كتاب مهارات إدارة السلوك الإنساني

نشر: المؤلف

مقدمة الكتاب

لم يعد من المقبول فى بداية الألفية الثالثة أن يخضع تفسير السلوك الإنساني لبعض المعتقدات الغيبية الخاطئة مثل علاقة سلوك الإنسان بالنجوم أو الخطوط المرسومة على كفيه أو عدد حروف اسمه ويلجأ بعض الناس إلى هذه الأساليب الخرافية في محاولات فاشلة لفهم السلوك الإنسانى وعلاجه.

ولاشك أن الخوف والقلق يدفعان الإنسان فى حالة عدم درايته بالأسباب الحقيقية للسلوك إلى ابتداع بعض الخرافات حتى تساعده ولو بصورة مرحلية مؤقتة على تجاوز هذه الظروف. وهناك محاولات دائمة لإقامة علاقة بين الشكل الخارجي للفرد وسلوكه ، حيث يعتقد البعض أن التكوين الجسمى الناقص يعنى تدهوراً في الطبيعة البشرية.

ومع أننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك علاقة بين تكوين الجسم والسلوك حيث يتأثر سلوك الإنسان بالحالات المختلفة التـ توجد عليها أعضاؤه ، إلا أنة يجب التفرقة بين العلاقات الصحيحة بين الجسم والسلوك . والعلاقات الوهمية التى قد يتوصل إليها البعض نتيجة لملاحظات عشوائية.

وإذا كانت علاقة الجسم بالسلوك لم تلق ترجيحاً كبيراً ، فإن مجال الظواهر النفسية كان أشد تأثيراً فى نمو بعض التفسيرات والتى كان يطلق عليها العوامل النفسية التى يعزى إليها أسباب السلوك والنشاط . ويعتمد هذا التفسير - بصفة أساسية - على أن الروح تعيش فى جسد الإنسان هى المسئولة عن سلوك وحركة وتصرفات الإنسان . ومن غير المقبول أن تستمر التفسيرات غير العلمية لأسباب السلوك دون أن تساعدنا في النهاية على توجيه السلوك الإنساني بالشكل الهادف والصحيح.

ونحن نحاول من خلال هذا الكتاب أن نقدم للقارئ من الجمهور المهتم بالثقافة السلوكية والأداء الإنساني بعض المعارف والمهارات والاتجاهات السلوكية الحديثة والتي يمكن الاستفادة بها في صيانة الشخصية الاجتماعية والإدارية . ولذلك كان تركيزنا على تبسيط وتركيز المعلومات ووضعها فى صورة تسهل على القارئ تخزينها في ذاكرته واسترجاعها عندما يكون في حاجة إليها.