علم الشذوذ النفسي
تأليف : علي سعد
نشر : منشورات جامعة دمشق
1993
مقدمة الكتاب
غدا علم النفس وتطبيقاته بين العلوم الرئيسة التي تعتمدها الاستراتيجيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية في التخطيط الحاضر ومستقبل المجتمعات المتطورة .وعد - مع العقود الأولى - من هذا القرن التفكير بإدخال خدمات علم النفس في انشطة البشر المتنوعة تفكيرا انتاجيا يدر على الدخل القومي أضعاف ما ينفق عليه .
وعلم الشذوذ النفسي موضوع هذا الكتاب من أبرز فروع علم النفس . تطال اطروحاته اعماق بنى الذات ، ونظم الحياة النفسية ، والاجتماعية ، والانفعالية للشخصية الانسانية ، التي يلف الغموض كينونتها ، وترافق الأسرار صيرورتها .
لا يتوقف علم الشذوذ النفسي عند دراسة المضطربين وأنماط حياتهم السلوكية والثقافية ، وإنما يتعدى ذلك ليشمل من بين ما يشمل الأسوياء على ندرتهم في المطلق) من حيث حاجات وعوامل ومعوقات نموهم . وهو حين يكشف بتقاناته العلمية المتنامية الصندوق الأسود ، الشخصي والاجتماعي ويزيح الستار عن الدورات النفسية والاخلاقية ، والثقافية ، والأسرية ، ويضع تحت المجهر العيوب ونقاط الضعف ، ويواجهنا بخصائصنا الشعورية واللاشعورية باعطائنا تعريفنا النفسي أو بالأحرى : لقبنا الانفعالي الإنساني . حين يفعل كل هذا والكثير غيره يقدم خدمات عظيمة تساهم في رفع مستوى الوعي متعدد الأوجه ، اللازم للحياة السوية، والصدق والكفايات الإنتاجية .
تأتي مساهمتنا المتواضعة في سياق تدعيم الوعي النفسي الذي نتوخاه في مجتمعنا .. ويحزننا عدم وجوده بالشكل الذي ينسجم مع قيمته لدى أكثر من موقع من مواقع حياتنا المتقدمة باضطراد، ويطرح غياب خدمات علم النفس في بيئتنا أسئلة كثيرة نتمنى الاجابة عنها بظهور العديد من المساهمات العالمية النفسية كإطار نظري المؤسسات تشاد وتعنى بالانسان سلوكيا وانفعاليا لتتكامل مع سبل العناية الأخرى ، وترفع من مكانة الإنسان غاية كل تنمية . والعبء الأكبر في ذلك يقع على عاتق المتخصصين المؤمنين بإمكانات علم النفس وبدوره وبالحاجة إليه
رابط الكتاب
للحصول على النسخة 👈 اضغط هنا