التي تزيد من مستوى الفهم لدى الطالب بالقدر الذي يسمح له بمواصلة أداء الانشطة ذاتـياً، وفي اطار هذا المفهوم يقدّم المعلم المساعدة الوقتية التي يحتاجها الطالب بقصد إكسابه بعض المهارات والقدرات التي تمكنه وتؤهله بأن يواصل بقـية تعلمه منفرداً ، وسميت بهذا الاسم لأنّها تركز على الدعم المؤقت للمتعلم من خلال تقديم مجموعة من الأسئلة ومن ثم تركه ليكملّ بقية تعلّمه معتمداً على قدراته الذاتية عندما يتمكن الطالب من العمل على المهمة بمفرده، فإن الدعم يجب ان يخفف أو يعطي المعلم المتعلمين مهمات أكثر صعوبة ، ويقوم المعلم بالتوضيح للمتعلمين كيفية إكمال المهمة أو حلّ المشكلة خلال عملية التعبير بالألفاظ .
4. التعبير : يسجل المتعلمين ما يتوصلون إليه من نتائج إما بشكل شفهي أو تحريري.
5. التأمل : جعل المتعلمين يراجعون جهودهم المبذولة لإكمال المهمة وتحليل أدائهم . يُفترض أن يمَكن ذلك المتعلمين من حل المشكلة وتشجيعهم على التأمل عن طريق طرح الأسئلة والتفكير قبل الاجابة.
6. الاستكشاف : في هذه المرحلة يتوصل المتعلمون إلى إجابات نهائية تلخص الأهمية العملية للتجربة، إذ يتم التوصل إلى النتائج من خلال التدخل المباشر من قبل المدرس ومقارنة العمل مع زملائهم وتقويم جميع الانتقادات والآراء التي طرحت في المرحلة السابقة ومن ثم الخروج بمحصلة تمثل : ما تم تعلمه من خلال الخطوات السابقة.
مميزات استخدام استراتيجية التلمذة المعرفية
- تزيد دافعية المتعلمين للتعلم لتنوع الأساليب.
- تقدم فرصة فورية للمتعلمين لمعالجة خبرات التعلم.
- زيادة دافعية المتعلمين للتعلم.
- تزيد مهارات المتعلمين وقدراتهم على التعلم الذاتي والاستقصاء وحل المشكلات.
- تعطي الفرصة للطلاب للملاحظة والمشاركة والابتكار بشكل تعاوني .
- تشجع الطلاب على التفكير، والتقويم الحقيقي في بيئة واقعية .
- تساعد الطلاب على الاحتفاظ بمعرفتهم بشكل أفضل.
- تعمل على زيادة مهارات التفاعل الاجتماعي بين الطلاب.
- تزيد الثقة بالنفس وتنقل الطالب إلى التعلم الواقعي الحقيقي .
- تحفز الدافعية لدى المتعلم وتنمي الابداع والابتكار لديه.
- تشجع حب الاستطلاع والبحث.
- تسهم في توليد قوة دفع وحماس لدى المتعلمين، وتحفز الرغبة وتزيد الثقة لديهم