كتاب تنمية المفاهيم العلمية والرياضية في رياض الأطفال

مقدمة الكتاب

شهدت البشرية في العقود الأخيرة من القرن العشرين انفجاراً معرفياً وتقدماً علمياً وتقنياً ( تكنولوجياً ) هائلاً، يكاد يكون ثورة جديدة ذات نتائج مذهلة تصل حداً يصعب على الإنسان مواكبته ، وربما استيعاب تطوراته ، من هندسة الجينات إلى الاستنساخ إلى الإنترنت إلى السباق للوصول إلى المريخ، وستحمل الأيام القادمة الكثير والمثير.

وهذه الحياة الحضارية ، بما فيها من صناعات وأجهزة فائقة التطور لا يمكن أن تستمر وترتقي دون استمرار وجود أشخاص مبدعين . مبتكرين، يستمرون بإضافة المزيد لهذا التطور الهائل، وهنا يكمن السؤال الرئيس الذي سيحاول هذا المؤلّف الإجابة عنه وهو: كيف يمكننا نحن التربويين إعداد مثل هؤلاء الأشخاص ؟ كيف يمكن لمناهجنا أن تنمي عقولاً مبدعة تستطيع أن تفكر و تبدع ويمكنها أن تغير؟

إن النظام التربوي والمؤسسات التربوية مدعوان اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤوليات كبيرة في مقدمتها تنمية ثروة بشرية تتسق مع معايير التفوق والامتياز المعرفي و الملاءمة التقنية (التكنولوجية)، في زمن يزداد عولمة يوماً بعد يوم . ولن يتسنى للنظام التربوي تحقيق هذا الهدف العظيم ما لم يبدأ بتربية طفل ما قبل المدرسة وفقاً لمنهجية تربوية مقصودة ، تسعى لتحقيق النمو الشامل له بعيدا عن التركيز على الجانب المعرفي الذي كان قائماً على غرار النمط المدرسي التقليدي السائد ، والعمل على تنمية قدراتهم وإمكاناتهم ، ليساهموا فيما بعد في مسيرة التطور العلمي والتقني (التكنولوجي) ، فإذا لم نبدأ من هذه المرحلة المبكرة في تنمية عقول قادرة على الإبداع والابتكار فإن كل ما سنقوم به من محاولات في مراحل لاحقة لن تعطي الثمار التي نسعى إليها ، حيث إننا نكون قد فوتنا على أنفسنا فرصة لا تعوض.

والمؤلف الحالي يعرض لأهم النظريات التربوية في إكساب الأطفال المفاهيم العلمية والرياضية، ويقترح بعض الأنشطة التي من شأنها إثارة فضول الأطفال وحثهم على التفكير لإيجاد الإجابات الصحيحة عما يطرحونه من أسئلة ويتألف الكتاب من سبعة فصول، أعطى الفصل الأول منها تعريفات للمفاهيم الأساسية مثل تعريف المفهوم ، والمفاهيم العلمية ، والعلم والمعرفة العلمية . وبين الفصل الثاني مراحل نمو المفاهيم عند الأطفال كما وصل إليها كل من جان بياجيه و فيغوتسكي.

رابط الكتاب