الجماعة وخصائص التفاعل الاجتماعي
تأليف : ليلى خليل داود - أحمد عبد العزيز الأصفرنشر : منشورات جامعة دمشق
2005
مقدمة الكتاب
إن الاهتمام بالجماعات ليس بالموضوع التجديد، إنما الجديد هو الطريقة العلمية في دراستها والاستعانة بها باعتبارها وسيلة للتأهيل الشخصي وأداة لتسهيل التواصل بين الأشخاص وتكيفهم في مجتمع الي أصبح الإنسان يشعر فيه بحاجة ماسة إلى علاقات اجتماعية إنسانية سليمة تحقق له التكيف المناسب .وعلى هذا الأساسي حظيت منهجية تطوير دينامية الجماعات والظواهر الاجتماعية اهتماما عميق الجذور، فظهرت اتجاهات عديدة مستمدة من العلوم الاجتماعية كلها، ومتهجة نحو التغيير الاجتماعي هدف بعث الحيوية والإبداع في الجماعة.
ومهما يكن الأمر، فإن الجماعات الإنسانية تقوم وتبقى، تنشأ وتتطور، تتساند وتتباعد.... بهدف تحقيق حاجات الإنسان وأهدافه التي قد يجد نفسه عاجزاً عن تحقيقها وحده، وتستحضر خلال ذلك صوراً للجهد الجماعي المشترك الذي يعبر عن فكرة القوة. فالجماعة بهذا المعنى هي " كل دينامي " ومركز للتواصل والتفاعل بين أعضائها، لا بل مركز التفاعل والتغير معاً، لأن التغير لا يأتي إلا بالتفاعل، ولولا التفاعل لما حدث التغير .
هذا ما يُسلم به مفهوم به مفهوم " ديناميات الجماعة "، ويؤكد بالوقت نفسه على تأثير الجماعسة الفعال في أعضائها، كما يعترف بضرورة العمل التعاوني من أجل تحقيق أهداف الجماعة، ويتعذر الفصل بين الفرد والمجتمع وعدم التعارض بينهما. فالجماعة لا تكون بصورة آلية ولا تتغير بصورة عفوية إنما بجهود أعضائها في أثناء تحقيق حاجاتهم وحل مشكلاتهم.
على أي حال إن الجماعة هي دائما في حركة مستمدة من إعادة البناء، وتبقى الغاية الأساسية من ديناميات الجماعة متمثلة في فهم العوامل الأساسية التي تحدد ركة الجماعة نحو أهدافها، وفي البحث عن العوامل المعيقة أو المسيرة للعمل الجماعي، سواء تمثلت هذه الغاية في فهم السلوك الإنساني من أجل تعديله وتطويره، أو من أجل تحقيق التقدم والرفاهية للمجتمع.
على أي حال إن الجماعة هي دائما في حركة مستمدة من إعادة البناء، وتبقى الغاية الأساسية من ديناميات الجماعة متمثلة في فهم العوامل الأساسية التي تحدد ركة الجماعة نحو أهدافها، وفي البحث عن العوامل المعيقة أو المسيرة للعمل الجماعي، سواء تمثلت هذه الغاية في فهم السلوك الإنساني من أجل تعديله وتطويره، أو من أجل تحقيق التقدم والرفاهية للمجتمع.
هذا هو الأساس الذي اعتمد عليه هذا الكتاب في تناوله موضوع الجماعات وخصائصها وأهدافها في ضوء التفاعل بين أعضائها كما عالج موضوعات شديدة الصلة بالتفاعل بين الأشخاص ضمن الجماعات كالبناء الاجتماعي وتماسك الجماعات وجاذبيتها، واهتم بموضوعات أخرى توضح الدلالة الكبيرة للجماعات في حياة أعضائها وفي وظائف النظم الاجتماعية.
وكان طبيعياً أن يسهم الدكتور " أحمد الأصفر ، أستاذ علم اجتماع العمل ،والتنظيم، في إلقاء الضوء على تأثير أجواء الجماعة الاجتماعية وأنماطها القيادية في الجماعات وفي أعضائها، ذلك على اعتبار أن المختصين في ميدان علم الاجتماع هم الطليعة في دراسة الظواهر الاجتماعية، ولاسيما أن هذا الميدان قد أسهم في تدعيم موضوع ديناميات الجماعة منذ نشأته الأولى.
وعلى هذا الأساس جاء الكتاب الحالي في ثلاثة أبواب تناولت فصولها موضوعات تشكل معا عناصر من مشكلة عامة تدور حول فهم طبيعة ديناميات الجماعة، وتوضح كيفية ارتباط الفرد ارتباطاً دينامياً أصيلاً بالجماعة من ناحية وبالمجتمع من ناحية أخرى، بهدف فهم أفضل بطبيعة الجماعة وبأساليب تحقيق أهدافها وصيانة أسس السلوك الاجتماعي والجماعي. ولعلّ في هذا ما يزيد الوعي بإمكانية الاستفادة من القوانين التي تحكم الحياة الاجتماعية، في تنمية المجتمع العلاقات العامة والتوجيه الأسري وفي مجال التربية والعلاج الجماعي والتأثير في قرارات الجماعة والأعمال الجماعية، وفي اختيار القادة وتدريبهم على العلاقات الإنسانية.
جاء الباب الأول في أربعة فصول خصصت للتعريف بأهم الأبعاد الجماعية ومفاهيمها الأساسية بهدف فهم خصائص الجماعة وطبيعتها، وفهم العلاقات الاجتماعية المتبادلة وعملياتها الأساسية، والتبصير بالديناميات الجماعية التي تحرك الجماعة نحو أهدافها.
كما تم تتبع البدايات الأولى لمفهوم " ديناميات الجماعة “ في علمي النفس والاجتماع وغيرهما من العلوم الاجتماعية، وبرزت خلال ذاك مسألة أساسية وهي علاقة الفرد بالجماعة وبالمجتمع وتفاعله معهما وانتهى هذا الباب بدراسة العلاقات الاجتماعية من أجل الحصول على المعلومات الضرورية التي يمكن الاستفادة منها في العمل الجماعي لتحسين كفاءة الجماعة.
جاء الباب الأول في أربعة فصول خصصت للتعريف بأهم الأبعاد الجماعية ومفاهيمها الأساسية بهدف فهم خصائص الجماعة وطبيعتها، وفهم العلاقات الاجتماعية المتبادلة وعملياتها الأساسية، والتبصير بالديناميات الجماعية التي تحرك الجماعة نحو أهدافها.
كما تم تتبع البدايات الأولى لمفهوم " ديناميات الجماعة “ في علمي النفس والاجتماع وغيرهما من العلوم الاجتماعية، وبرزت خلال ذاك مسألة أساسية وهي علاقة الفرد بالجماعة وبالمجتمع وتفاعله معهما وانتهى هذا الباب بدراسة العلاقات الاجتماعية من أجل الحصول على المعلومات الضرورية التي يمكن الاستفادة منها في العمل الجماعي لتحسين كفاءة الجماعة.
أما فصول الباب الثاني الخمسة فقد خصصت لأهم الديناميات التي تحدد السلوك الاجتماعي وبالتالي العلاقات الاجتماعية وتؤثر فيها، وتعد هذه قتيلاً نفسياً الآثار المجتمع وثقافته. فتمت مناقشة الاتجاهات النفسية وطرائق تغييرها وقياسها كذلك القيم والرأي العام باعتبارهما من خصائص الدافعية التي تهيئ الأشخاص للاستجابة للعالم المحيط بطرائق معينة.
وتناول الدكتور أحمد الأصفر في الفصول الأربعة من الباب الثالث موضوع القيادة في الجماعات الإنسانية، ففي حين يبحث الفصل الأول في مفهوم القيادة من حيث التعريف والاستخدام ومن خلال تجلياته في القيادي والممارسة القيادية عبر الحضارات الإنسانية المختلفة، يأخذ الفصل الثاني بمعالجة نظريات القيادة الحديثة والمعاصرة، والتي تلقي الضوء على أوجه التفكير العلمي المعاصر في معالجته لموضوع القيادة، كما يبحث في الفصل الثالث عوامل السلوك القيادي وموجهاته وأخيراً يتناول الفصل الرابع موضوع طرائق اختيار القادة، وتأهيلهم وتدريبهم، بالشكل الذي يجعل موضوع البحث موضوعاً عملياً بالإضافة إلى بعده النظري.