علم اجتماع الأدب
تفاصيل الكتاب
تأليف : عبدالله العرفجنشر : كتاب المجلة العربية
سنة النشر : 1441 هـ
ولقد أدرك كثير من الباحثين والدارسين أن ذلك الحيز أو المجال الذي يتيحه الأدب ثري، وحري أن يستثمر من قبل المختصين في العلوم الإنسانية خصوصاً علم الاجتماع، كما أن تجاهله يفوت عليهم، بل يحرمهم من مادة غنية قابلة للقراءة السوسيولوجية على نحو ما ، للحصول على المعرفة عن المجتمع وأحواله وتحولاته من ناحية، وتوظيف المعرفة السوسيولوجية للكشف عن آفاق النص وتجلياته.
ومن هذا المنطلق، وفي أواسط القرن العشرين الميلادي بدأ الاهتمام بدراسة الأدب من منظور علم الاجتماع ، والعمل الجاد على بلورة قضايا ومناهج لفرع من علم الاجتماع يعنى بهذا المظهر الجمالي المعبر عن الحياة الاجتماعية في شتّى صورها ، فكان علم اجتماع الأدب، وموضوعه دراسة العلاقة بين الأدب والمجتمع وأشكالها وإشكالها هذا لا ينفي وجود مقولات متناثرة هنا وهناك حول العلاقة بين الأدب والمجتمع في فترات تاريخية سابقة، ولكنها كانت تفتقد التنظيم والصياغة العلمية حول موضوعها الخاص. وعندما نقول إشكالها فإننا نشير إلى البداية المتعثرة والمرتبكة لهذا الفرع من علم الاجتماع، واستمرار المعوقات التي تحد من تطوره.
مقدمة الكتاب
قد تبدو بعض الأعمال الأدبية مجرد تهويمات في عالم الخيال، وشكل من أشكال البوح عن مشاعر مغرقة في الذاتية. وقد يبدو بعضها مجرد حكايات مسلية كتبت بلغة مدهشة. والحقيقة أن معظم الأعمال الأدبية مهما كانت موغلة في الخيال، ومغرقة في الذاتية، فهي محملة بدلالات اجتماعية وسياسية وفكرية، تعكس على نحو ما واقع مجتمع الفرد المنتج للعمل الأدبي، وتعبر من خلاله عن رؤى متعددة للعالم، وبالإمكان تفسيرها من عدة منظورات ومنها المنظور السوسيولوجيولقد أدرك كثير من الباحثين والدارسين أن ذلك الحيز أو المجال الذي يتيحه الأدب ثري، وحري أن يستثمر من قبل المختصين في العلوم الإنسانية خصوصاً علم الاجتماع، كما أن تجاهله يفوت عليهم، بل يحرمهم من مادة غنية قابلة للقراءة السوسيولوجية على نحو ما ، للحصول على المعرفة عن المجتمع وأحواله وتحولاته من ناحية، وتوظيف المعرفة السوسيولوجية للكشف عن آفاق النص وتجلياته.
ومن هذا المنطلق، وفي أواسط القرن العشرين الميلادي بدأ الاهتمام بدراسة الأدب من منظور علم الاجتماع ، والعمل الجاد على بلورة قضايا ومناهج لفرع من علم الاجتماع يعنى بهذا المظهر الجمالي المعبر عن الحياة الاجتماعية في شتّى صورها ، فكان علم اجتماع الأدب، وموضوعه دراسة العلاقة بين الأدب والمجتمع وأشكالها وإشكالها هذا لا ينفي وجود مقولات متناثرة هنا وهناك حول العلاقة بين الأدب والمجتمع في فترات تاريخية سابقة، ولكنها كانت تفتقد التنظيم والصياغة العلمية حول موضوعها الخاص. وعندما نقول إشكالها فإننا نشير إلى البداية المتعثرة والمرتبكة لهذا الفرع من علم الاجتماع، واستمرار المعوقات التي تحد من تطوره.
وقد توالت الدراسات في هذا الميدان مستثمرة تلك الإمكانيات الكامنة في الأدب وجاعلة منه مجالاً للبحث السوسيولوجي في قضايا اجتماعية كثيرة ومتنوعة. كما أن النقد الأدبي استفاد من المنظور السوسيولوجي ومفاهيمه في إضاءة بعض مناطق العتمة في النصوص الأدبية، ومع ذلك فإن الدراسات في هذا المجال تعد قليلة مقارنة بالفروع الأخرى من علم الاجتماع، لأسباب موضوعية سوف نتعرض لها عند الحديث عن الصعوبات التي تواجه علم اجتماع الأدب، مما يجعل أي محاولة دراسية وبحثية في هذا المجال مطلباً حيويا لإثراء هذا الجانب من المعرفة، بحيث يسهم تراكمها في بلورة قضاياه ومناهجه.
وقد أردت أن يكون هذا الكتاب تعريفاً مبسطاً ومختصراً بعلم الاجتماع وقضاياه: فتناولت في الفصل الأول الموضوع الخاص بعلم اجتماع الأدب ومجالاته فبدون تحديد وبلورة موضوع خاص به يميزه عن غيره من الفنون، خصوصاً الأدب والنقد الأدبي ، فإنه سيفتقد مشروعية وجدوى تواجده . ثم تناولت في الفصل الثاني الخلفية التاريخية لعلم اجتماع الأدب؛ من خلال استعراض بعض الأسماء البارزة في هذا المجال، ومحاولاتها التي كانت بمثابة اللبنات الأولى التي ساهمت في بنائه. وفي الفصل الثالث، تناولت العلاقة بين الأدب والمجتمع بصفته الموضوع الأساس الذي تدور حوله نظريات وأبحاث علم اجتماع الأدب وتعرضت بشكل خاص إلى مفهوم الانعكاس المخاتل وتفسيراته المتنوعة والمتباينة ثم تناولت في الفصل الرابع الاتجاهات النظرية الرئيسة في علم اجتماع الأدب. أما في الفصل الخامس فذكرت بعض طرق البحث الشائعة والمستخدمة في دراسته. وأخيراً، وفي الفصل السادس تحدثت عن بعض المعوقات والصعوبات التي تحول دون تقدمه وبعض المقترحات أو الحلول لتجاوزها.