صعوبات التعلم في الروضة
تاريخها - تعريفها - تشخيصها - علاجهاتأليف : نبيل سليمان - غسان أبو فخر - مها زحلوق
نشر : منشورات جامعة دمشق
2005مقدمة الكتاب
میدان صعوبات التعلم هو واحد من ميادين التربية الخاصة الذي أخذ ينمو وبتسارع منذ الستينات من القرن العشرين؛ علماً أن جذوره التاريخية أو أصوله تعود إلى القرن التاسع عشر وإلى إسهامات علماء الأعصاب واللغة الأوائل أمثال : فرانز جوزيف غال Franz Joseph Gall الذي أشار في العام ( 1802) إلى أن هناك مناطق معينة في المخ تسيطر على أنشطة عقلية معينة، وبيير بروكا Pierre Broca الذي برهن في العام (1860) على أن اضطرابات النطق والكلام هي نتيجة لإصابة في الفص الأمامي الأيسر من الدماغ وقد اقترح بأن الشق الأيمن من الدماغ يختلف في وظائفه عن الشق الأيسر منه، وكذلك ويرنك Wernik الذي استطاع في العام (1972) تحديد منطقة في الفص الصدغي الأيسر من الدماغ اعتبرها هي المسؤولة عن فهم الألفاظ والأصوات والتعابير ومبيناً بأن منطقة بروكاحين تقوم بإنتاج الكلام فإن منطقة ويرنك تتعامل مع فهم الكلام.وقد أخذ ميدان صعوبات التعلم يحتل حيزاً كبيراً بين ميادين التربية الخاصة لكونه يهتم بأولئك الأفراد الذين يواجهون مشكلات في عملياتهم النمائية النفسية. العقلية أو الأكاديمية على الرغم من أنهم لا يعانون من أي نوع من أنواع الإعاقات كالإعاقة العقلية مثلاً أو السمعية أو البصرية أو الجسدية ... أو غيرها.
وقد ينحدر معظمهم من مستويات اجتماعية واقتصادية وثقافية متوسطة أو عالية، ولكون هذا الميدان يهتم بفئة من الأفراد الذين يعدون من أكثر فئات التربية الخاصة قابلية للعلاج والشفاء إذا ما توافرت البرامج التربوية والعلاجية الخاصة هذه الصعوبات وطبيعتها.
وتؤكد معظم الدراسات التي تعنى بصعوبات التعلم على أن الكشف المبكر عن هذه الصعوبات تؤثر تأثيراً إيجابياً على فعالية الخطط والإجراءات التربوية والعلاجية المعدة لهذا الغرض، كما وتؤكد هذه الدراسات على أن الكشف المبكر عن هذه الصعوبات وبخاصة الصعوبات التي تتعلق بالجانب النمائي النفسي والعقلي للأطفال، وفي حال تم توفير البرامج التربوية والعلاجية، يؤدي إلى التخفيف من الآثار التي تنتج عن هذه الصعوبات في المراحل الدراسية اللاحقة أو في مجال التعلم الأكاديمي .
ولهذا فإن دراسة هؤلاء الأطفال وصعوباتهم النمائية يستأثر بمكانة خاصة لدى المتخصصين في علم نفس الطفولة ورياض الأطفال.
تابع في الصفحة الثانية
↚
محتويات الكتاب
يقع الكتاب في ثلاثة أبواب وأحد عشر فصلاً، ويأخذ بالمنحى العلمي المبسط في المعلومات وعرضها، والتي يكون لا بد منها للطالب المتخصص والطالب المهتم بالأطفال وبمشكلات الطفولة.وإذا كان المؤلفون يقدمون مجموعة من هذه الأبواب أو الفصول في ميدان صعوبات التعلم فإنهم دوماً كانوا آخذين بعين الاعتبار أن الطالب المهتم بالأطفال في مرحلة الرياض لا بد له وأن يلتقي بعدد غير قليل من الأطفال ممن يشتكون من مشكلات في انتباههم أو في تذكرهم أو في إدراكاتهم أو في تكوّن المفاهيم يضاف إلى ذلك أن من بين هؤلاء الأطفال من يعاني من صعوبة في التعبير الشفوي أو التهجئة أو تعلم الأحجام أو الأشكال أو مفاهيم الزمان أو المكان ... أو غير ذلك.
يتضمن الباب الأول من الكتاب ثلاثة فصول تتناول الأساسيات في ميدان صعوبات التعلم فقد وقف الفصل الأول منها عند التطور التاريخي لهذا الميدان بدءاً من أعمال علماء الأعصاب واللغة الأوائل في القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا أمثال : جال و ستراوس و هنشلوود و غولدستاین .. وغيرهم، ومستعرضاً في ذلك عدداً من الجهود التي بذلتها الحكومات والهيئات المختصة في هذا المجال، كما وقف عند تحديد مصطلح صعوبات التعلم ومن خلال التطور التاريخي أيضاً له ومبيناً في ذلك بأن مصطلح صعوبات التعلم ومنذ نشأته الأولى على يد صموئيل كيرك في العام ( 1963)،قد بقي بين أخذ ورد، وغموض ووضوح، ومد وجزر ، حتى التسعينات من القرن الماضي ..
ومشيراً بذلك أن مثل هذا الأخذ والرد جاء بشكل طبيعي نتيجة لانسلاخ مفهوم صعوبات التعلم عن مفهوم التخلف العقلي ومحاولاً استعراض عدد من التعريفات ومن خلال التسلسل التاريخي لها، لتبيان التطور التاريخي لهذا المصطلح وكيف وصل إلى ما وصل إليه الآن ومحاولاً أيضاً إزالة اللبس والغموض مابين هذا المصطلح ومصطلحات أخرى مشابهة من مثل: التخلف الدراسي والبطء في التعلم ومشكلات التعلم وغيرها.
وفي الفصل الثاني تم التوقف عند صعوبات التعلم من حيث أنواعها ومعاييرها وأسبابها وبعض المداخل النظرية في تفسيرها مبيناً في ذلك بأن هناك نوعين أساسيين لصعوبات التعلم وهي : الصعوبات النمائية والصعوبات الأكاديمية ، وبأن المعايير الأساس في الكشف عن صعوبات التعلم محك التباين ومحك الاستبعاد ومحك التربية الخاصة، وبأن من أهم أسبابها التلف الدماغي ، ولكن ليس شرطاً أن تكون صعوبات التعلم نتيجة له ، والعوامل الإحيائية والكيميائية هي والعوامل الورائية وغيرها.
وكذلك عند المدخل النمائي والمدخل العصبي والمدخل المعرفي في تفسير مثل هذه الظاهرة في حين أنه تم التوقف في الفصل الثالث عند تشخيص صعوبات التعلم في الروضة وأساليب علاجها وموضحاً في ذلك أهمية الكشف المبكر عن هذه الصعوبات بشكل عام في التخفيف من آثارها على المراحل اللاحقة للطفل وفي تعلمه الأكاديمي بشكل خاص وموضحاً أيضاً مجموعة الإجراءات التي يمكن الاعتماد عليها في الكشف عن بعض الأطفال في الروضة ممن يعانون من صعوبات في التعلم وبينها الكشف عن عدد من المظاهر النمائية التي تعكس وجود صعوبات في التعلم لديهم وبينها التأخر اللغوي والمشكلات الإدراكية البصرية والمشكلات الإدراكية السمعية ... وغيرها .
يضاف إلى ذلك التوقف عند عدد من أساليب علاج صعوبات التعلم من مثل التعلم القائم على تحليل المهمة والتعلم القائم على العمليات النفسية وغيرها . وأما الباب الثاني فقد تضمن خمسة فصول تناولت الصعوبات النوعية أو لنقل الصعوبات النمائية . ففي الفصل الأول منه ، أو الفصل الرابع من فصول الكتاب، تم التوقف عند الصعوبات الخاصة بالانتباه كالتشتت في الانتباه والمدى الانتباهي القصير والاندفاعية باتجاه المثيرات والإفراط في النشاط وغيرها وكيفية علاجها .
وفي الفصل الخامس تم التوقف عند الصعوبات الخاصة بالذاكرة كالمشكلات التي تتعلق بالذاكرة العاملة أو الذاكرة قصيرة المدى والمشكلات التي تتعلق باسترجاع الخبرات أو المعلومات التي سبق للفرد أن تعلمها ... وماشابه. كما تم التوقف عند بعض الاستراتيجيات العامة لمواجهة مثل هذه الصعوبات في الذاكرة لدى الأطفال.
أما الفصل السادس فقد وقف عند الصعوبات الخاصة بالإدراك وبينها الصعوبات المتعلقة بالإدراك البصري والصعوبات المتعلقة بالإدراك السمعي ، وكذلك عند عدد من الأساليب والاستراتيجيات في علاج مثل هذه الصعوبات وأما الفصل السابع. فقد وقف عند الصعوبات الخاصة باللغة الشفوية وعند كيفية تشخيصها وعلاجها ، كما اقترح عدداً من الأنشطة العملية لتدريب الطفل على اللغة الشفوية ومن أجل تجاوز المشكلات فيها وتداركها. وأما الفصل الثامن فقد وقف عند الصعوبات الخاصة بالتفكير كتكون المفاهيم والانتباه والإدراك وحل المشكلة وغيرها.
وأخيراً فقد تضمن الباب الثالث من الكتاب ثلاثة فصول تناولت الصعوبات الأكاديمية كالصعوبات في القراءة والصعوبات في التهجئة والصعوبات في التعبير الكتابي وكذلك بعض الطرائق والاستراتيجيات في مواجهة صعوبات التعلم كالتدريس أو التعليم الفردي ... وغيرها
وأخيراً فقد تضمن الباب الثالث من الكتاب ثلاثة فصول تناولت الصعوبات الأكاديمية كالصعوبات في القراءة والصعوبات في التهجئة والصعوبات في التعبير الكتابي وكذلك بعض الطرائق والاستراتيجيات في مواجهة صعوبات التعلم كالتدريس أو التعليم الفردي ... وغيرها
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا