برامج تحسين التواصل عند أطفال طيف التوحد وادماجهم في المدارس العامة
مؤلف جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين
الأكاديمية العسكرية للعلوم الأمنية والاستراتيجية – بنغازي – ليبيا
تحرير : يوسف زغواني عمر
2023
وتعتبر فئة الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد أو الذاتوية من أكثر الفئات الخاصة معاناة حيث يعد اضطراب طيف التوحد من أهم الاضطرابات النمائية العصبية التي بدأ الاهتمام بها في الآونة الأخيرة، وذلك لما يعانيه الأطفال الذاتويون من إعاقة نمائية عامة تؤثر على مظاهر النمو المتعددة للطفل، وتؤدي إلى انسحابه وانغلاقه على نفسه، كما يمثل طيف التوحد أكثر الاعاقات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل وأسرته.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية OMS والدليل التشخيصي الخامس 5-DSM يضم اضطراب طيف التوحد مجموعة من المظاهر والأعراض من أهمها اضطراب السلوك الاجتماعي في كل مظاهره ومنها العزلة الاجتماعية وعجز في التواصل اللفظي واستخدام اللغة، واضطراب السلوك غير اللفظي والسلوك النمطي وفرط الحركة، وتظهر هذه الاضطرابات غالبًا في الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، وتستمر في المراهقة وحتى سن الرشد، ويمثل طيف التوحد حالة معقدة تحدث بفعل أسباب كامنة متعددة، وقد تم اكتشاف عدد متنامي من الاختلالات الوراثية والعوامل البيئية المرتبطة بهذا الاضطراب خلال العقود الأخيرة.
وتشير معظم الأبحاث الأخيرة التي أجريت في مجال طيف التوحد، إلى ارتباط هذا الاضطراب ببعض جوانب نمو الدماغ والوظيفة المختلة في عمليات التشابك العصبي بالدماغ، ومن المعروف حاليا أن هناك العشرات من اضطرابات الجينات الفردية على الأقل التي تتسبب في حدوث اضطراب التوحد، وأن العديد منها موجود في الخلايا العصبية، التي ترتبط بالوظائف المعرفية ويظهر العمل الفكري في التوحد واضحا جدا وقد يصل إلى العجز العميق للقدرات المعرفية العليا لدى الأفراد المصابين بالتوحد ، وقد تم نشر أكثر من 5000 نتيجة من نتائج الأبحاث المرتبطة بالتوحد على مدار العقد الماضي وحده، عبر مجموعة من تخصصات العلوم العصبية والوراثية والاجتماعية والسلوكية وهو ما يشير إلى أهمية التركيز ومواصلة البحث والدراسة من قبل العلماء والباحثين المختصين في المجالات ذات العلاقة باضطراب طيف التوحد للعثور على إجابات حول أصول هذا الاضطراب وأسبابه وأدوات ووسائل تشخيصه وطرق علاجه.
وقد زاد الاهتمام العلمي بهذا الاضطراب خاصة في ظل الانتشار المتزايد لاضطراب طيف التوحد في دول العالم خلال الخمسين السنة الماضية وتشخيص حوالي طفل واحد من أصل 160 في العالم وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية 2017، وتتضاعف احتمالات إصابة الأولاد باضطراب طيف التوحد بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بالفتيات، كما أن هناك تركيز علمي كبير على اكتشاف الآليات المسببة لمرض اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال وإمكانيات العلاج الجديدة.
من هنا انطلقت فكرة إقامة مؤتمرًا علميًا عالميًا حول اضطراب طيف التوحد (الواقع - التحديات - الحلول) والتي تدور محاوره حول دور المؤسسات التربوية والطبية خصوصا الأكاديميات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة المهتمة وكافة المتخصصين المهتمين بكافة القضايا المتعلقة باضطراب طيف التوحد للمساهمة بمواجهة كل التحديات التي تواجه هذه الفئة وعائلاتهم داخل المجتمع، وتكثيف الجهود لزيادة المعرفة بهذا الاضطراب لدى مختلف شرائح المجتمع سعيًا وراء تقديم رعاية متكاملة ومستدامة للأفراد الذين يعانون من طيف التوحد، وكذلك من أجل وضع الحلول المناسبة للتحديات وإلقاء الضوء على الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال.
ولا يخفى على أحد أن اضطراب طيف التوحد في تزايد وتنامي في العالم بشكل عام وفي الدول النامية بشكل خاص دون وجود حلول حاسمة وناجعة له تحد من انتشاره نتيجة مشكلات التشخيص الفارقي ونقص التوعية والإرشاد الأسري وعليه تبرز التساؤلات التالية / ما واقع انتشار طيف التوحد وما أسباب ذلك ؟ ماهي طرق تشخيص اضطراب طيف التوحد ؟ وما أهم آليات العلاج والتدخل ؟ والتي نسعى إلى طرحها في هذا المؤتمر ومعالجتها من خلال مناقشة نتائج أعمال الباحثين ودراساتهم المشاركة في المؤتمر ونشرها في كتاب جماعي من إصدارات المركز الديمقراطي العربي.
مقدمة الكتاب
تعد الإعاقة بشكل عام من القضايا المهمة التي تواجه المجتمعات باعتبارها قضية ذات أبعاد مختلفة قد تؤدي إلى عرقلة مسيرة التنمية والتطور في المجتمع ، ومن هذا المنطلق فإن رعاية الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة رعاية مناسبة، والاهتمام بهم يساعدهم على الاندماج في المجتمع بأقصى ما تسمح به قدراتهم.وتعتبر فئة الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد أو الذاتوية من أكثر الفئات الخاصة معاناة حيث يعد اضطراب طيف التوحد من أهم الاضطرابات النمائية العصبية التي بدأ الاهتمام بها في الآونة الأخيرة، وذلك لما يعانيه الأطفال الذاتويون من إعاقة نمائية عامة تؤثر على مظاهر النمو المتعددة للطفل، وتؤدي إلى انسحابه وانغلاقه على نفسه، كما يمثل طيف التوحد أكثر الاعاقات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل وأسرته.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية OMS والدليل التشخيصي الخامس 5-DSM يضم اضطراب طيف التوحد مجموعة من المظاهر والأعراض من أهمها اضطراب السلوك الاجتماعي في كل مظاهره ومنها العزلة الاجتماعية وعجز في التواصل اللفظي واستخدام اللغة، واضطراب السلوك غير اللفظي والسلوك النمطي وفرط الحركة، وتظهر هذه الاضطرابات غالبًا في الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، وتستمر في المراهقة وحتى سن الرشد، ويمثل طيف التوحد حالة معقدة تحدث بفعل أسباب كامنة متعددة، وقد تم اكتشاف عدد متنامي من الاختلالات الوراثية والعوامل البيئية المرتبطة بهذا الاضطراب خلال العقود الأخيرة.
وتشير معظم الأبحاث الأخيرة التي أجريت في مجال طيف التوحد، إلى ارتباط هذا الاضطراب ببعض جوانب نمو الدماغ والوظيفة المختلة في عمليات التشابك العصبي بالدماغ، ومن المعروف حاليا أن هناك العشرات من اضطرابات الجينات الفردية على الأقل التي تتسبب في حدوث اضطراب التوحد، وأن العديد منها موجود في الخلايا العصبية، التي ترتبط بالوظائف المعرفية ويظهر العمل الفكري في التوحد واضحا جدا وقد يصل إلى العجز العميق للقدرات المعرفية العليا لدى الأفراد المصابين بالتوحد ، وقد تم نشر أكثر من 5000 نتيجة من نتائج الأبحاث المرتبطة بالتوحد على مدار العقد الماضي وحده، عبر مجموعة من تخصصات العلوم العصبية والوراثية والاجتماعية والسلوكية وهو ما يشير إلى أهمية التركيز ومواصلة البحث والدراسة من قبل العلماء والباحثين المختصين في المجالات ذات العلاقة باضطراب طيف التوحد للعثور على إجابات حول أصول هذا الاضطراب وأسبابه وأدوات ووسائل تشخيصه وطرق علاجه.
وقد زاد الاهتمام العلمي بهذا الاضطراب خاصة في ظل الانتشار المتزايد لاضطراب طيف التوحد في دول العالم خلال الخمسين السنة الماضية وتشخيص حوالي طفل واحد من أصل 160 في العالم وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية 2017، وتتضاعف احتمالات إصابة الأولاد باضطراب طيف التوحد بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بالفتيات، كما أن هناك تركيز علمي كبير على اكتشاف الآليات المسببة لمرض اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال وإمكانيات العلاج الجديدة.
من هنا انطلقت فكرة إقامة مؤتمرًا علميًا عالميًا حول اضطراب طيف التوحد (الواقع - التحديات - الحلول) والتي تدور محاوره حول دور المؤسسات التربوية والطبية خصوصا الأكاديميات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة المهتمة وكافة المتخصصين المهتمين بكافة القضايا المتعلقة باضطراب طيف التوحد للمساهمة بمواجهة كل التحديات التي تواجه هذه الفئة وعائلاتهم داخل المجتمع، وتكثيف الجهود لزيادة المعرفة بهذا الاضطراب لدى مختلف شرائح المجتمع سعيًا وراء تقديم رعاية متكاملة ومستدامة للأفراد الذين يعانون من طيف التوحد، وكذلك من أجل وضع الحلول المناسبة للتحديات وإلقاء الضوء على الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال.
ولا يخفى على أحد أن اضطراب طيف التوحد في تزايد وتنامي في العالم بشكل عام وفي الدول النامية بشكل خاص دون وجود حلول حاسمة وناجعة له تحد من انتشاره نتيجة مشكلات التشخيص الفارقي ونقص التوعية والإرشاد الأسري وعليه تبرز التساؤلات التالية / ما واقع انتشار طيف التوحد وما أسباب ذلك ؟ ماهي طرق تشخيص اضطراب طيف التوحد ؟ وما أهم آليات العلاج والتدخل ؟ والتي نسعى إلى طرحها في هذا المؤتمر ومعالجتها من خلال مناقشة نتائج أعمال الباحثين ودراساتهم المشاركة في المؤتمر ونشرها في كتاب جماعي من إصدارات المركز الديمقراطي العربي.