كتاب قلق الأسئلة

سنة النشر : 2022

مقدمة الكتاب

السؤال مفتاح خزائن العلم وسبيل الحصول على المعرفة، وطريق الوصول إلى المعلومات وأداة معرفة الحقائق وإفاضة المعاني به تتسع الآفاق، وتتوسع المدارك، وتُستثار الأذهان، وتُسترعى الاهتمامات، وتقطع أسباب الجهل. في مرحلة زمنية ماضية عندما كانت وسائط التربية محصورة في الأسرة والمدرسة، كان الوالدان والمعلمون هم المصدر المعرفي للشباب، وكان السؤال هو الطريق للحصول على المعرفة، وتعلم الأشياء، وبناء التصورات، وتكوين الاتجاهات ويتفاوت المربون في طريقة تعاملهم مع هذه الأسئلة، بحسب شخصياتهم وثقافتهم ومرجعياتهم الفكرية وأسلوب تربيتهم، وهذا كله مؤثر في تشكيل شخصية الفرد.

واليوم، ومع دخول وسائط جديدة كالإعلام بوسائله وتطبيقاته الاجتماعية المتنوعة أصبحت مصادر التربية مختلفة ومتنوعة ومضللة في الوقت نفسه، وعندما ينتقل الشاب إلى مرحلة أخرى من حياته فإنه يبحث فيها عن مصادر معرفية جديدة؛ فتزداد الأسئلة، وتكثر وتتنوع مصادر التلقي، وتختلف الإجابات وأبعادها، فلم نعد نستطيع أن نجزم بالصحيح والحقيقة إلا بعد توفير قرائنها ودلائلها ،المقنعة ويشعر معها الشاب بالحيرة والاضطراب والقلق تجاه هذه الأسئلة التي أرهقت ذهنه، وأتعبت جسده.

من هذا المنطلق، وبناء على اهتمامي بمجال الشباب الممتد لمدة تزيد عن خلال 15 سنة في ميدان التعليم النظامي، وكذلك تعليم الشباب وتربيتهم من البرامج الدعوية والتعليمية ازداد اهتمامي في السنوات الأخيرة بمعايشتي لأطياف متنوعة من الشباب أعان على ذلك المبادرات المعرفية ووسائل التواصل التي أزالت الحواجز بين الناس، وأَدْنَتْهُم من بعض، فتلمَّست واقع الشباب، وحاولت فهم قضاياهم، ومعرفة مشكلاتهم والاستماع لطموحهم وآمالهم ولم تكن الممارسة وحدها هي مصدر هذه المادة؛ فقد اطلعت على عشرات الكتب والرسائل العلمية، خاصة أن مجال الشباب هو موضوع أطروحتي الأكاديمية، وقد وجدت أنه هناك أسئلة متكررة تُشغل بال الشباب والفتيات، جمعتها من خلال اللقاءات العامة والجلسات الفردية والرسائل التي وصلتني على الهاتف أو البريد الإلكتروني.

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا