حتى إذا لم یكن الربح الشخصي و السلام ھو ما تریده، فلا یزال علیك فصل العواطف.. وفي جوانب أخرى من الحیاة ،ھو أیضا مفتاح النجاح.

العالم الیوم تنافسي للغایة ! قد تتساءل في بعض الأحیان : لماذا ھذا؟
الجواب بسیط .. لأنه خلافاً لما سبق، یعرف الجمیع العالم جیداً. یمكنك الحصول على معلومات حول أي موضوع من أي مكان في العالم في بضع ثوان. ھذه المعرفة التي یمكن الوصول إلیھا بسھولة، تمنح الجمیع فرصًا متساویة للتعلیم والترقیة ؛ لذلك، حتى إذا كان لدیك ما یكفي من المعرفة، فلا یزال من السھل استبدالك إذا كان لا یوجد لدیك شيء یمیزك ؛ لأنه یوجد دائمًا شخص یعرف أكثر منك.

في ھذا العالم، ما یمیزك ھو ذكاؤك العاطفي .. حیث تساعدك كیفیة إدارة مشاعرك على استخدام معرفتك بشكل صحیح.

قد تكون أذكى عالم ریاضیات في العالم، ولكن إذا لم تتمكن من التحكم في غضبك ؛ بسبب ظروف غیر متوقعة، عندما تحتاج إلى مھارات الریاضیات، فأنت عدیم الفائدة لمن حولك. یلعب ھذا أیضًا دورًا مھما في العلاقات الشخصیة، حیث لا یمكن التعبیر عن عن حبك واھتمامك إلا إذا تمكنت من إدارة العواطف المرتبطة بھذه المشاعر.

عندما تقسم العواطف، یساعدك ذلك على فصل الوظائف المعرفیة المختلفة. ومن المعروف أن المشاعر والعواطف مرتبطان، ولكن یجب وضع المشاعر والعواطف في أماكن مختلفة وفقاً لحالة ووظیفة العواطف. بالطبع، لن تحُرم من الحق في الشعور بالعواطف.. بل تتعلم فقط التحكم في مشاعرك بدلا من مواجھتھا، وبما أن مشاعرك لن تكون فوضى، فإن سلوكك سیكون أكثر عقلانیة.

وباختصار، إذا قسمت عواطفك، فیمكنك تقلیل خطر المرض النفسي، وردّ الفعل المُفرط!

كيفية التمييز بين العواطف بطريقة صحية

یعني التقسیم : تنظیم الأشیاء في رأسك بحیث تسھل إدارتھا من حیث العواطف، إذا لم یتم التعامل معھا بشكل صحیح، فستخضع ھذه الآلیة بسرعة لتغییرات غیر صحیة. العواطف حساسة للغایة ؛ لذلك إذا أخطأت، فإن العیوب تزید عن الفوائد. لذا إلیك بعض الأشیاء التي یجب تذكرُھا لضمان نتیجة إیجابیة :

1 - حدد عواطفك
لدى الكثیر منا عادة شائعة، لكن غیر صحیة في وصف مشاعرنا دون تحدیدھا حقا .

• - أي شيء یجعلك تشعر بالاكتئاب مرتبط بالاكتئاب أو الحزن، أي شيء یؤدي إلى وضع الدفاع الخاص بك ھو القلق.
• - تعمق أكثر. توقف عن استخدام المصطلحات التي تعرفھا، وبدلًا من ذلك، اشعرْ بما تنقله مشاعرك. ما سبب مشاكل علاقتك؟.. ھل ھذا مرتبط بإدارة غضبك؟.. ھل صدمة الطفولة تؤثرعلیك ؟!
• - اسألْ نفسك عما تتضمنه مشاعرك، ولماذا؟.. وكیف؟.. ومَن؟ ھذه ھي الخطوة الأولى في تصنیف مشاعرك.
• - إذا كنت في وضع صعب في ھذه المرحلة، فجرِّب بعض التمارین للتحكم في مشاعرك. قمُْبنشاط صغیر كل یوم، وأتقنْ حِیلَ ھذه الخطوة ببطء.

2 - اجمعهم
إذا كنت قد أتقنت الخطوة الأولى، فستكون ھذه الخطوة قطعة من الكعكة!
- ابحث عن أوجه التشابه والاختلاف في مشاعرك. اعلمْ أن كل ما تشعر به ھو نتیجة لمشاعرك ؛ لذلك، عادة ما یتم ربط أي عواطف تسبب مشاعر مماثلة معاً.
- عندما تربط العواطف والمشاعر ذات الصلة، قم بتصنیفھا نفسیا. في الوقت نفسه، یجب أیضًا تصنیف أي شيء یبدو مختلفاً أو متناقضًا بشكل منفصل. مع العلم أنه یجب ألا تصنف المشاعر المتنافرة معاً. قد تكون مرتبكًا.. لماذا لدیك المشاعر المعاكسة؟!

دعونا نلق نظرة على مثال للعلاقة بین الأم والابنة. الأم تحب ابنتھا كثیرًا، لكن البنات لدیھن دائمًا عادات لا تحبھا الأمھات. إذا جمعت شعور الحب مع مشاعرھا تجاه ھذه العادات السیئة، فلا یمكن للأم التعبیر عن حبھا بشكل صحیح، ولا تعارض بشدة ھذه العادات السیئة !

3 - تجنب السلبيات الكاذبة
عندما تعمل بجد لتأسیس علاقة عاطفیة ؛ قد تضُلك المشاعر السلبیة الكاذبة، وعادة ما توجد في العواطف السلبیة.
ما یحدث في ھذا الوقت ھو أنك ستستمر في ربط الأحداث، حتى الأحداث المتنافرة! على سبیل المثال، في یوم من الأیام لم تنته من عملك في الوقت المحدد، لا تبدو تسریحة شعرك جیدة في الیوم التالي ؛ لذا فأنت تربط كل ھذا بالإدارة السیئة للوقت، وعلى الرغم من أن ھذا صحیح بالنسبة للحالة الأولى، إلا أنه لا یرتبط بالضرورة بالحالة الأخیرة. یجب أن تكون شدید التركیز ؛ لتجنب السلبیات الكاذبة، وتحدید مشاعرك أیضًا.

4 - الحفاظ على الحدود
بعض المشاعر تزعجك أكثر من غیرھا. وعلى الرغم من أن ھذا أمر طبیعي تمامًا، إذا كنت لا تستطیع تحویل انتباھك عن المقصورة، إلا أنھا لیست طبیعیة. یجب علیك الحفاظ على بعض القیود والحدود ؛ حتى لا تترك المقصورات الأخرى دون مراقبة.
فالإفراط في التفكیر في جزء معین من عواطفك، سیعطیك حزناً زائفاً أو سعادة زائفة، وكلاھما لیس جیداً لحالتك العقلیة.

ملاحظات حول تمييز العواطف

عندما تركز على فعل الشيء الصحیح، فمن السھل أن تقع في روتین ضار دون إدراك ذلك.

في ھذه العملیة، سیسود وضعان للتفكیر ؛ حاول إبعادھما عن حیاتك الیومیة، وھما :

1 - تجنب تعدد المهام
یحدث ھذا عادة عندما تبدأ العملیة ؛ لأن عقلك لدیه الكثیر من الأشیاء التي یجب معالجتھا، حیث یمكن أن ینتقل انتباھك بسھولة من منطقة إلى أخرى، قد ترغب في المرور بمراحل مختلفة في نفس الوقت، أو قد یجد عقلك صعوبة في فصل عواطف معینة عن العواطف الأخرى.

في ھذه الحالة، كل ما یمكنك القیام به ھو الممارسة. فتعرفْ بوعي عندما یقوم دماغك بذلك، یمكنك الحفاظ على التركیز بشكل أفضل عن طریق ممارسة التأمل. وبمرور الوقت، سوف تتغلب على ھذه المشكلة.

أحد الأھداف الرئیسیة لتمییز العواطف ھو تحسین تركیزك. فیجب علیك أن تجبر نفسك على تركیز كل انتباھك على منطقة واحدة، إلا إذا قمت بمعالجتھا بالكامل.

2 - الابتعاد عن الإنكار
عندما تتجنب تعدد المھام، فحینئذٍ قد تتجنب عن غیر قصد بعض المجالات المحددة، وعادة ما تكون ھذه المشاعر قویة جدا أو مؤذیة!

الإنكار سیجعل من الصعب علیك معالجة ھذا الجزء من دماغك. یمكنك وضع ھذه الأفكار المظلمة في زاویة بعیدة من عقلك ؛ حتى لا تزعجك كثیرًا. ومع ذلك، یجب علینا أن نجد الوقت المناسب لمواجھة ھذه المشاعر السلبیة.

إذا تجاھلت بعض المشاعر لفترة طویلة؛ فقد یؤدي ذلك إلى مشاكل نفسیة مدى الحیاة! على سبیل المثال، إذا حدث شيء سیئ في ماضیك، فسوف تتجنب باستمرار أي شيء متعلق به ،ولكن لأنك لا تواجه ھذه المشاعر، فإنھا ستصبح أقوى وأقوى.

ذات یوم، ستفتح ھذه المقصورة فجأة وتتولى أفكارك، وعلى العكس، عندما تواجه ھذه المشاعر بقوة، ستصبح شخصًا مختلفاً.

لتجنب المواقف التي لا تعرف فیھا كیفیة التعامل مع أفكارك، یجب علیك مواجھتھا بشجاعة في الوقت المناسب وفقاً لرغباتك.