كتاب الصحة العاطفية

مقدمة الكتاب

بداية نحن عندما نتحدث عن الصحة العاطفية نقول أنها عبارة عن مجموعة من الانفعالات الإيجابية " تحتوي عاطفة ومشاعر أحاسيس متنوعة بمعنى أننا أمام حالة نفسية انفعالية تتغيركل لحظة ومع كل موقف ...هذا يعني أنّ مشاعرنا وعواطفنا تتغير بتغير المكان والزمان. 

اذن، فكل عاطفة هي تجربة فريدة من نوعها تتراوح في شدتها وحدتها وأبعاد أخرى من شخص لآخر، بالإضافة إلى ذلك نحن لا نعيش دومًا أشكالا نقية من كل المشاعر فعادةً ما تكون مشاعرنا مختلطة ومتداخلة تبعًا لاختلاف المواقف والحالات التي نتعرّض لها. فنحن عندما نتحدث عن سيكولوجية العواطف فهناك العاطفة من منظور تطوّري أي أنّ العواطف تطوّرت فعلا لأنها سمحت لنا وللأفراد بالتكيف وساعدتهم على البقاء والتكاثر، فمشاعر الحب والمودة تقودنا للتزاوج والتكاثر، وتكوين العلاقات الاجتماعية والصداقات وغيرها وهو ما يمكننا من الاستمرار بالحياة بشكل أكبر، ومشاعر الخوف تجبرنا على المواجهة أو الفرار من مصادر الخطر والنجاة مما يعني أن العواطف موجودة وتخدم أدوارًا تكيّفيّة فهي تحفز الأفراد على الاستجابة للمحفزات البيئية مما تساعد البقاء قيد الحياة.

ومرورا للرؤية الفيزيولوجية التي تؤكد هي بدورها أن هذه العاطفة والمشاعر والانفعالات هي نتاج تغيرات فسيولوجية في الجسم، فنحن سعداء لأننا نضحك وهذا يعني أنّ الانفعال العاطفي يحدث عندما يتعرّض الجسم لمحفّز خارجيّ والذي بدوره يؤدي إلى رد فعل فسيولوجي، ونجد أيضا الناحية المعرفيّة والإدراكية للعواطف والمشاعر وهنا تحدث الإثارة الفسيولوجية ثم نقوم بتحديد السبب وراء هذه الإثارة لتسميته بمسمّى العاطفة أو الانفعال، أي أنّ المحفّر والتأثير الخارجي يؤدي إلى استجابة فسيولوجية ثمّ يعمل الدماغ على تفسيرها وترجمتها إدراكيًا ومعرفيًا تحت مسمّى العاطفة. لكن عل أهم ما تم طرحة او جعلنا نفتح هذا المجال للمؤتمر العلمي هي أننا كثيرًا ما ندخل في انفعال أو عاطفة ما دون أن نفكر فيها أو في تسميتها ولا نفهم حتى سبب هذا الشعور او العاطفة أي أن الفرد أحيانا يجد نفسه في حالة لا يفهم طبيعة شعوره وعاطفته... ولمعالجة هذه العواطف المجهولة والحالة الانفعالية وجب تفعيل عدة جوانب لتدريبه على كافة العوامل الشخصية والجوانب النفسية والروحية والدينية والإجتماعية وهو ما يحتاج حلقة وصل ودفعة قوية نحو تنمية المشاعر الايجابية وتحقيق صحته العاطفية.

وفي الواقع تلعب العواطف العديد من الأدوار المهمة في حياتنا .. وعليه نحن أمام موضوع يحتاج لفتح حلقة تفاعل ونقاش متعدد الجوانب لفهم العلاقة بين الحالة الداخلية التي يشعر بها الفرد وتأثيراتها على أنماط تفكيره وقراراته وسلوكياته وحياته عامة، وهو ما سيتم عرضه ضمن فعاليات الجلسات العلمية وفقا لجدول أعمال هذا المؤتمر العلمي الدولي الموسوم بـ: الصحة العاطفية : رؤية سيكولوجية، سوسيولوجية وصحية.