علم النفس بين إشكاليات التكوين وواقع الممارسة
كتاب وقائع أعمال المؤتمر الدولي العلمي تحت عنوان :
علم النفس بين إشكاليات التكوين وواقع الممارسة
مقدمة
يُعد علم النفس من العلوم الإنسانية ذات التأثير الكبير على فهم السلوك البشري وتحليل الظواهر النفسية. ويهدف إلى تكوين مختصين قادرين على مساعدة الأفراد في مختلف جوانب حياتهم. لكن، يواجه علم النفس في العالم العربي، إشكاليات متعددة تتعلق بالتكوين وواقع الممارسة.إن أحد أهم الإشكاليات التي تطرح على مستوى مجالات علم النفس هي إشكاليات تتعلق بالتكوين الذي يخضع له الأخصائي النفساني في جل التخصصات خاصة في ظل تغير البرامج والمناهج ومحاكاة هذه البرامج للتكوين العالمي على الرغم من ذلك الإختلاف الواضح في الكثير من الأحيان بين ما هو عالمي ومحلي.
ولعل ما يطرح هو واقع الممارسة النفسية اليوم في ظل الصعوبات والمعيقات التي تواجهها من جهة وفي ظل البيئة الإجتماعية، وهو ما يجعلنا ندرك تلك الهوة بين التكوين وواقع الممارسة النفسية التي تبقى بعيدة كل البعد عن محاكاة الواقع من جهة وتصطدم مع الثقافة الإجتماعية المتحكم الرئيسي في أي ممارسة.
أولاً: إشكاليات التكوين
1. البرامج والمناهجتعاني برامج علم النفس في بعض الجامعات من قلة التحديث وعدم مواكبتها للتطورات العالمية.
تُركز البرامج على الجانب النظري بشكل كبير، بينما ينقصها التطبيق العملي.
يفتقر بعض الأساتذة إلى التأهيل التربوي اللازم، مما يؤثر على جودة التدريس.
لا تحظى الأبحاث العلمية في مجال علم النفس باهتمام كافٍ.
2. التأثير على الطالب
قلة المهارات العملية لدى الطالب.
صعوبات في الاندماج في سوق العمل.
شعور بالإحباط وعدم الرضا عن التخصص.
ثانياً: واقع الممارسة
1. قلة عدد المختصينيُعد عدد المختصين في علم النفس قليلًا مقارنةً بحجم السكان.
قلة المراكز المتخصصة في تقديم الخدمات النفسية.
ارتفاع تكلفة الخدمات النفسية.
2. التركيز على العلاج النفسي
يُركز المختصون بشكل كبير على العلاج النفسي، بينما تهمل مجالات أخرى مثل علم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي.
نقص الوعي بأهمية هذه المجالات.
3. صعوبات في الوصول إلى الخدمات
تواجه فئات واسعة من المجتمع صعوبات في الوصول إلى الخدمات النفسية.
عدم وجود خدمات نفسية مجانية أو بأسعار معقولة.
4. النظرة السلبية للمجتمع
لا زال ينظر البعض إلى علم النفس نظرة سلبية، مما يُعيق تقدم هذا المجال.
قلة الوعي بأهمية الصحة النفسية.
ثالثاً: حلول مقترحة
1. تحديث البرامج والمناهج- مواكبة التطورات العالمية في مجال علم النفس.
- التركيز على الجانب العملي من خلال التدريب في المستشفيات والمراكز النفسية.
- تطوير مهارات الأساتذة من خلال برامج التأهيل التربوي.
- تشجيع الأبحاث العلمية ودعمها.
2. زيادة عدد المختصين
- تشجيع الشباب على الالتحاق بتخصص علم النفس.
- تقديم منح دراسية للطلاب المتفوقين.
- توفير فرص عمل مناسبة للخريجين.
- نشر الوعي بأهمية علم النفس ودوره في حل المشكلات النفسية.
- توعية المجتمع بأهمية الصحة النفسية.
- كسر الحواجز الاجتماعية حول علم النفس.
خاتمة
يواجه علم النفس في العالم العربي، إشكاليات متعددة تتطلب حلولًا جذرية. من خلال تحديث البرامج والمناهج، والتركيز على الجانب العملي، وتطوير مهارات الأساتذة، وتشجيع الأبحاث العلمية، ونشر الوعي، يمكننا النهوض بمجال علم النفس وتحسين واقع الممارسة.
تحميل الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا