كتاب منهجية البحث العلمي في العلوم السلوكية

منهجية البحث العلمي في العلوم السلوكية





تفاصيل الكتاب

تأليف : حكمت الحلو
نشر : شركة دار الآکادیمیون للنشر والتوزيع
سنة النشر : 2022


مقدمة الكتاب

لقد باتت الحاجة الآن إلى الدراسات والبحوث ، اشد منها في أي وقت مضى ، فالعلم في تقدم وتسارع، ودول العالم المتقدم تتسابق باندفاع للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الرصينة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان ، وتضمن له التفوق على غيره ، وإذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا للبحث العلمي فذلك يعود إلى أنها أدركت أن عظمة الأمم وهيبتها وقوتها تكمن في تقدمها العلمي ، وفي قدرة علمائها وباحثيها ومؤسساتها العلمية والفكرية على تقديم المزيد من العطاء في مختلف المجالات، كما أيقنت أنه لا يمكن الاستغناء عن البحث العلمي باعتباره السمة الأميز لهذا العصر المتسم بسرعة التغير و الاكتشافات والتطورات الهائلة التي تستدعي البحث الدائم لمواكبتها واللحاق بها .

ولا يكاد يمر يوم دون ان نسمع عن اكتشافات واختراعات علمية جديدة ناتجة عن جهود مبدعين ومطورين في العديد من المجالات التي يتعذر تحقيقها دون منهج علمي متكامل يعتمد عليه العلماء والباحثون في دراسة الظواهر والمشكلات، وتحديد أفضل البدائل للاستفادة من الموارد والإمكانيات لدى المجتمعات والأفراد.

كذلك فانه لا يستطيع أحد ان ينكر ان قرننا الحالي هو قرن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الهائلة، والتغيرات الشاملة في شتى ميادين المعرفة ، ولم يعد للتطور التقني والتقدم العلمي حدودا ينتهي عندها ، وليس له جنسية يتقيد بها، وإنما تستمر جهود البحث العلمي التي يبذلها العلماء والباحثون لتتكامل مع بعضها البعض، ولتوفر للبشرية مناهج متقدمة للتفكير العلمي يمكن من خلالها زيادة قدرة الإنسان على التحكم في الطبيعة ومواردها وتطويعها لخدمته. 

وقد اهتمت البرامج التعليمية في معظم الجامعات بالبحث العلمي في مختلف المستويات الأكاديمية وخاصة في مستوى الدراسات العليا واشترطت هذه البرامج على طلبتها أن تكون لهم دراية ومعرفة بأساسيات مناهج البحث وقواعده كل في مجال تخصصه ، وبذلك فقد أصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام بها من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث وانتشرت واستخدمت في المشكلات التي تواجه المجتمع بصفة عامة.

ولم يعد البحث العلمي مقتصرا على ميادين العلوم الطبيعية وحدها ، بل تعداها إلى دراسة الوجود الإنساني محاولا الكشف عن حقيقته المعقدة ، وأصبح شعار الفيلسوف اليوناني سقراط (اعرف نفسك بنفسك بمثابة توجيه للفكر الإنساني بأن يهتم إلى جانب دراسة الوجود الخارجي الطبيعي (العالم الأكبر إلى دراسة الوجود الإنساني العالم الأصغر)، وبما أن الإنسان هو اعقد الموجودات الحية، فقد صعبت دراسته ككل، ومن ثم تقاسمت هذا الأمر مجموعة من العلوم التي جعلت محور دراستها الإنسان مستهدفة بذلك كشف حقيقته كل في مجالها الخاص وبطريقتها الخاصة.

وحيث أن من أهداف العلوم السلوكية السعي لفهم السلوك الإنساني لذلك فقد وجد العالمون والباحثون في هذا الميدان ضرورة الاعتماد في دراساتهم على أسس منهجية رصينة تمكنهم من رصد مظاهر وأبعاد السلوك الإنساني دون الاقتصار على بعض جوانبه، ومن ثم تفسيرا اشمل وأوضح المسببات ذلك السلوك، كذلك فان المنطق العلمي وأساليب البحث العلمي أوجبت عليهم تحديد هذه الظواهر ووضع الفروض حول مسبباتها ومن ثم تجميع المعلومات لاختبار هذه الفروض والتوصل إلى حقائق ومفاهيم تفسر السلوك في محاولة للوصول إلى مستوى المبدأ ( كما في العلوم الطبيعية ) وهذا الكتاب هو محاولة متواضعة نضعها بين أيدي الباحثين في ميدان العلوم السلوكية لتحقيق هذا الهدف وتمكينهم من بناء هيكلية بحوثهم بطريقة علمية منهجية واضحة .

رابط الكتاب

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed