مبدأ نوافذ الفرص

نوافذ الفرص Windows of Opportunity
يعد مبدأ نوافذ الفرص أحد الموضوعات الرئيسية في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث إن أبحاث الدماغ قد أثبتت أهمية وجود نوافذ مبكرة من الفرص التي يمكن استخدامها لضمان النمو الأمثل للمخ وتطوره مدى الحياة، والتفسيرات التي تنطوي على علم الدماغ لها جاذبية مغرية، بين الولادة والمراهقة، اعتمادًا على منطقة الدماغ، ينمو عدد نقاط التشابك العصبي أعلى من مستويات البالغين، ثم يتم التخلص منه، إلى أن تستقر الكثافة التشابكية عند مستويات ناضجة تميل الفترات الحرجة أو الحساسة إلى الحدوث خلال هذه الفترات .

تعريف نوافذ الفرص

يقصد بنوافذ الفرص الفترة الحرجة أو الوقت الحرج الذي تنتج أو تنمو مناطق محددة في المخ حيث إن الدوائر في المناطق المختلفة في المخ المسئولة عن الوظائف المختلفة يتم نضجها في أوقات مختلفة. وحين يتم نضج منطقة معينة يتحدد الزمن التي تظل فيه قابلة للتشكيل والتعديل .

و تعتبر فترة الطفولة المبكرة فترة حرجة في تطور الكائن الحي، حيث المرونة العصبية هي من تقوم بالوظائف الرئيسية، مثل اللغة التي يتم الحصول عليها في مرحلة معينة والتي قد يكون من المستحيل الحصول عليها في مرحلة لاحقة.

وفي علم النفس التنموي وعلم الأحياء التنموي تكون الفترة الحرجة (نوافذ الفرص) هي مرحلة نضج في عمر الكائن الحي يكون خلالها الجهاز العصبي حساسًا بشكل خاص لبعض المحفزات البيئية، إذ لم يحصل الكائن الحي لسبب ما على الحافز المناسب خلال هذه الفترة الحرجة لتعلم مهارة أو سمة معينة، فقد يكون من الصعب تطوير بعض الوظائف في وقت لاحق من الحياة، وهناك وظائف لا غنى عنها لبقاء الكائن الحي مثل الرؤية التي من المرجح أن تتطور بشكل خاص خلال الفترات الحرجة ، تتعلق "الفترة الحرجة" أيضًا بالقدرة على اكتساب لغة الشخص الأولى .

فعند انفتاح إحدى تلك النوافذ يستعد دماغ الطفل بشكل كبير لتعلم المهارات المرتبطة بها وتتشكّل لديه قدرة فائقة على تنفيذها، ويشكّل توقيت التدخل المبكر هنا عامل هاماً جداً في استغلال نمو المخ.. ، وهناك خلايا متخصصة وهي الخلايا العصبية ووصلات بين هذه الخلايا أو تشابكات تمكنها من الاتصال ببعضها، ولاشك أن عدد الخلايا محدد جوهري لمعمار المخ، فكلما زادت عدد وحدات البناء، توافرت مقومات بناء أضخم، يتحدد ثراء المعمار بحجم وكثافة الوصلات بين الخلايا وجودة هذه الوصلات هناك فترات حرجة (أو نوافذ فرص زمنية) لتكوين الوصلات الخاصة بمهارة معينة على أعلى مستوى من الكفاءة، بحيث تتدنى هذه الكفاءة إذا اكتسبت بعد فوات هذه الفترة الحرجة من تكوين المخ، وتقع غالبية هذه النوافذ في السنوات الأولى من عمر الطفل. 

وبذلك تعتبر الفترات الحرجة هي الأوقات التي يكون للخبرة فيها تأثير قوي على نمو المخ . في القشرة البصرية، وعلى سبيل المثال هناك نافذة محدودة لتطوير رؤية مجسمة إذا حُرمت إحدى العينين أو كلتاهما من الرؤية الطبيعية خلال هذا الوقت، فستكون الرؤية ضعيفة، وتتزامن هذه الفترة الحرجة مع إنتاج المشبك السريع في القشرة البصرية التي يعتقد أنها تستوعب تطور الرؤية الطبيعية ، وهناك أيضًا فترات للتعرف على صوت الكلام، والسلوك الاجتماعي والعاطفي، وتعتمد هذه الفترات الحرجة على حسن سير الدوائر العصبية التي تعالج التجربة. 

هي فرصة نمو المخ إذ لم يتم استخدامها الاستخدام الأمثل في النمو وزيادة التشابكات العصبية بين الخلايا، تحدث خلل في نمو الطفل ومن الممكن أن تؤدي إلى إعاقة لدى الطفل، وهي فترات حساسة فهي فعلاً كما سميت نوافذ الفرص لأن في هذه المرحلة إذا لم يكتسب الطفل المهارات التي يجب أن يتعلمها في وقتها من الممكن تحصيلها في وقت لاحق ولكن ليس بنفس الكفاءة بل يتوقف عليها التأخر في اكتبساب مهارات أخرى

متى بدأ ظهور مبدأ نوافذ الفرص

ذُكرت لأول مرة نوافذ الفرص عام 1800م للطبيب الفرنسي جاسبارد إيتــارد Gaspard Itart وهي فترات حساسة في نمو الطفل عندما يتم التعلم الأمثل، ولقد شرح دايموند وهوبسون (1998) الطفولة فترة حرجة لنمو الدماغ حيث تعزز الروابط جيدًا بين الخلايا المستخدمة بينما تضعف الخلايا غير المستخدمة، وقد وجد العلماء أن نوافذ معينة تغلق تمامًا إذا لم يتلق الدماغ التحفيز البيئي، في حين تبقى نوافذ أخرى مفتوحة ولكن التعلم يحدث بسهولة أقل.

اقترحت مبادرة الرئيس أوباما للجميع مرحلة ما قبل المدرسة للجميع"، التي أعلن عنها في خطاب حالة الاتحاد لعام 2013 ، تمويلاً فدراليًا جديدًا بقيمة 75 مليار دولار على مدى عشر سنوات لضمان الحصول على تعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة، وقال أن علم الدماغ يقدم الدعم لهذه المبادرة ، وأظهرت الأبحاث أن السنوات الأولى من حياة الطفل عندما يتشكل الدماغ البشري أن هناك نوافذ مهمة للغاية من الفرص لتطوير إمكانيات الطفل الكاملة وتشكيل أكاديمي رئيسي للمهارات الاجتماعية والمعرفية التي تحدد نجاح الطفل في المدرسة وفي الحياة .

وكتب الرئيس والمدير التنفيذي لأكاديمية نيويورك للعلوم، يخبرنا ببحث جديد كيف نستفيد من أول فرصة لتنمية الطفولة فى أول عامين، الآن نحن بحاجة إلى العمل على ذلك، منذ أن تم إدخال أفكار من علم الأعصاب في ساحة سياسة الطفولة المبكرة في منتصف التسعينيات، فقد اعتدنا كثيرًا على سماع تطور الدماغ المبكر ونوافذ الفرص التي نادرا ما نتوقف عن التفكير في الأدلة العلمية العصبية الكامنة وراء هذه التأكيدات.

لذلك اعتبرت الفترات الحرجة فترات أساسية وليست استثنائية في نمو الدماغ البشري، و يعد إدراك الكلام والتعرض لمعلومات مرئية منقوشة أمرًا ضروريًا للنمو الطبيعي للمخ، ولكن ليس من الواضح المدى الذي يمكن أن تعمل به الأجهزة الحسية كنظم نموذجية لجوانب أخرى من تطور الدماغ، ومعرفتنا من علم الأعصاب التنموي حول التنمية المعرفية الاجتماعية والعاطفية محدودة للغاية في مجال الإدراك، لا يُعرف سوى القليل نسبيًا عن تطور الذاكرة، وهي القدرة المعرفية الأساسية للتعلم فيما يتعلق بنوافذ الفرص ، و يميز نوافذ فرص التحفيز المبكر للقدرات الحسية والحركية الأساسية بشكل أفضل من العمليات العقلية والشخصية الأعلى، ومع ذلك فإن معظم هذه النوافذ تغلق ببطء شديد مع التطور، ليس من الواضح ما هي التجارب المحددة المهمة، ومتى يجب أن تحدث من أجل نمو صحي للدماغ (قد تكون هناك نوافذ من الفرص، لكن علم الأعصاب لا يمكن أن يخبرنا في الوقت الحاضر بما يجب وضعه فيه).

أهمية نوافذ الفرص

وهي واحدة من أهم نتائج نظرية الذكاء الوجداني وهو ما توجزه نتائج الدراسات والبحوث التي أجريت في عدد من النقاط على النحو التالي :

1. إن أي خلية من خلايا المخ إذ لم يتوافر لها فرصة العمل والاستعمال فإنها تتوارى وتموت ولا تنمو مرة أخرى، وإنما يحل محلها فروع أخرى مجاورة تمد شبكات الاتصال لاستعمال مهارات أخرى. 
2. إن نوافذ الفرص تعني الفترة الحرجة حيث تنضج وتنمو مناطق محددة في المخ، حيث إن الدوائر المسئولة عن الوظائف المختلفة في المخ يتم نضجها في أوقات مختلفة وحين يتم النضج لمنطقة معينة يتحدد الزمن الذي تظل فيه هذه المنطقة قابلة للتشكيل والتعديل.
3. إن التعلم الكفء يحدث كلما زادت كثافة الأغصان ( الفروع ) المرتبطة بالخلايا والتي تكوّن شبكات الاتصال بين الخلايا، وكلما زادت كثافة الخلايا زادت كفاءة المخ، وإن ما يحدث كثافة هذه الأغصان أو نقصانها هو ما يتوافر من مثيرات بيئية وخبرات يتعرض لها المخ.