إعداد المعلم وتدريبه
تأليف : خالد طه الأحمدنشر : منشورات جامعة دمشق
مقدمة الكتاب
عندما نتكلم عن التربية والتعليم، يتضح الدور الخطير للمعلم، نظراً للمركز الأساسي الذي يحتله في النظام التعليمي، باعتباره حجر الزاوية في أي إصلاح أو تطوير تربوي. ولهذا، وفي ظل التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة، ومع بروز ظاهرة العولمة، لم يعد يكفي أن يتقن المعلم المادة العلمية وأن يلقنها للمتعلمين، بل أصبح عليه أن يكون قادرا على تجديد معلوماته باستمرار ومتابعة المستجدات العلمية والمهنية، وأن يكون منفتحاً على المعرفة العلمية، وقادراً على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وعلى الانفتاح على المجتمع المحلي والعالمي.وفي كثير من الدول تم وضع معايير دقيقة لاختيار الطلبة المعلمين وقبولهم في مؤسسات إعداد المعلمين بحيث تتوافر فيهم الخصائص الشخصية المناسبة للتعليم، إلى جانب الكفاءة الأكاديمية، وتم السعي لجذب العناصر الممتازة والموهوبة للمهنة والمتميزة بالدافعية والالتزام، وذلك من خلال تحسين الظروف الاقتصادية للمعلمين برفع رواتبهم الأساسية وتحسين نظام المكافآت والحوافز والسلم الوظيفي، وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمعنوية بتوفير الاحترام الاجتماعي لهم واعتبار مهنتهم مهنةً مرموقة، وتوفير الظروف التي ترفع من قيمة الذات المهنية لديهم، وكذلك تحسين ظروف عملهم المدرسي بتطوير الإمكانات التعليمية للبيئة المدرسية بمختلف عناصرها، وإيجاد مثيرات للنمو المهني لهم بحيث يتحمسون للعمل، وتصبح مهنة التعليم منافسة للمهن الأخرى.
من جهة أخرى، ونظراً للتطورات المستمرة في مختلف المجالات واحتياج المعلمين بالتالي إلى تجديد معلوماتهم في المجالات التي يعملون فيها، تهتم كثير من الدول بتوفير فرص التدريب في أثناء الخدمة للمعلمين ولسائر الأطر التربوية لتطوير مهاراتهم وزيادة معارفهم بحيث تتلاءم مع التطور العلمي المتسارع، وتؤدي إلى تغيير حقيقي في العمل التربوي، داخل الصف الدراسي وخارجه، مع التركيز على خبرات تعد حديثة، مثل: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - التربية الصحية والبيئية - التربية من أجل حقوق الإنسان والتفاهم الدولى ومكافحة العنصرية والاتصال باللغات الحية وغيرها.
محتويات الكتاب
وفي هذا الكتاب تغطية لكافة عناصر تربية المعلم بمراحلها المختلفة، بدءاً من من اختياره مروراً بإعداده قبل الخدمة في مؤسسات إعداد المعلمين إلى تدريبه أثناء الخدمة وصولاً إلى مساعدته في تحقيق النمو المهني والترقي الوظيفي.أما المنهج المتبع في هذا الكتاب فهو الترتيب الزمني لفصوله، فقد ابتدأت بأهمية المعلم اختياراً وإعداداً وتدريباً، وانتهت بتقويم شامل لبرامج الإعداد قبل الخدمة، والتدريب أثناء الخدمة، بما في ذلك النمو المهني والتعلم الذاتي.
أما ضمن الفصول فقد تم اعتماد الترتيب المنطقي لموضوعات الفصل الواحد، ابتداء بالمفهوم والأهداف وانتهاء بالتقويم.
ولأن هذا الكتاب مؤلف لمقرر إعداد المعلم وتدريبه في جزئيه النظري والعملي ؛ فقد جاء العملي في ثنايا النظري إضافة إلى الأنشطة والتدريبات العملية التي جاءت في كل فصل من فصوله. وقد احتوت هذه الأنشطة والتدريبات العملية على عدد لا بأس به من أدوات العمل والتقويم ومن أساليب الأنشطة والتدريبات العملية ولا بُدَّ من الإشارة أخيراً إلى أن فصول هذا الكتاب وموضوعاته تغطي جميع مفردات المنهاج لهذا المقرر مع الحرص على تحقيق التوازن المنطقي بين الفصول والموضوعات.