التخطيط والتقويم في التعليم
نشر : المركز الديمقراطي العربي - برلين
الطبعة الأولى
2023
مقدمة
في القرن الحادي والعشرين يحدث التغيير والتطور في جميع المجالات، بدءًا من العلوم والتكنولوجيا وصولاً إلى كل المجالات الأخرى. في السنوات الأخيرة، أصبح مصطلح مجتمع المعرفة" محل مناقشة شائع، وذلك بسبب زيادة البيانات والمعرفة بشكل سريع واستخدامها بشكل واسع.لكي يتمكن الأفراد والمجتمع من التكيف مع هذه العملية، فإنه يجب أن يكونوا لديهم مجموعة متنوعة من الصفات في سياق مجتمع المعرفة، يُطرح السؤال "كيف تنمّي فردًا مؤهلاً؟" كمسألة هامة يجب على أنظمة التعليم أن تُجيب عليها. في هذه العملية، يتوقع أن يتم تنمية الطلاب بطريقة تسمح لهم بالتفكير النقدي والإبداعي واستخدام مهارات حل المشكلات وتطوير مهارات التعاون والتواصل وبناء العلاقات، وتنمية القيم مثل الحب والاحترام والنزاهة والتسامح والاجتهاد، بالإضافة إلى تكوين قدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا .
لذلك، يجب أن تُعطى الأولوية لتنظيم عمليات التعلم والتدريس بشكل فعّال من خلال تقديم المحتوى المناسب والضروري لتطوير المعرفة والمهارات والقيم التي يحتاجها الطلاب لتحقيق أهداف البرامج التعليمية وتحقيق النتائج المرجوه.
يعتبر تشجيع الطلاب على أن يكونوا أكثر فعالية في عملية التعلم أحد الجوانب الهامة التي يتم التركيز عليها. يجب أن يكون لدى الطلاب مجموعة متنوعة من التكتيكات والتقنيات والمهارات والخصائص الذهنية حتى يتمكنوا من توجيه أنفسهم واكتساب مهارات التعلم. تحتوي عملية التعلم والتدريس على ثلاثة عناصر رئيسية وهي المعلم الطالب، وبرنامج التعليم يعد المعلم الشخص الذي يؤدي دور التدريس، في حين يكون الطالب المتعلم. برنامج التعليم هو الدليل الذي يحتوي على الأهداف والمحتوى وعملية التعلم والتدريس والتقييم.
في فهم التعليم التقليدي، يعتبر المعلم الشخص الذي يقوم بنقل المعرفة إلى الطلاب. أما الطالب، فيكون الشخص الذي يتلقى المعرفة التي يعلمها المعلم. ومع ذلك، بدأت هذه المفاهيم تتغير. ففي المدارس، لا يكفي فقط نقل المعرفة الجافة إلى الطلاب باستخدام أساليب التعليم التقليدية لتحقيق السلوك المطلوب. يكون هدف التعليم هو تعليم الطلاب الفهم والتفكير والإبداع وحل المشكلات. وعندما يتعلق الأمر بمجتمعات اليوم، فإن هناك حاجة أكبر إلى الأفراد القادرين على الإبداع والتفكير وحل المشكلات. وبالتالي، يجب على المعلم أن يتبنى أساليب تعليمية مختلفة عن الأساليب التقليدية في الفصل الدراسي.
ويجب أن يكون للطالب القدرة على الوصول إلى المعرفة المتزايدة والمتغيرة بشكل مستمر، وتنظيمها، وتقييمها، وتجعلها جزءًا من عملية تفكيره الخاصة. ولتحقيق ذلك، يجب على الطلاب أن يتعلموا بمفردهم ويتمكنوا من مراقبة عملية تعلمهم "تعلم كيفية التعلم" هو مسؤولية الطالب فيما يتعلق بعملية التعلم، ويتضمن القيام بأنشطة تعزز ذلك. في هذا الوحدة، سيتم التركيز على تعريف عملية التعلم والتدريس والعناصر الأساسية المكونة لها .
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 إضغط هنا