نظريات الاتصال
تأليف : بارعة شقير
نشر : منشورات جامعة دمشق
مقدمة الكتاب
الاتصال بين البشـر ظـاهرة إنسانية، بدأت وتطورت مع نشأة الحياة الإنسانية وتطورها، فمنذ أن وجد الإنسان بدأ الاتصال بغيره من أعضاء الأسرة أو القبيلة أو المجتمع الموجود في ذلك الوقت وذلك لتلبية حاجات أساسية عند الإنسان مثل الحاجة إلى التفاهم مع الآخرين وإلى التعبير عما يريده وعما يحس به تجاه الآخرين ومن حوله، ويذهب بعض المختصين في الاتصال الإنساني إلى أن التطور الإنساني والحضاري بصفة عامة يرجع إلى عاملين أساسيين هما تطوير مهارات الاتصال وقدرة الإنسان على التنظيموقصة تطور ظاهرة الاتصال الإنساني هي نفسها قصة تطور الحضارة، ففي العصور الأولى أي ما قبل الميلاد وفيما بعده بعدة قرون كان اتصال الإنسان بأفراد معدودين، وفي حدود ضيقة هي حدود البيئة التي يعيش فيها والتي يحصل فيها الفرد على حاجاته الأساسية كالمأكل والمشرب. وكان اتصالاً مباشراً أي وجهاً لوجه بين المرسل والمتلقي أو المرسل والمتلقين في حالة الحديث إلى جماعة.
وتطور الاتصال بتطور المجتمع حيث ابتكر الإنسان اللغة لغة التخاطب ثم اللغة المكتوبة حوالي 4000 ق.م ، وبواسطة اللغة تمكن الإنسان من تطوير أسلوب حياته ومعاملاته مع الآخرين فأصبح أكثر قدرة على إعادة تصوير تجاربه ومشاهداته والتعبير عنها بإشراك الآخرين.
كذلك استطاع الإنسان من خلال اللغة أن يشرك بني جنسه في عالمه الشخصي كإنسان ،مفكر، ثم توصل الإنسان إلى الطباعة وكانت أحد أعظم منجزات الجنس البشري في كل العصور ؛ فقد كان الناس قبل القرن الخامس عشر ينسخون الكتب عن طريق مخطوطات أو نسخ من هذه الكتب تتم كتابتها يدوياً وغالباً ما كانت عملية النسخ اليدوي عرضة لحدوث الأخطاء، والأهم من ذلك أن عدد الكتب المتاحة كان محدوداً للغاية ولم يكن شراؤها بوسع أحد سوى دائرة ضيقة من الأشخاص القادرين.
ثم جاء عصر الإعلام من السينما 1895 ثم الراديو عام 1920م ثم التلفاز 1930م، ثم الحاسوب والأقمار الصناعية في النصف الثاني من القرن العشرين. وبالرغم من منجزات هذه الثورة الاتصالية إلا أنها خلفت إرباكاً هائلاً في أساليب اتصالاتنا البشرية. فأنماط التفاعل داخل الأسرة ومع الأقارب والأصدقاء لم تعد كما عهدها الإنسان ما قبل الثورة الاتصالية، حيث تأثرت أنماط تفاعل الأفراد داخل المجتمع الحديث وغيّرت وسائل الاتصال الحديثة من شكل التفاعل داخل الأسرة، فالأحاديث الأسرية بين الأفراد لم تعد بنفس الدرجة السابقة، وأصبح معظم أفراد الأسرة أكثر قابلية في التواصل مع هذه المستجدات وتكييـف برامجهم اليومية وأنشطتهم وتفاعلاتهم بما يتناسب وحضور هذه الوسائل.
ويتعين النظر إلى الاتصال البشري على أنه :
- الاتصال عملية عصبية يتم فيها تسجيل معان ورموز معينة في ذاكرة الأفراد ، حيث يسهم الجهاز العصبي في تخزين هذه الرموز .
- عملية دلالية تعتمد الرموز والقواعد
- عملية نفسية بمعنى أن المعاني والرموز عند شخص يتم اكتسابها عن طريق التعلم.
- عملية ثقافية حيث إن اللغة التي يتم بها الاتصال هي مجموعة من مجموعة من الأعراف الثقافية.
- عملية اجتماعية فهو الوسيلة الرئيسية التي تصبح الكائنات من خلالها قادرة على التفاعل.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا