نظرية روبرت جانيه للتعلم الهرمي
نموذج بنية التعلم أو النموذج الهرمي روبرت جانيه
يعد ( روبرت جانيه) واحداً من علماء النفس التجريبي البارزين في هذا المجال، حيث اكتسب خبرة واسعة في بحوث التعلم ثم أهتم بمشكلات التدريب ومشكلات التربية، له خبره في بحوث النظرية الأكاديمية. يفسر جانية النمو المعرفي بناءاً على نمط التعلم التراكمي، كما يرى أن الذكاء عبارة عن بناء مستمر لمنظمات معقدة من الإمكانات المتعلمة الناتجة عن تراكم خبرات المتعلم، لقد أعطى (جانية) أهمية كبيرة للمتطلبات السابقة التي تتضمن المعلومات والمعارف والخبرات الضرورية للتعلم الحالي والتي يتم تبنيها في كثير من المجالات وأن نمو الإمكانيات الجديدة يعتمد بشكل كلي على مدى المخزون اللازم من هذه المهارات والعادات التي تعد متطلبات سابقة لتعلم ما هو أكثر تعقيداً وصعوبة.كما يؤكد جانية على مفهومين أساسين في تفسيره نظرته للموقف التعليمي هما :
- التنظيم الهرمي أو التراكمي لأنماط التعلم.
- تنظيم المعرفة تبعاً للتنظيم الهرمي للمكونات الفرعية التي تتألف منها وهذا ما يسميه بنية التعلم.
إن أخذ جانية لمبدأ الترتيب الهرمي يعتبر مفيداً للانتقال من مبادئ التعلم إلى المتتابعات التعليمية وبهذا أصبح هذا الترتيب الهرمي أساس اتجاهه للتعلم، كما ينظر جانية إلى التعلم باعتباره الأساس في عملية ترتيب الظروف والشروط التي تيسر التعلم.
افتراضات التعلم الهرمي عند جانيه
من خلال الدراسات والبحوث وما تضمنه كتابات (روبرت جانيه) يمكن استخلاص الافتراضات الآتية:- - يعتمد تطور القابليات المعرفية بشكل كبير على التعلم السابق.
- - التطور المعرفي تسلسل هرمي وتراكمي.
- - تحدد خبرات التعلم مرحلة تطور المعرفة لدى المتعلم.
- - الذكاء بناء مستمر من القابليات والاستعدادات الناتجة من تراكم خبرات المتعلم.
- - يتم التعليم الهرمي من أي مستوى معرفي داخل هرم جانية وليس بالضرورة أن يبدأ من مستوى التعلم الإشاري.
- - تحدد الفروق بين الأفراد في الأستعداد التطوري للتعلم بكمية المقدرات المعرفية ومستوياتها من حيث العمق.
- - يعتمد التعلم الهرمي التراكمي على كمية المخزون اللازم من المهارات والعادات.
- - أسلوب تعلم الفرد وتفكيره هما من المقدرات التي يمكن تعلمها ضمن تعلم هر مي تراكمي متسلسل.
طبيعة التعلم عند جانييه
لا يتفق جانية مع القول الشائع لدى المنظرين بوجود نمط واحد للتعلم، ويطرح جانية ثمانية أنماط للتعلم مبين أن لكل نمط أو نوع شروط وظروف تيسر اكتسابه ولكل منها مضامينه العملية وإجراءاته التعليمية التي تناسبه.مراحل التعلم عند جانييه
حدد ثمانية أنواع أساسية ، ورتبها في التسلسل الهرمي. وفقًا لـ جانييه ، فإن أعلى مستويات التعلم في هذا التسلسل الهرمي تعتمد على المستويات الأدنى ، مما يتطلب كميات أكبر تدريجياً من التعلم السابق لنجاحها. تميل الأوامر الأربعة الدنيا إلى التركيز على الجوانب السلوكية للتعلم ، بينما تركز أعلى أربعة أوامر على الجوانب الأكثر معرفية. وهذه المراحل هي
1- التعلم الاشاري (Signal Learning)
هذا هو أبسط شكل من أشكال التعلم ، ويتكون أساسًا من التكييف الكلاسيكي الذي وصفه لأول مرة عالم النفس السلوكي بافلوف. في هذا النوع من التعلم يكتسب الحيوان أو الفرد استجابة مشروطة لإشارة معينة.2 - تعلم العلاقة بين المثير والاستجابة (Stimulus-response learning)
وهو تعلم ناتج عن تكوين رباط مفرد بين المنبة والاستجابة ،والاستجابة هنا إرادية. مثال: عندما يطلب المعلم من الطلاب رفع أيديهم ، يرفع الطلاب أيديهم على الفور . هنا، المنبه هو : المعلم يوجه الطلاب ، الاستجابة هي : الطلاب يرفعون أيديهم3 - التعلم التسلسلي (Motor Chaining)
هذا النوع من التعلم هو القدرة على ربط اثنين أو أكثر من روابط التحفيز والاستجابة التي تم تعلمها مسبقًا في تسلسل مرتبط. إنها العملية التي يتم من خلالها تعلم المهارات الحركية النفسية الأكثر تعقيدًا (مثل ركوب الدراجة أو العزف على البيانو). في هذا النوع من التعلم يربط الشخص معًا التحفيز المكتسب سابقًا مع الاستجابة .
مثال : عندما يرى الطفل دمية ، فإنه يمثلها أولاً كطفل ، يلبس الدمية ، ويقوم بعمل مكياج على الدمية ، ثم يغذي الدمية .هنا، يربط الطفل أنشطة الاستحمام والتغذية والعناية بالدمية التي يتم تعلمها من الكبار. يراقب كيف يعتني كبار السن بالأطفال ويعيدون تكوينها عندما ينظرون إلى الدمية. يتعلم ويربط بين التحفيز والاستجابة ذات الصلة.
4 - تعلم الترابط أو التداعي اللفظي (Aossciation Learning Verbal)
هذا شكل من أشكال التسلسل تكون فيه الروابط بين العناصر التي يتم توصيلها لفظية بطبيعتها. الارتباط اللفظي هو أحد العمليات الرئيسية في تطوير المهارات اللغوية ، وهذا التعلم هو نوع من التسلسل ، لكن الروابط هي وحدات لفظية. أبسط ارتباط لفظي هو نشاط تسمية كائن ، والذي يتضمن سلسلة من رابطين
تابع القراءة في الصفحة الموالية
↚
5 - تعلم التمييز (Discrimination Learning)
ويتجلى هذا النوع من التعلم في قدرة المتعلم على التمييز بين مجموعة متداخلة من المثيرات بحيث يستجيب لكل من هذه المثيرات بأستجابة محددة ومناسبة.
يتضمن ذلك تطوير القدرة على عمل استجابات مناسبة (مختلفة) لسلسلة من المحفزات المتشابهة التي تختلف بطريقة منهجية. يتضمن ذلك تطوير القدرة على تمييز كائن ما ، من خلال لونه وشكله وما إلى ذلك.
6 - تعلم المفاهيم (Concept learning)
يشير الى القدرة على الاستجابة بإعطاء الاسم أو الفئه لمجموعة من الأوضاع التي قد تختلف في أشكالها وألوانها أو مادتها، أي القدرة على تمثيل المنبهات تمثيلاً داخلياً.
يتضمن ذلك تطوير القدرة على عمل استجابة متسقة للمنبهات المختلفة التي تشكل فئة أو فئة مشتركة من نوع ما. إنه يشكل أساس القدرة على التعميم والتصنيف وما إلى ذلك في تعلم مفهوم نستجيب للمحفزات من حيث الخصائص المجردة مثل اللون والشكل والموضع والعدد بدلاً من الخصائص الفيزيائية الملموسة مثل الأطوال الموجية المحددة أو شدة معينة.
7 - تعلم المبادئ (Principle Learning)
ويشير الى قدرة المتعلم على الربط بين مفهومين أكثر ، ويظهر في الاستجابات لمجموعة من الاوضاع المثيرة والاداءات المرتبطة بها، أي تجميع المفاهيم مع بعضها لتكون قاعدة.
هذه عملية معرفية عالية المستوى تتضمن القدرة على تعلم العلاقات بين المفاهيم وتطبيق هذه العلاقات في مواقف مختلفة ، بما في ذلك المواقف التي لم نواجهها من قبل. في تعلم القاعدة نربط بين مفهومين أو أكثر. القواعد ، في الواقع ، سلاسل من المفاهيم. قد نمثل المعرفة كتسلسل هرمي للقواعد ، حيث يجب أن نتعلم قاعدتين أو أكثر قبل تعلم قاعدة الترتيب الأعلى التي تحتضنها.
8 - تعلم حل المشكلات (Problem Solving Learnin)
يقع هذا النمط من التعلم في قمة البنية التعليمية المعرفية عند جانيه، ويشير إلى قدرة المتعلم على استخدام المبادئ أو القواعد في سلسلة السلوكات أو الحوادث التي تؤدي إلى تحقيق هدف ما.
هذا هو أعلى مستوى للعملية الإدراكية وفقًا لجاني. إنه ينطوي على تطوير القدرة على ابتكار قاعدة معقدة أو خوارزمية أو إجراء لغرض حل مشكلة معينة ، ثم استخدام الطريقة لحل مشاكل أخرى ذات طبيعة مماثلة.
والنموذج التالي يوضح هرم التعلم ومستوياته التي اقترحها روبرت جانييه :
الاستعداد التطوري لاكتساب المعرفة عند جانيه
الاستعداد التطوري للتعلم واكتساب المعرفة ليس صفة مطلقة يستدل عليها من مرحلة النمو المعرفي التي ينتمي إليها الفرد، بل أنّ الاستعداد يختلف من موضوع الى آخر متأثراً بأمرين هما:- متطلبات تعلم الموضوع من المقدرات السابقة.
- المستوى الذي بلغة المتعلم في تحصيلة لتلك المقدرات لذلك فإن الفروق الفردية بين المتعلمين في الاستعداد التطوري للتعلم هي فروق كمية تتصل بعدد القدرات العقلية ومستوياتها.
شروط التعلم (Learning Conditions)
يحدد جانية نوعين من الشروط التي يجب ضبطها ليكون التعليم فعالاً هما:- شروط داخلية : وهي خاصة بالمتعلم ذاته، كالقدرات أو المهارات المتوفرة لديه، ودوافعه ورغبته في التعليم.
- شروط خارجية : هي شروط خاصة بالبيئة التعليمية الخارجية، كتقديم المادة أو الوضع المثيري واستخدام التغذية الراجعة.
توظيف نظرية جانييه في التعلم
- ركزت النظرية على أهمية الانتباه للفروق الفردية بين طلبة الصف الواحد.
- ترتيب المادة الدراسية ترتيباً منطقياً حتى تكون النتاجات متراكمة ومتدرجة بطريقة هرمية.
- الاهتمام بتنمية قدرات الطلبة على التفكير في اثناء تنظيم تعلمهم للحقائق.
- لابد من تشخيص متطلبات أي موضوع يتم تعليمة والتأكد من توافرها لدى الطلبة قبل المباشرة في تعلم الموضوع نفسه
- تفترض أن الاستعداد لا يعتمد على عوامل بيولوجية داخلية، بل على المخزون اللازم من المهارات والعادات التي تعتبر متطلبات مسبقة لتعلم ماهو أكثر تعقيداً وصعوبة من مجرد مهارات وعادات.
- ركزت النظرية على اهمية التدريب على المهارة بعد تعلمها بطريقة تنمي التفكير وذلك باستخدامها في معالجة مواقف جديدة.
الآثار التعليمية لنظرية روبرت جانيه
1. اكتساب الانتباه: الحدث أو الخطوة الأولى من التعليمات هي لفت الانتباه للحصول على استقبال المنبهات.
2 إعلام المتعلمين بالهدف: من المهم إعلام المتعلم بالهدف والنتائج المتوقعة من التعلم لتوفير الحافز للمتعلمين.
3. تحفيز استدعاء التعلم المسبق: يُطلب من المتعلمين تذكر المعرفة الموجودة ذات الصلة.
4. تقديم الحافز: يجب تقديم الحافز المناسب للموضوع.
5. تقديم إرشادات التعلم: تطلب من المدرب أن يجعل الحافز مفيدًا قدر الإمكان.
6. استنباط الأداء: يُطلب من المتعلمين إظهار السلوك المكتسب حديثًا.
7. تقديم التغذية الراجعة: من المهم إعطاء التغذية الراجعة بالمعلومات لأداء المتعلمين.
8. تقييم الأداء: وهو يتألف من تقييمات للتحقق من أن التعلم قد حدث.
9. تعزيز الاستبقاء والنقل: يشير إلى الاحتفاظ بالقدرة على الأرض لفترة طويلة من الزمن ونقلها إلى أوضاع جديدة خارج بيئة التعلم.