التشخيص المبكر والانعكاسات الاجتماعية لأطفال التوحد على العلاقات الأسرية
مؤلف جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين
الأكاديمية العسكرية للعلوم الأمنية والاستراتيجية – بنغازي – ليبيا
تحرير : يوسف زغواني عمر -جامعة بنغازي -ليبيا
نشر : المركز الديمقراطى العربى المركز الديمقراطي العربي
مقدمة
إن اضطراب التوحد من بين أكثر الاضطرابات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل والأسر وحتى المختصين، كونه لا يزال لغزا محيرا لكثير من العلماء والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات، وذالك لعدة اعتبارات منها تنوع الأعراض وتغيرها بالإضافة صعوبات التي يجدها المختصين في الكشف المبكر عن الاضطراب، ومع التزايد الكبير في عدد الحالات خلال السنوات الأخير يضع المسئولين أمام تحديات كبيرة في المستقبل، وهذا التطور الكبير في عدد الحالات ليس بسبب التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي حدثت في الوقت الحالي فقط بل هناك عامل مهم جدا ساهم بشكل كبير في تفاقم الاضطراب خلال السنوات الأخيرة ألا وهو التطور الكبير الذي عرفته عملية التشخيص نتيجة تعدد مقاييس واختبارات التقييم في مجال التوحد، وقد ذهب العديد من الأطباء والباحثين إلى طرق وآليات تمكننا من الكشف عن اضطراب التوحد في مرحلة جد مبكرة من عمر الطفل، حيث ساهمت بشكل كبير في الكشف المبكر عن خصائص التي تعتبر مؤشرات قد تنبؤنا بوجود التوحد .ونظرا للإحصائيات المخيفة التي يتم نشرها من طرف المنضمات والمعاهد على الصعيد الدولي والوطني ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على اضطراب التوحد مما أدى الى زيادة البحوث والدراسات التي تناولت الموضوع من عدة جوانب، حيث تشير الإحصاءات العالمية إلى ظهور (4-5) حالات توحد في كل (10) عشر آلاف مولود، وقد ترتفع إلى حالة توحد لكل 1000 مولود حسب التوسع في الصفات أثناء التشخيص وتظهر أعراض التوحد واضحة بعد 30 شهرا تقريبا، حيث تزداد نسبة الانتشار بين الذكور عن الإناث بنسبة (1:4) ولا يرتبط هذا الاضطراب بعوامل اجتماعية حيث لم يثبت أن لعرق الطفل أو جنسه أو لونه أو المستوى التعليمي والثقافي للعائلة أي علاقة بالإصابة بالتوحد
كما تقدر منظمة الصحة العالمية أن متوسط معدل الانتشار العالمي يبلغ 62/ 1000 ويعني ذلك أن طفلا واحدا من كل 160 طفلا مصاب باضطراب طيف التوحد . وتشكل هذه التقديرات رقما متوسطا، ويتفاوت معدل الانتشار المبلغ تفاوتا واسعا بين الدراسات ومع ذلك فان بعض الدراسات المضبوطة جيدا أعطت معدلا أعلى بكثير. أما في الجزائر فقد قدمت إحصائيات من خلال الملتقى الأول حول التوحد سنة 2008 حيث كانت كالآتي: في سنوات السبعينات كان معدل الانتشار يتراوح مابين 4-5 حالات من بين 10000 طفل وفي سنوات التسعينات ارتفع معدل الانتشار الى 7 حالات من بين 10000 طفل.
لذا إن الاعتقاد السائد حاليا هو أن حالات اضطراب التوحد في زيادة نتيجة الاهتمام المتزايد بهذا الاضطراب ونتيجة لظهور أكثر من أداة لتشخيص حالات التوحد فإن هناك اتفاق على أن نسبة ظهور هذا الاضطراب أخذ في التزايد ، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النسبة تصل إلى 2520 حالة من 10.000 لكل حالة ولادة حية
وذكر هالاهان وكوفمان 2003 Halahan and Kuffman أن التوحد يمكن أن يحسب لحوالي 5-7 حالة من كل 10000 طفل وهذا لدى الذكور أكثر من الإناث، وليس محتكرا لدى مجتمع عن مجتمع آخر. وما يميز 80 % تقريبا من المصابين بالتوحد هو وجود إعاقة عقلية لديهم وأيضا يمكن أن ترافقه صعوبات تعلم ، صرع ، واضطرابات سلوكية. وتشير أحدث الإحصاءات التي نشرها الاتحاد القومي لدراسات وبحوث التوحد في الولايات المتحدة الأمريكية عام (2003) بأن نسبة انتشار التوحد ارتفعت بدرجة عالية حيث أصبح متوسطها (250:1) حالة ولادة ، وبهذا يصبح التوحد هو ثاني أكثر الاضطرابات انتشارا بعد الإعاقة العقلية.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا