الإبداع والنبوغ
الرؤية والمنهجتفاصيل الكتاب
تأليف : محمد فتحينشر : كتاب المجلة العربية
سنة النشر : 2013
نبذة عن الكتاب
لقد تراوحت الدراسات طويلا بين النظر إلى الإبداع نظرات جزئية في إطار التسامي بالدوافع الجنسية (فرويد)، أو في إطار ردود الفعل (الاستجابة) لما يتعرض له الإنسان من مثيرات أو احتياجات، أو في إطار تقصي القدرات الذهنية اللازمة للإبداع والعمل على حثها، أو .... وقد قادتنا نواقص النظرات الجزئية، ومن قبلها الإيمان بالإنسان الذي نفخ فيه الخالق الأعظم بعضا من روحه، وكلفه بعمارة الدنيا، قادنا ذلك إلى تبني تصور علم النفس الإنساني ، الذي يؤكد أصحابه على أن الدوافع الارتقائية، أمر جوهري في تكوين الإنسان السليم، وعلى أن هذه الدوافع تلعب دورا حيويا في النشاط الإبداعي، الأمر الذي جعل (الإنسانيين) يوجهون جل اهتمامهم إلى دوافع تحقيق الإنسان لذاته، أي تحقيق أقصى إمكاناته، وتوقه الدائم إلى أن يجد طرائقه الخاصة في الحياة، سعيا وراء الامتداد والمعرفة والتحقق، وذلك مع التأكيد على أهمية تفرد وخصوصية وكلية الخبرة الإنسانية والشخصية الإنسانية.وإذا راعينا أن تحقيق الذات قسمة أساسية في طبيعة الإنسان، وأن ( الاجتماع) متضمن في هذه الطبيعة (انظر احتياجات الإنسان في الفصل الثالث)، وراعينا ما للمجتمع وتوجهاته وسياساته من سطوة على أفراده، لأدركنا أن الإبداع - المؤدي إلى النبوغ - علاقة بين سعي الفرد السليم إلى تحقيق ذاته والترقي، وبين الوسط المناسب الذي يساعد على ذلك، وأنه هو ما يقود المجتمعات إلى النهضة. وبالطبع لا ينحصر الإبداع المقصود هنا في مجال بعينه، لأنه يسرى على كل الأنشطة الإنسانية.
إن تصور الإنسانيين عن الإبداع والنبوغ يتماشى مع نظرتنا إلى الإنسان بصفته كيان شعوري له اختيار وإرادة، وليس مجرد كائن مسير باللاشعور (فرويد)، لا نملك إلا البحث عن أسباب تسييره. كما يتماشى مع التأكيد على طبيعة الإنسان المتجهة تلقائيا إلى الارتقاء والفضيلة والتكامل، وليس كمجرد تعويض أو إخفاء لطبيعته الحيوانية الأدنى، كما يدعي البعض. ...
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا