سيكولوجية الذاكرة الدلالية والأحداث الشخصية
في ضوء نظرية معالجة المعلوماتتأليف : أمثال هادي حويلة
تقديم ومراجعة : محمد نجيب الصبوة
نشر : إيتراك للنشر والتوزيع
ويعد موضوع الذاكرة واحدا من أهم موضوعات علم النفس المعرفي المعاصر، حيث تمثل دراسات الذاكرة فى الآونة الأخيرة انعكاسا مباشرا لجهود علماء النفس المعرفيين والباحثين المعنيين بهذه الموضوعات، لما لها من آثار ونتائج، تتبدى في مختلف مواقف الحياة المهنية والاجتماعية لأي فرد ، فالذاكرة تؤدى دورا مهما فى الحديث والكتابة والقراءة والاستماع وفي ممارسة مختلف الأعمال والمهارات، بل وتمتد هذه الأهمية إلى ممارسة أنواع السلوك التي تعبر عن مظاهر حياتنا الخاصة مثل تناول الطعام أو ارتداء الملابس وفى كل هذه المواقف نحتاج فيها إلى الذاكرة بمختلف صورها والتي توجه سلوكنا الوجهة الصحيحة .
وينظر للذاكرة على أنها القدرة على تخزين المعلومات الحسية وبخاصة السمعية والبصرية لفترات قد تطول أو تقصر حسب أهميتها، ونوعها، وطريقة معالجتها وتخزينها، بهدف استدعائها بعد فترة من الزمن وبالتالي تعتبر عملية التذكر ، عملية استرجاع للخبرات الماضية التي سبق أن تعلمها الفرد، وتتضمن ثلاث مراحل، هي: ترميز المعلومات storage ، وتخزين المعلومات recall ، والاستدعاء.
وقد أُجريت بحوث ودراسات تجريبية كثيرة على كل جوانب الذاكرة والتذكر منذ وقت مبكر. وكان لإبنجهاوس Ebbinghaus فضل الريادة في إرساء الأسس العلمية التجريبية في دراسة الذاكرة، حيث قام باستخدام المقاطع الصماء أو عديمة المعنى، وإجراء التجارب على نفسه، من خلال حفظه لهذه المقاطع، ومحاولة استرجاعها بعد فترات زمنية متفاوتة، وتحديده المقدار ما يتذكره منها تحت مختلف الظروف التجريبية، موضع دراسته في ذلك الوقت.
وأدت جهود إبنجهاوس ومن جاء بعده من الباحثين في موضوع الذاكرة، إلى تطور نظرية معالجة المعلومات ومخططاتها منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وحتى الآن؛ وترتب على ذلك ظهور عديد من التفسيرات والنظم المعرفية والتكنولوجية، وأكثرها شيوعا في الوقت الراهن نظم الحاسب الآلي والوسائط المتعددة، وشبكات المعلومات الأوسع نطاقا. وكل ذلك أسهم بصورة بالغة في إضافة كثير من المعلومات والتطورات إلى المجال المعرفي.
والواقع أن الأفكار المتصلة بنوعي الذاكرة المشار إليهما - في هذا الكتاب ترتبط بما أثير من جدل حول الافتراض القائل بأن الذاكرة ظاهرة موحدة ، أو منظومة واحدة، مما أدى إلى ظهور وجهة النظر الجديدة في الستينيات والسبعينيات وهي وجهة النظر التي تتحدى هذا التصور؛ والتي يمثلها تولفنج Tulving (1972) الذي يري أن الذاكرة تتخذ عدة أشكال، أو تتمثل في عدة منظومات ولذلك قال بالمنظومتين المستقلتين لمعالجة المعلومات، من بين منظومات أخرى وهما منظومة الذاكرة الدلالية ومنظومة ذاكرة الأحداث الشخصية ؛ والتي سنعرض لهما فيما يلي من فقرات لبيان أهميتها فى الأداء المعرفي، خاصة إذا اختلف مضمون المعلومات وأنواعها ، وطرق تقديمها واستقبالها وفيما يلي لمحة مختصرة عن كل منظومة منهما.
تقديم ومراجعة : محمد نجيب الصبوة
نشر : إيتراك للنشر والتوزيع
2010
وصف الكتاب
يهدف هذا الكتاب إلى محاولة الكشف عن اختلاف نوع المعلومات (لفظية وشكلية) وطرائق تقديمها (سمعيا وبصريا) وطبيعة مضمونها (مشحونة وجدانيا ومحايدة)، في ضوء كفاءة أداء كل من الذاكرة الدلالية Encoding أو ذاكرة المعانى وذاكرة الأحداث الشخصية.ويعد موضوع الذاكرة واحدا من أهم موضوعات علم النفس المعرفي المعاصر، حيث تمثل دراسات الذاكرة فى الآونة الأخيرة انعكاسا مباشرا لجهود علماء النفس المعرفيين والباحثين المعنيين بهذه الموضوعات، لما لها من آثار ونتائج، تتبدى في مختلف مواقف الحياة المهنية والاجتماعية لأي فرد ، فالذاكرة تؤدى دورا مهما فى الحديث والكتابة والقراءة والاستماع وفي ممارسة مختلف الأعمال والمهارات، بل وتمتد هذه الأهمية إلى ممارسة أنواع السلوك التي تعبر عن مظاهر حياتنا الخاصة مثل تناول الطعام أو ارتداء الملابس وفى كل هذه المواقف نحتاج فيها إلى الذاكرة بمختلف صورها والتي توجه سلوكنا الوجهة الصحيحة .
وينظر للذاكرة على أنها القدرة على تخزين المعلومات الحسية وبخاصة السمعية والبصرية لفترات قد تطول أو تقصر حسب أهميتها، ونوعها، وطريقة معالجتها وتخزينها، بهدف استدعائها بعد فترة من الزمن وبالتالي تعتبر عملية التذكر ، عملية استرجاع للخبرات الماضية التي سبق أن تعلمها الفرد، وتتضمن ثلاث مراحل، هي: ترميز المعلومات storage ، وتخزين المعلومات recall ، والاستدعاء.
وقد أُجريت بحوث ودراسات تجريبية كثيرة على كل جوانب الذاكرة والتذكر منذ وقت مبكر. وكان لإبنجهاوس Ebbinghaus فضل الريادة في إرساء الأسس العلمية التجريبية في دراسة الذاكرة، حيث قام باستخدام المقاطع الصماء أو عديمة المعنى، وإجراء التجارب على نفسه، من خلال حفظه لهذه المقاطع، ومحاولة استرجاعها بعد فترات زمنية متفاوتة، وتحديده المقدار ما يتذكره منها تحت مختلف الظروف التجريبية، موضع دراسته في ذلك الوقت.
وأدت جهود إبنجهاوس ومن جاء بعده من الباحثين في موضوع الذاكرة، إلى تطور نظرية معالجة المعلومات ومخططاتها منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وحتى الآن؛ وترتب على ذلك ظهور عديد من التفسيرات والنظم المعرفية والتكنولوجية، وأكثرها شيوعا في الوقت الراهن نظم الحاسب الآلي والوسائط المتعددة، وشبكات المعلومات الأوسع نطاقا. وكل ذلك أسهم بصورة بالغة في إضافة كثير من المعلومات والتطورات إلى المجال المعرفي.
ولعل أكثر صور التطور النظري ،وضوحا ما يتصل بالجهود النظرية والعملية حول الأفكار القائلة بتعدد نظم الذاكرة، وخاصة ما يتعلق منها بمفاهيم الذاكرة الدلالية، وذاكرة الأحداث الشخصية.
والواقع أن الأفكار المتصلة بنوعي الذاكرة المشار إليهما - في هذا الكتاب ترتبط بما أثير من جدل حول الافتراض القائل بأن الذاكرة ظاهرة موحدة ، أو منظومة واحدة، مما أدى إلى ظهور وجهة النظر الجديدة في الستينيات والسبعينيات وهي وجهة النظر التي تتحدى هذا التصور؛ والتي يمثلها تولفنج Tulving (1972) الذي يري أن الذاكرة تتخذ عدة أشكال، أو تتمثل في عدة منظومات ولذلك قال بالمنظومتين المستقلتين لمعالجة المعلومات، من بين منظومات أخرى وهما منظومة الذاكرة الدلالية ومنظومة ذاكرة الأحداث الشخصية ؛ والتي سنعرض لهما فيما يلي من فقرات لبيان أهميتها فى الأداء المعرفي، خاصة إذا اختلف مضمون المعلومات وأنواعها ، وطرق تقديمها واستقبالها وفيما يلي لمحة مختصرة عن كل منظومة منهما.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا