سيكولوجية التفاؤل
القياس والتنميةتأليف : إبتسام أحمد محمد أحمد
نشر : دار الجامعة الجديدة
مقدمة الكتاب
إن مرور الأطفال بخبرات صدمية تؤدى إلى إحداث تغيرات في مشاعر الطفل وإنفعالاته، ويرجع ذلك إلى قلة خبراتهم المعرفية والحياتية ومحدودية آليات التكيف التى يمتلكونها كما أنهم يعيشون في عالم من الخيال الواسع الذى يصور لهم الأحداث بصورة أكبر من حجمها الطبيعي، وعدم وجود إمكانية لإفراغ التوتر والقلق الناتج عن هذه الخبرة يؤدى إلى شحن الطفل انفعاليا مما يؤثر على سلوكه ومع ذلك توجد ندرة فى الدراسات والأبحاث التى تهتم بمساعدة هؤلاء الأطفال واحتواء هذه الحالات ومساعدتهم على تجاوزها حتى لا يختزلها العقل وتؤدي إلى إضطرابات نفسية عميقة ومن هنا تبرز الأهمية القصوى لاتخاذ الإجراءات على الصعيد النفسى والتربوي لحماية الأطفال من الآثار السلبية لمواجهة الخبرات والأزمات التي يتعرضون لها.وبالرغم من تأكيد الدراسات على أهمية تنمية مهارات إدارة الأزمات لدى الأطفال بهدف التدريب على مواجهة المواقف المفاجئة التي يتعرضون لها في الحاضر والمستقبل حتى لا تتحول المشكلات الناجمة عنها وتتعقد وتستمر كاضطرابات مزمنة .
ومع أن علم النفس يسوده تياران كبيران من حيث التوجه إلا انه لم تحظ موضوعات علم النفس الايجابى بالاهتمام الكافي ، فقد ظل الاهتمام بالجوانب السلبية للشخصية وغلبة الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوعات مثل الاكتئاب الشعور بالوحدة الاغتراب القلق وغيرها، أما الأبحاث التي تتناول الجوانب الإيجابية من قبيل: الحب، المساندة ، التفاؤل، السعادة، روح الدعابة ...... إلخ مازالت قليلة حتى الآن، ليس فقط فى عالمنا العربى بل فى العديد من المجتمعات الغربية أيضاً.
وحيث أن الوقاية خير من العلاج وهذا ما ينادي به علم النفس الايجابي من خلال تنمية السمات الايجابية والتي من أهمها تنمية التفاؤل لدى الأطفال، فقد أشارت الدراسات على أن التفاؤل يقى الأطفال من الاكتئاب والقلق ، وكافة الاضطرابات النفسية الأخرى ، والمواجهة الفعالة للضغوط، وحل المشكلات بنجاح وإدارة الأزمة بفعالية.
لذا فإنه من المفيد إعداد برامج للتدريب على التفاؤل المتعلم لما لها من فاعلية على الأطفال، وفور تعلمه يعد تدعيما للذات ؛ فالتفاؤل المتعلم يساعد الأطفال على الأداء الأفضل فى الصحة النفسية والجسدية. كما يمكن تعلم التفاؤل في كافة مراحل العمر حتي لو كان الفرد ذو سمات تشاؤمية .
والكتاب الحالي إستهدف تنمية التفاؤل المتعلم ، من خلال دراسات متعمقة للتفاؤل مع ربطه بمجموعة من المتغيرات الهامة والاساسية التي تجعل حياة الأفراد اكثر سعادة وطمأنينة وأمل واستقرار وتقدير للذات، بهدف التغلب علي الضغوط والاضطرابات التي تؤثر علي الصحة النفسية للأفراد.
ويتضمن الكتاب إثنى عشر فصلاً يبدأ بالحديث عن علم النفس الإيجابي ذلك العلم الذي يهتم بتنمية السمات الإيجابية ، والذي ينتمي إليه هذا الكتاب ، حيث يتناول دراسة التفاؤل والذي نادي به العالم مارتن سليجمان في إطار الوقاية من الأمراض والإضطرابات النفسية ، ثم يتناول الكتاب بعض المتغيرات المرتبطة بالتفاؤل ، ثم دوره في تنمية مهارات إدارة الازمات والتعامل معها بشكل إيجابي كما يوجد بالكتاب برنامج لتنمية التفاؤل مستخدما عدة إستراتيجيات مختلفة حتي يتحقق الهدف منه ، كما يوجد عدة مقاييس للتفاؤل وأيضا مهارات إدارة الأزمات.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا