اضطرابات الكلام واللغة
تأليف : إبراهيم بن عبدالعزيز المعيقل - رغد بنت إبراهيم المعيقل
نشر : الناشر الدولى للنشر والتوزيع
2022
مقدمة الكتاب
تُستخدم اللغة بمختلف أشكالها – سواء كانت مكتوبةً أو منطوقةً أو بالإشارة - للتواصل بين البشر. ولا ينقطع استخدام اللغة على مدار الساعة في التواصل المباشر وجها لوجه، أو حتى عبر الأزمان، حيث أتاحت اللغة تدوين التاريخ البشري وحفظه على مرّ الزمن. وبهذا تعتبر اللغة في حد ذاتها نظامًا بالغ التعقيد.فللُّغة نظام صوتي يسمح للبشر باستخدام كلمات متميزة عن بعضها البعض، ويُوفِّر لهم عددًا هائلاً من المفردات يتراوح بين خمسين ألف إلى مئة ألف كلمة بالنسبة للعديد من البالغين فضلا عن سلسلة من التراكيب اللُّغوية الخاصة بالربط بين هذه الكلمات. وباستخدام هذه المنظومة، يمكن لنا التعبير عن عددٍ لا يُحصى من الأفكار، ووصف الأحداث، ورواية الحكايات، ونظم الشعر، وإلقاء الكلمات في مختلف المناسبات والمشاركة في عدد كبير من الأنشطة في المجتمعات التي نعيش فيها. كما تُشكل اللُّغة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فنعتمد عليها في إيصال رغباتنا واحتياجاتنا وأفكارنا ومخاوفنا وخُططنا.
ولذا ، فإنها تعد أمرًا طبيعيًّا كالتنفس والمشي وغيره من ممارسات الإنسان اليومية. إلا أن اللغة تتميز بأنها لا تولد مع الإنسان، بل يجري تعلمها واكتسابها ، حيث تبدأ هذه العملية منذ ولادة الطفل. إلا أن الأمر لا يجري أحيانًا بهذه السلاسة، وقد ينشأ من الأسباب ما يعوق عملية الاكتساب هذه، سواء كان ذلك ناشئًا عن أسباب وراثية من فقدان السمع، الذي بدوره يعوق اكتساب اللغة بشكل طبيعي؛ أو وجود اختلالات أو تشوهات في جهاز النطق لدى الطفل، وهو ما يؤدي إلى عدم سير عملية اكتساب اللغة كما يجب أن تكون مقارنةً بنظراء الطفل من حوله.
ويمكن لهذا الأمر حسبما تشير كلارك (Clark) أن يؤثر على أداء الطفل الأكاديمي والاجتماعي. ويمكن أن يتعرض المرءُ فيما بعد في حياته عند البلوغ أو قبل ذلك أو بعده لما يمكن أن يؤثر في قدرته على التواصل. ففي الولايات المتحدة، يحتاج ما بين ١,٥ - ٢ مليون أمريكي إلى خدمات التواصل نتيجة تعرضهم لإصابات في الدماغ ناشئة عن حوادث الدراجات الهوائية أو الدارجات النارية أو السيارات، أو حالات السقوط أو التعرُّض للأسلحة النارية.
وهذه الحوادث قد تؤدي إلى مشكلات إدراكية ودماغية يمكن أن تؤثر في قدرتهم على التواصل؛ الأمر الذي يستدعي توفير التأهيل لهم. كما يمكن للأفراد الذين تفوق أعمارهم 65 عاما ممن يتعرضون للجلطات والاضطرابات العصبية وفقدان الذاكرة أن يعانوا من اضطرابات التواصل. ويمكن لفقدان السمع أن يؤثر على ما لا يقل عن ربع الأفراد ضمن هذه الفئة؛ مما يجعلهم بحاجة إلى التقييم وتوفير العلاج لهم.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا