الإيذاء اللفظي ضد الأطفال
نشر : مركز الأبحاث الواعدة في البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة
2012
مقدمة الكتاب
تُعد مشكلة إيذاء الأطفال Child Abuse أو العنف ضد الأطفال إحدى المشكلات التي تثير اهتماماً عالمياً في الوقت الحاضر نتيجة لتطور حركات حقوق الطفل في العالم بأكمله، وبالرغم من هذا الاهتمام إلا أن مشكلة الإيذاء للطفل ليست وليدة هذا العصر، فقد تعرض الأطفال إلى أشكال من التعذيب والإيذاء والاستغلال عبر العصور كافة، وقد كانت الأمم السابقة تقوم بقتل الأطفال أحياناً وتقدمهم قرابين للآلهة لأنهم رمز البراءة والنقاء، وفي تاريخنا العربي القديم كانت ظاهرة وأد البنات مثالا حيا على سوء معاملة الأطفال والإناث بصفة خاصة.ورغم وجود الإيذاء ضد الأطفال منذ القدم إلا أنه لم يكون معروفاً بمسماه الحديث، وهو ليس مرتبطاً بشعب أو ثقافة أو عرق أو طبقة اجتماعية معينة، فهو يحدث في كل المجتمعات، وتمارسه كل الطبقات الاجتماعية والثقافية ومشكلة إيذاء الأطفال Child Abuse في ظل التطور الحضاري مسألة مكشوفة للبحث والتدقيق والمساءلة والإدانة التي تعكس ممارسات غير إنسانية، والأسرة عادة ترتبط بمعاني المحبة والمودة، وليس العنف والصراع، ولذا فأن الإيذاء لدى أطفالها يشكل خطورة كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، ويصيبها بالخلل وإعاقة أداء الوظائف الاجتماعية والتربوية الأساسية لها كما يؤدي إلى نمو أنماط سلوكية وعلاقات غير سوية بين أعضائها.
إن مشكلة الإيذاء اللفظي ضد الأطفال بأشكاله المختلفة هي مشكلة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية تهدد مستقبل الأطفال داخل المجتمع، ولذا يجب العمل بروح الفريق الواحد من قبل المهنيين في كافة القطاعات لزيادة التعرف وتشخيص هذه الحالات بهدف توفير الحماية اللازمة لها، حيث إن الكثير من الأطفال في العديد من الدول الفقيرة يتعرضون لأشكال مختلفة من الإيذاء وسوء المعاملة داخل أسرهم نتيجة أسباب عديدة ونتيجة ضغوط الحياة اليومية التي يواجهها الأهل ونتيجة التغيرات التي أصابت بناء الأسرة العربية وعرقلت الكثير من وظائفها، والدراسة الراهنة سوف تلقي الضوء على تلك المشكلة في المجتمع السعودي من وجهة نظر الخدمة الاجتماعية كمهنة لها دور في الجانب الوقائي والإنمائي والعلاجي.
وتعتبر التنشئة الاجتماعية أكبر الإنجازات، فالأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى المسؤولة عن النمو والنشأة الصحية للطفل، ويؤدي الفشل فيها إلى أن يعيش الأفراد حياة تعيسة فيها شقاء مستمر، والتنشئة هي أهم مراحل الطفولة، فإذا أهمل الطفل في بدء حياته وتعرض للإيذاء والسب والشتم والإهانة بمختلف أنواعها وعدم توفر الحاجات النفسية الأساسية من حب وأمن واحترام وتقدير للذات خرج في الأغلب عن السائد والمعروف وافتقد للقدرة على التكيف وأصبح يعاني من صعوبة في التحصيل والخوف من الإقدام على إقامة علاقات اجتماعية جديدة بالإضافة إلى السلوك العدواني كنتيجة حتمية لتعرضه للإيذاء والإساءة من الوالدين .
إن مشكلة الإيذاء اللفظي ضد الأطفال بأشكاله المختلفة هي مشكلة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية تهدد مستقبل الأطفال داخل المجتمع، ولذا يجب العمل بروح الفريق الواحد من قبل المهنيين في كافة القطاعات لزيادة التعرف وتشخيص هذه الحالات بهدف توفير الحماية اللازمة لها، حيث إن الكثير من الأطفال في العديد من الدول الفقيرة يتعرضون لأشكال مختلفة من الإيذاء وسوء المعاملة داخل أسرهم نتيجة أسباب عديدة ونتيجة ضغوط الحياة اليومية التي يواجهها الأهل ونتيجة التغيرات التي أصابت بناء الأسرة العربية وعرقلت الكثير من وظائفها، والدراسة الراهنة سوف تلقي الضوء على تلك المشكلة في المجتمع السعودي من وجهة نظر الخدمة الاجتماعية كمهنة لها دور في الجانب الوقائي والإنمائي والعلاجي.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا