كتاب سيكولوجية نظريات المؤامرة

سيكولوجية نظريات المؤامرة




تفاصيل الكتاب

تأليف : جان ويليم فان بروجين
ترجمة : منير عليمي
نشر : دار صفحة سبعة
سنة النشر : 2021
رابط شراء الكتاب : من هنا



مقدمة الكتاب

تكتسب تلك النظريات قدرتها العجيبة على توجيه الرأي العام وحشد الناخبين والتأثير في خياراتهم، ولا شك أنها قد أسهمت بشكل أو بآخر في فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية ليصبح بذلكَ الرّئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. وهذا يحتم علينا التعامل مع نظريات المؤامرة بكثير من الجدية، وإيلاءها ما تستحق من العناية بالعكوف عليها ودراستها، بعيدا عن منطق

الرّفض واللامبالاة، الذي يعتبرها أمرا عرضيّا وشكلا من أشكال التسلية والترفيه أو مظهرا من مظاهر المرض العقلي. فللناظر أن يلمح بيسر استشراء هذه النظريات وشيوعها بين العامة، بما ملكها الأدوات التي تتحدّد عبرها الخيارات الحقيقية والمؤثرة في الحياة، وهي أدوات تسهم أكثر من غيرها في تشكيل الوعي الجمعي، ومن ذلك رسم ملامح الشخصيّة السّياسيّة التي سيصوّتُ لها الشعب، وما إذا كان سيتم تطعيم الأطفال أم لا، وما إذا كان يجب بذل جهد لتقليل البصمة الكربونية للفرد، وما إذا كان يجب استخدام موانع الحمل، وما إذا كان يجب شنّ عدوان على أطراف خارجيّة معيّنة. إنّ تحوّل نظريات المؤامرة إلى ظاهرة مجتمعية واسعة الانتشار، وما لها من تأثير لا ينكر ومن سلطة على العقول، يقضي اليوم بضرورة العكوف على دراستها، ومقاربتها من أنحاء متعدّدة، ويحفّز العلوم الاجتماعية أكثر من غيرها إلى أن تأخذها على محمل الجد باعتبارها موضوعا راهنا يستدعي البحث والتفكيك.

من الذي يؤمن بنظريات المؤامرة، ويخضع لسلطانها ويفتتن بها، من بين المواطنين، وفي المقابل، من الذي يعترض على وجودها، ويكفر بمنطقها؟ تحت أيّ ظروف يكون الناس عرضة بشكل مخصوص لنظريات المؤامرة ؟ ما عواقب الاعتقاد فيها؟ وما الذي يمكن أن يفعله صانعو السياسة للتقليل من سطوة ذلك الاعتقاد ؟

يدخل هذا السيل من الأسئلة صلب علم النفس، وربّما تجاوزته إلى غير ذلك من العلوم، ومن هذا المنطلق فإنّ هذا الكتاب يعدّ محاولة لتقديم نظرة عامة، و موجزة، ميسرة وحديثة حول سيكولوجيّة نظريات المؤامرة. وتتمثل الأطروحة الرّئيسيّة لهذا الكتاب في أنّ تسليم الناس بهذه النظريات والاعتقاد في صحتها عائد بالأساس إلى أسباب سيكولوجية عميقة، خلافا للآراء التي يعزو أصحابها مثل تلك النظريات إلى علم الأمراض، فيميلون إلى تفسيرها على ضوء ما يمثله من معطيات. ويجدر بنا في هذا السياق تأكيد أن نظريات المؤامرة تنشأ من العمليات

المعرفية نفسها، تلك التي تعتبر مسؤولة عن إنتاج أنواع أخرى من الاعتقادات، من قبيل «العصر الجديد» و «الروحانية»، وتشترك كلّها في منح الفرد ضربًا من الأمان داخل الجماعة التي ينتمي إليها، وتقيه كلّ ما يستهدفه من عناصر خارجية، متوهمة أو محتملة، وتتخذ لها عادة قاعًا إيديولوجيا يضمن بقاءها وتماسكها.

يمكننا القول إن نظريات المؤامرة ليست في محصل أمرها إلّا ردّ فعل طبيعي، ذا منحى دفاعي، لما يعتمل في الذات من مشاعر الخوف وعدم اليقين، ومن تذمّر و امتعاض إزاء ما يبدر عن الآخرين من مواقف صادمة وغير متوقعة بشأن ما
يحدث.

رابط الكتاب

لقراءة الكتاب 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed