كتاب كيف تحلل نفسك بنفسك
تأليف : أندريه روبرتي
ترجمة : غسان بديع السيد
نشر : الهيئة السورية للكتاب
نحن نتغير باستمرار، لكن بسبب استمراريتنا في الزمن لا نشعر بتغيرنا، ونحن لا نتغير أبداً من دون سبب. يحاول هذا الكتاب أن يساعدنا في البحث عن الأسباب التي تدفع حياتنا إلى التغيّر من دون القدرة على السيطرة على هذا التغير. ويبدو بحسب رأي المؤلف، أن مشكلاتنا التي نواجهها، حينما نصبح راشدين، نابعة من الظروف التي عشناها في مرحلة الطفولة.
بعبارة أخرى، حيث نواجه مشكلة في حياتنا علينا أن نبحث عن الحل في داخلنا وليس في العالم الخارجي الذي يمكن أن يكون عاملاً مساعداً لكنه ليس هو الأساس. ومن هنا يأتي عنوان هذا الكتاب (كيف تحلل نفسك بنفسك)، الذي يقدم للقارئ المبادئ الأولية التي تساعده في تحليل نفسيته، هذا إذا لم يكن يتعرض إلى أزمة نفسية حادة تجعله محتاجاً إلى طبيب نفسي. يبدأ الكتاب بالسؤال (كيف تصبح محللاً نفسياً لنفسك؟) الذي يجيب عنه المؤلف بإسهاب بدءاً من تعريف المحلل النفسي، وانتهاءً بتقديم مجموعة من النصائح.
أما الفصل الثاني الذي يحمل عنوان (قراءة شفرة روحنا) فإنه يركّز، بشكل أساسي، على موضوع الأحلام الذي درسه التحليل النفسي ولا سيما بعد إسهام فرويد الكبير في هذا المجال. تحمل الثقافة الشعبية معلومات مغلوطة كثيرة عن الأحلام، وهي تعدها نبوءة لما سيحدث في المستقبل، وهذا غير صحيح لأن الأحلام، من وجهة نظر التحليل النفسي لها علاقة بالماضي وليس بالمستقبل، بالإضافة إلى أن زمن الحلم أقصر بكثير مما يتصوّر الناس الذين يعتقدون أنهم عاشوا حلماً لليلة كاملة. ويحاول المؤلّف أن يقدِّم بعض الرموز الكاشفة للأحلام ودلالاتها.
يكمل الفصل الرابع الموسوم ( في غاية التوتر) الفصل الثالث، ويضيف إلى ذلك عمله على كشف الروابط بين الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية. يوجد اتفاق بين علماء النفس على أن قسماً كبيراً وشائعاً من الأمراض الجسدية يعود إلى أسباب نفسية، مثل الاضطرابات المعوية، وتشنجات الكولون، والصداع النصفي، إلخ.
يحلل المؤلّف، في الفصل الخامس المعنون (عقدة الدونية وأسبابها)، إحدى أهم العقد النفسية التي يعاني منها الإنسان. تُعد عقدة الدونية واحدة من أخطر العقد النفسية التي نعيشها لأنها تجعلنا في حالة اضطراب نفسي دائم. وكالعادة يعمل المؤلّف، بعد توصيف الحالة، على تقديم المشورة التي تساعد الإنسان في التغلب على هذه العقدة.
يهتم الفصل السادس المعنون (الزواج والجنس)، بموضوع قلّما نتطرق إليه على الرغم من خطورته على الحياة المستقبلية للزوجين. تحاول المجتمعات المختلفة إخفاء كل ما يتعلّق بحياتها الجنسية حتى وإن أوصل ذلك إلى خلق مشكلات نفسية تؤثر، ليس فقط في حياة آلاف الأسر، ولكن في حياة ملايين الأطفال. يتتبع المؤلّف الحياة الجنسية للإنسان منذ طفولته الأولى إلى أن يصبح راشداً ويتزوج أو يعيش تجاربه الجنسية الأولى. ولا يُغفل المؤلّف، هنا أيضاً، أهمية التربية الجنسية التي يتلقاها الطفل لأنها تؤثر في حياته كلها، كما أنه يناقش بشكل علمي، المشكلات الجنسية التي يواجهها الرجل والمرأة في حياتهما الجنسية.
ترجمة : غسان بديع السيد
نشر : الهيئة السورية للكتاب
مقدمة الكتاب
تندرج ترجمة هذا الكتاب ضمن مشروع متكامل لترجمة مجموعة من الكتب في مجالي التحليل النفسي وعلم النفس التي صدرت سابقاً: (نصوص في التحليل النفسي عند الأطفال، أزمة منتصف الحياة، علم النفس الميّسر وقوة التفاؤل، وغيرها من الكتب)، وتأتي أهمية هذه الكتب، ولا سيما في الوقت الحالي، من كونها تحاول تحسين حياة الإنسان في ضوء الضغوط النفسية الهائلة التي يتعرض لها في العصر الحديث. نحن نعاني جميعاً، مهما كنا متوازنين من مشكلات تطرحها علينا شخصيتنا التي تشكّل أساسها النفسي في مرحلة الطفولة الأولى التي تؤثر في تكويننا من دون أن ننتبه إلى ذلك أو أننا نتجاهلها لأسباب مختلفة.نحن نتغير باستمرار، لكن بسبب استمراريتنا في الزمن لا نشعر بتغيرنا، ونحن لا نتغير أبداً من دون سبب. يحاول هذا الكتاب أن يساعدنا في البحث عن الأسباب التي تدفع حياتنا إلى التغيّر من دون القدرة على السيطرة على هذا التغير. ويبدو بحسب رأي المؤلف، أن مشكلاتنا التي نواجهها، حينما نصبح راشدين، نابعة من الظروف التي عشناها في مرحلة الطفولة.
بعبارة أخرى، حيث نواجه مشكلة في حياتنا علينا أن نبحث عن الحل في داخلنا وليس في العالم الخارجي الذي يمكن أن يكون عاملاً مساعداً لكنه ليس هو الأساس. ومن هنا يأتي عنوان هذا الكتاب (كيف تحلل نفسك بنفسك)، الذي يقدم للقارئ المبادئ الأولية التي تساعده في تحليل نفسيته، هذا إذا لم يكن يتعرض إلى أزمة نفسية حادة تجعله محتاجاً إلى طبيب نفسي. يبدأ الكتاب بالسؤال (كيف تصبح محللاً نفسياً لنفسك؟) الذي يجيب عنه المؤلف بإسهاب بدءاً من تعريف المحلل النفسي، وانتهاءً بتقديم مجموعة من النصائح.
أما الفصل الثاني الذي يحمل عنوان (قراءة شفرة روحنا) فإنه يركّز، بشكل أساسي، على موضوع الأحلام الذي درسه التحليل النفسي ولا سيما بعد إسهام فرويد الكبير في هذا المجال. تحمل الثقافة الشعبية معلومات مغلوطة كثيرة عن الأحلام، وهي تعدها نبوءة لما سيحدث في المستقبل، وهذا غير صحيح لأن الأحلام، من وجهة نظر التحليل النفسي لها علاقة بالماضي وليس بالمستقبل، بالإضافة إلى أن زمن الحلم أقصر بكثير مما يتصوّر الناس الذين يعتقدون أنهم عاشوا حلماً لليلة كاملة. ويحاول المؤلّف أن يقدِّم بعض الرموز الكاشفة للأحلام ودلالاتها.
تابع القراءة في الصفحة التالية
↚
أعتقد أن الفصل الثالث الموسوم (هل نحن جميعاً عُصابيون؟) يخصنا جميعاً في ضوء الظروف الحالية التي نعيشها وتجعلنا نعيش توتراً دائماً. يعمل المؤلّف على توصيف الحالة أولاً قبل تقديم مشورته العلمية للتخلص من هذه الحالة، أو على الأقل التخفيف من أثرها.يكمل الفصل الرابع الموسوم ( في غاية التوتر) الفصل الثالث، ويضيف إلى ذلك عمله على كشف الروابط بين الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية. يوجد اتفاق بين علماء النفس على أن قسماً كبيراً وشائعاً من الأمراض الجسدية يعود إلى أسباب نفسية، مثل الاضطرابات المعوية، وتشنجات الكولون، والصداع النصفي، إلخ.
يحلل المؤلّف، في الفصل الخامس المعنون (عقدة الدونية وأسبابها)، إحدى أهم العقد النفسية التي يعاني منها الإنسان. تُعد عقدة الدونية واحدة من أخطر العقد النفسية التي نعيشها لأنها تجعلنا في حالة اضطراب نفسي دائم. وكالعادة يعمل المؤلّف، بعد توصيف الحالة، على تقديم المشورة التي تساعد الإنسان في التغلب على هذه العقدة.
يهتم الفصل السادس المعنون (الزواج والجنس)، بموضوع قلّما نتطرق إليه على الرغم من خطورته على الحياة المستقبلية للزوجين. تحاول المجتمعات المختلفة إخفاء كل ما يتعلّق بحياتها الجنسية حتى وإن أوصل ذلك إلى خلق مشكلات نفسية تؤثر، ليس فقط في حياة آلاف الأسر، ولكن في حياة ملايين الأطفال. يتتبع المؤلّف الحياة الجنسية للإنسان منذ طفولته الأولى إلى أن يصبح راشداً ويتزوج أو يعيش تجاربه الجنسية الأولى. ولا يُغفل المؤلّف، هنا أيضاً، أهمية التربية الجنسية التي يتلقاها الطفل لأنها تؤثر في حياته كلها، كما أنه يناقش بشكل علمي، المشكلات الجنسية التي يواجهها الرجل والمرأة في حياتهما الجنسية.