الأفكار اللاعقلانية المسببة للاضطراب النفسي
قدم " البرت اليس " A.Ellis قائمة مكونة من إحدى عشر فكرة لاعقلانية تعتبر سببا في وقوع الكثيرين في المشكلات الانفعالية ، وهي أفكار خاطئة وشائعة بين الناس وهي :
الفكرة الأولى : من الضروري أن يكون الشخص محبوبا ومقبولا من كل فرد من أفراد بيئته المحلية.
هذه الفكرة تعد غير منطقية وما يقابلها من منطقية أن احترام الذات والسلوك السوي الذي يقدره الآخرين وتقديم الحب لهم يجعلهم يبادلونه نفس الحب.
الفكرة الثانية : من الضروري أن يكون الفرد على درجة كبيرة من الفعالية والكفاءة والإنجاز بشكل يتصف بالكمال حتى يكون ذو قيمة وأهمية.
وهذا غير المنطقي، فالكمال لله وحده وما يقابلها من منطقية أن الإنسان يحاول بذل أقصى جهده لتحقيق أهدافه دون تسابق مرهق مع الآخرين.
الفكرة الثالثة : يتصف بعض الناس بالشر والجبن وعلى درجة عالية من الخسة والنذالة ولذلك يجب أن يوجه لهم العقاب واللوم.
توضح هذه الفكرة أنه لا يوجد معيار مطلق للصواب والخطأ لدى محتضنها، وما يقابلها من منطقية أن الخطأ لا يعني الشر والعقاب لا يؤدي دائما إلى تحسين سلوك المخطئين؛ وانما قد ينتج عنه مزيد من الخطأ أو الاضطراب، فبعض الناس تصرفاتهم خاطئة وغير مناسبة فهي غالبا ما تكون نتيجة جهل أو اضطراب انفعالي.
الفكرة الاربعة : إنه لمن النكبات والمصائب المؤلمة أن تسير الأمور على غير ما يريده الفرد.
هذه الفكرة توضح أن مجريات الأحداث إذا سارت على غير ما يريده الفرد فتلك كارثة مدمرة، وما يقابلها من منطقية أن الفرد يجب أن يسعى في تحقيق أهدافه وإذا ما وقفت في طريقه صعوبات وعقبات يعمل على تجاوزها بأقل الأضرار ، وان يتقبل الواقع بكل معطياته .
الفكرة الخامسة : تنتج التعاسة عن ظروف خارجية لا يستطيع الفرد السيطرة عليها أو التحكم بها.
هذا الفكرة تعني أن الفشل والتعاسة سببها خارج عن الإنسان كسوء الطالع وأخطاء الآخرين وفشلهم ، ومايقابلها من منطقية أن الفرد مسؤول عما يحدث له وأن العوامل الخاصة به ذات تأثير فعال وعليه التحكم فيها قبل أن يلقي اللوم على العوامل الخارجية.
الفكرة السادسة : إن الأشياء الخطرة أو المخيفة تعتبر سببا للانشغال الدائم و التفكير بها، ويجب أن يكون الفرد دائم التوقع لها.
هذه الفكرة تشير إلى أن الإنسان دائم التوقع للخطر ومنشغل التفكير بشكل دائم بما سيحدث ، و الانشغال الدائم أو القلق حتما يؤديان إلى خلق أضرار عدة، ويقابلها من المنطقية أن لا ينكر الفرد احتمال حدوث المخاطر ولكن لا يعتبرها كارثة وعلينا مواجهته دون قلق وتوتر لأنهما لا يحلان المشكلة بل يعيقان العقل عن التفكير السليم.
الفكرة السابعة : إنه من السهل أن نتفادى بعض الصعوبات والمسؤوليات الشخصية بدلا من مواجهتها.
هذا يعني أن تجنب الفرد لمواجهة الصعوبات والمشاكل أيسر وأوفر جهد من مواجهتها والضلوع بأعبائها ، والأكثر عقلانية في هذا أن يواجه الفرد تلك المشكلات والصعوبات وفق ما يتناسب معها حتى لا تبقى مبعث إحباط ومحط انحطاط للثقة بالنفس.
الفكرة الثامنة : ينبغي على الفرد أن يكون معتمدا على الآخرين ويجب أن يكون هناك من هو أقوى منه لكي يعتمد عليه.
هذه الفكرة تنطلق من رغبة الفرد في أن يسود الآخرين ويحيا على جهدهم ويملك زمام الأمر عليهم والمبالغة في الاعتمادية بهذه الصورة تؤدي إلى فقدان الحرية وتحقيق الذات مما يؤدي إلى مزيد من الاعتمادية فهو يصبح تحت رحمة من يعتمد عليهم، المعقول مقابل ذلك أن يعتمد على نفسه ويقوم بواجباته حتى يحافظ على استقلاليته الذاتية.
الفكرة التاسعة : إن الخبرات والأحداث الماضية تحدد السلوك في الوقت الحاضر وأن خبرات الماضي لا يمكن استبعادها أو محوها.
توضح هذه الفكرة أن الإنسان محكوم بماضيه وما حصل في ذلك الماضي من أحداث وما تعلمه من خبرات قوة ضاغطة تحتم على الإنسان مصيره وترسم له مسلكه في الحياة ، وبما أن الماضي لا يمكن تغييره فالإنسان لا يمكن أن يهرب من المصير المحتوم الذي يحدده ذلك الماضي .والمنطقية مقابل ذلك أن الأحداث الماضية قد انتهت وما بقي منها هو الخبرة التي يجب أن يوظفها صاحبها توظيفا ايجابيا، وهنا تكمن أهمية الماضي.
الفكرة العاشرة : ينبغي على الفرد أن يشعر بالحزن لما يصيب الآخرين من مشكلات واضطرابات.
تشير هذه الفكرة إلى أن مصائب وأحزان الآخرين ومشكلاتهم لا بد أن تكون مبعث حزن للفرد و مصدر انشغال ، و المعقول في المقابل أن يتفهم الإنسان مصائب الآخرين ويساندهم بالقدر الممكن ، ويحاول مساعدتهم إن كان ذلك في الإمكان. دون أن يستدخل أحزانهم وينشغل بمشاكلهم انشغالا سلبيا.
الفكرة الحادية عشرة : هناك دائما حل صحيح ومثالي لكل مشكلة،وعلينا البحث عن هذا الحل كي لا تصبح النتائج مؤلمة.
تعني هذه الفكرة أن كل المشاكل التي يصادفها الإنسان لا بد وأن لها حلا كاملا ومثاليا يجب البحث حتى الوصول إليه ، والمنطقي مقابل ذلك أنه لا يوجد حلا كاملا لكل المشاكل،إذ قد تكون الحلول تنطوي على تضحيات أوأن هناك خيارات للحل ، وقد لا يكون الحل موجودا في الوقت الراهن.
هذه الأفكار الإحدى عشر هي التي حددها " ألبيرت أليس " A.Ellis كأفكار لاعقلانية منتشرة بين الناس من خلال الأعمال التي قام بها على المجتمع الأمريكي
وقد أثبتت الأبحاث في المجتمعات العربية ، من أهمها دراسة " الريحاني (1985)"والتي أضاف من خلالها فكرتين جديدتين لأفكار " إليس.Ellis " الإحدى عشر هما :
الأولى : ينبغي أن يتسم الشخص بالرسمية والجدية في التعامل مع الآخرين حتى تكون له قيمة ومكانة محترمة بين الناس.
وتعني أن الفرد كي يحقق المكانة المحترمة بين الناس عليه أن يكون حازما جادا جد حريص على التمسك بالرسميات ، والمعقول المقابل ذلك ، أن لكل مقام مقال ، وان الإنسان يتصرف حسب ما تمليه متطلبات التفاعل الاجتماعي السوي.
الثانية : لا شك في أن مكانة الرجل هي الأهم فيما يتعلق بعلاقته مع المرأة.
ويقصد بهذه الفكرة أن العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على التفاضل وأن الأفضلية في ذلك للرجل والمعقول أن العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على الاختلاف الوظيفي وأن كل أفضل فيما خلق له.
الأولى : ينبغي أن يتسم الشخص بالرسمية والجدية في التعامل مع الآخرين حتى تكون له قيمة ومكانة محترمة بين الناس.
وتعني أن الفرد كي يحقق المكانة المحترمة بين الناس عليه أن يكون حازما جادا جد حريص على التمسك بالرسميات ، والمعقول المقابل ذلك ، أن لكل مقام مقال ، وان الإنسان يتصرف حسب ما تمليه متطلبات التفاعل الاجتماعي السوي.
الثانية : لا شك في أن مكانة الرجل هي الأهم فيما يتعلق بعلاقته مع المرأة.
ويقصد بهذه الفكرة أن العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على التفاضل وأن الأفضلية في ذلك للرجل والمعقول أن العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على الاختلاف الوظيفي وأن كل أفضل فيما خلق له.