نظرية العلاج الجشطالتي
إن القضية الأساسية في نظرية الجشتالت هي قضية الاهتمام بالتناقض بين ما يسمى "الكليات التي تساوي تماماً المجموع الكلي للأجزاء المكونة لها" وما يسمى "الكليات التي تتجاوز المجموع الكلي للأجزاء المكونة لها" ، إذ يرى أصحاب نظرية الجشتالت انه لا يوجد سوى أشياء قليلة في الواقع يمكن أن ينطبق عليها وصف الكليات المساوية لمجموع أجزائها .
ويعد مفهوم الجشتالت (Gestalt) المفهوم الرئيس في النظرية الجشتالتية ، والذي يصعب ترجمته ترجمة دقيقة ، لذلك ترجم إلى أكثر من معنى منها ؛ الصيغة ، الشكل ، النموذج ، الهيئة ، النمط ، أو الكل المنظم .
نظرية العلاج الجشطالتي لـ بيرلز Gestalt Therapy
رفض بيرلز الاعتقاد بأن الإنسان محكوم بعوامل خارجية أو عوامل داخلية، وهذا كان أحد الاختلافات بينه وبين التحليلية، ورفضه هذا تمثل في فكرتين أساسيتين وهما:- أن الإنسان مسؤول عن نفسه وأفعاله وحياته،
- وإن الإنسان المهم عن خبرته وسلوكه هو ليس لماذا Why وإنما هو كيف How
إن هذا يؤكد أن الإنسان حر ولديه القدرة على التغيير. ويهدف العلاج الجشطالتي لأن :
- يحصل الأفراد على الوعي بما يفعلوه ويجربوه ويكون بالذات من خلال التمارين كتمارين اللغة اللفظية وغير اللفظية.
- يتعلم الأفراد أنهم مسؤولون عما يفكرون به ويحسون به ويعملون به.
- يساعد الناس الاتصال بتجربتهم بشكل حالي حيوي أي عيش تجربتهم في الحاضر.
- .ينتقل الأفراد من الدعم الخارجي إلى الدعم الذاتي.
- طور الأفراد مهارات واكتساب قيم تسمح لهم بالتوصل إلى إشباع حاجاتهم دون خرق حقوق الآخرين.
والهدف النهائي هو إعادة التكامل لأجزاء الشخصية وكأنها متكاملة
النظرة للسلوك المضطرب
يرى الجشتالتيون أن الشخصية هي نتاج تفاعل الفرد مع البيئة، فإذا كان هذا التفاعل يشمل الشكل الناضج فهو إذا شخص سوي، وعنده تشبع الحاجة ويكتمل الجشتالت، أما إذا احتجب الشكل الكلي أو أعيق بطريقة ما ، فتظهر العراقيل عندها، ويحاول الفرد بالتالي أن يكونوا شيئا غير نفسه، والنتيجة أن طاقته سوف تستهلك في محاولة حجب أو عزلة طبيعته، وهذه العراقيل ستكلفه قدرته على مواجهة حاجاته أو أن يكون واعين، أو يختبر اللحظة الحالية بكاملها، وهناك خمس طرق تسمى طرق المقاومة وتحول دون النمو وهي :- التشرب أو الإسقاط الداخلي : Projection هنا ميل لتقبل معتقدات الآخرين ومعطيات البيئة كما هي دون أن نخضعها لمعاييرنا وحكمنا.
- الإسقاطات: Introjections عملية إنكار أجزاء من ذات الفرد المتضاربة مع صورة الفرد عن نفسه فتسقط الأفكار غير المرغوبة من مشاعر واتجاهات وأفعال على الآخرين.
- الانحراف : أو صعوبة الحفاظ على إحساس دائم بالاتصال من خلال استخدام الأسئلة بدلا من الجمل والتعميم الاعتباطي.
- الاحتشاء : وهي قلة الوعي بين الذات والبيئة ويعتقد هنا أن الجميع يعيشون نفس المشاعر أو الأفكار.
- الانثناء: وهو إرجاع ما نحب أن نعمله لشخص آخر لأنفسنا مثال أي نوجه عدائنا للداخل لأننا نخاف توجيهه للآخرين.
طرق المقاومة |
||||
التشرب |
الاسقاط |
الانحراف |
الاحتشاء |
الانثناء |
ومن أهم أسباب الاضطراب من وجهة نظر الجشطلت :
- نقص الوعي لدى الفرد
- عدم تحمل المسؤولية
- نقص القدرة على الاتصال والتفاعل
- وجود أعمال غير منهية
- ثنائية النفس حيث يرى الفرد نفسه من جهة واحدة فقط كأنها ضعيفة أو قوية
الخطوات الإرشادية
يمر الإرشاد من خلال التعامل مع طبقات العصاب (طيات الشخصية وتقشير البيضة) حتى يحقق الأفراد النضج النفسي عليهم التخلص من خمس طبقات من العصاب :- الزيف
- الخوف
- المأزق
- الانفجار الداخلي
- الانفجار الخارجي
الزيف هنا يستجيب الفرد للآخرين بطرق نمطية وغير صادقة، ويكون كأنه يعيش في خیال اخترعه هو أخترعه له آخرون، ويعيش الفرد من خلال لعب الأدوار المزيفة التي يلعبها مع الآخرين.
الخوف يحاول الفرد في هذه المرحلة تجنب الألم الانفعالي الذي يرتبط برؤية جوانب في نفسه ويميل لإنكار بعضا من نفسه نتيجة خوفه، وتتصاعد مقاومة الفرد من قبول نفسه بالطريقة التي هي عليها حقيقة أي يخاف إذا حاول أحد أن يظهره على حقيقته.
المأزق وفي هذه المرحلة تبدو النقطة التي يكون عندها الفرد كأنه عالق في النضج النفسي، والبيئة ما تزال تنظر وتسمع وتحس وتفكر وتقرر بدلا عنه، ويشعر بإحساس الموت وأنه لا شيء وإذا أراد أن يشعر بالحياة يجب أن نخرج من المأزق.
التفجر الداخلي : ويحدث عندما يسمح الفرد لنفسه بالتعبير وبشكل كامل، و تفضح دفاعاته التي كان يستخدمها للهروب من واقعه، ويبدأ بالاتصال مع نفسه.
التفجر الخارجي : بعد تفسير طبقة التفجر الداخلي تظهر التفجر الخارجي، وهنا يتخلص الفرد من أدوار الزيف والمظاهر وتتحرر لديه كمية هائلة من الطاقة، وحتى يصبح أصيل من الضروري تحقيق هذا التفجر.