الأنمي وأثره في الجيل العربي
تفاصيل الكتاب
إعداد : حيدر محمد الكعبينشر : المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية
سنة النشر : 2022
مقدمة الكتاب
الأنمي كلمة مشتقة من الكلمة الإنجليزية Animation والتي تعني حرفياً الرسوم المتحركة، وقد تم اختصار كلمة "animation" إلى "anime" وذلك لتمييز الرسوم المتحركة المنتجة في اليابان عن تلك المنتجة في بلدان أخرى.الأنمي هو الوجه العالمي الأكثر شهرة لليابان، حيث صرح دوريون تشونغ، كبير أمناء متحف M+ في هونغ كونغ، بأن الأنمي له متابعون يشبهون الروك أند رول وسينما هوليوود. وأضاف: "يمكن القول إن الأنمي من أوائل الثقافات العالمية وأكثرها انتشارًا".
في بلداننا العربية، أصبح الأنمي مشابهًا للغة العالمية التي أتقنتها أجيالنا في القرن الحادي والعشرين. في عام 2004، عندما أرسلت اليابان شاحنات مياه للإغاثة بعد احتلال العراق، رأى العراقيون المرافقون للبعثة اليابانية أن العلم الياباني المرسوم على جوانب الشاحنات لم يكن معروفًا لكثير من العراقيين، لذلك اقترحوا على المسؤولين اليابانيين وضع ملصقات كبيرة لشخصية الأنمي الشهيرة (الكابتن ماجد) على الشاحنات كطريقة أفضل للعراقيين للتعرف على البلد الذي أتت منه هذه الشاحنات .
بل إن الأنمي تجاوز ذلك ليصبح من أنجح الوسائل التي تستخدمها اليابان لتلميع صورتها في العالم العربي، حتى أن كثيراً من العرب أصبحوا ينظرون إلى اليابان وكأنها كوكب آخر، وأصبحوا مولعين بكل ما هو ياباني، بما في ذلك اللغة اليابانية رغم صعوبتها، في وقت لا يتقنون فيه لغتهم الفصحى ويشكون من تحليل جملة عربية واحدة أو حفظ أبيات من الشعر العربي.
بل إن مئات الشباب العرب بدأوا بإنشاء قنوات على اليوتيوب لنشر أخبار الأنمي وتبادل الآراء حوله وتحليل أحداث هذا الأنمي أو ذاك أو توقعها.
وهذا يجعل الأنمي من أبرز وسائل التغلغل الثقافي في الدول العربية، فهو يجذب الجيل الجديد على وجه الخصوص، والذي يمثل عماد المستقبل. وما يزيد من خطورة الأمر أن أبناء الجيل الأكبر سناً، ممثلين بالآباء والمعلمين والمخبرين ومديري المؤسسات الثقافية والإعلامية، لم يدركوا بعد مخاطر عالم الأنمي ولم يستشعروا آثاره المستقبلية. بل قد ينظرون إلى الأنمي على أنه مجرد "كاريكاتير" للتسلية، فيتركون أطفالهم معرضين لهذا العالم دون وعي أو مراقبة أو مساءلة. تقول عالمة النفس الجزائرية (سعيدة لجلي): "إن مثل هذه المسلسلات أصبحت مشكلة حقيقية للأطفال والأسر، وأهمها فقدانهم للتركيز في الدروس وهوسهم الكبير بمشاهدتها حتى لو لم تكن مناسبة لأعمارهم"، مشيرة إلى أن "هذه الأفلام، حتى لو كانت كرتونية، فهي غير معدة للأطفال، مما يجعل الآباء لا يدركون خطورتها" .
لم تدرك العديد من المؤسسات الفكرية في الدول العربية مدى هذا الخطر الثقافي غير المحسوس، وفي حدود عملنا على المستوى العراقي، لم نجد نتاجاً فكرياً واحداً يتناول التعريف الدقيق والشامل لظاهرة الأنمي ويشرح مخاطرها؛ لذلك فإن قيام المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية بنشر هذا الكتاب يمثل خطوة أولى نأمل أن تتبعها خطوات مماثلة من قبل مؤسسات فكرية أخرى لتوسيع نطاق البحث والنقد المتعلق بهذا الأمر.
وقد صيغ هذا الكتاب بطريقة سهلة ومختصرة قدر الإمكان، وقد دُعم بصور توضيحية ليستفيد منه أكبر شريحة من القراء، كما يهدف إلى تعريف شريحة الدعاة والمعلمين والمثقفين ببعض التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية، كما يهدف إلى نشر الوعي بين جيل الآباء والمربين حول عالم الأنمي وتأثيراته الفكرية والثقافية، بالإضافة إلى أنه يشكل مادة مفيدة للشباب العربي في توسيع ثقافته وتمكينه من التعامل الواعي مع هذه الظاهرة.
يتكون هذا الكتاب من ثلاثة فصول رئيسية: يتناول الأول تعريف الأنمي وتاريخه وتطوره ومعلومات عن إنتاجه وأرباحه وأسباب انتشاره في العالم، بالإضافة إلى بيان عدد من خصائصه الفنية وعناصره الجاذبة. ويتناول الفصل الثاني واقع انتشار الأنمي في الوطن العربي ومدى تأثر الجيل العربي به، مع بيان مختصر للفعاليات الافتراضية والحقيقية التي أقيمت له في الدول العربية. أما الفصل الثالث -وهو الأهم- فيتناول الآثار الإيجابية والسلبية للأنمي على الأجيال العربية، مع اقتراح ما يمكن أن يمثل حلولاً للمشاكل التي يخلقها في البيئة العربية باعتباره مادة فعّالة للتغلغل الثقافي، وهو ما سيتضح لنا في هذه الفصول.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا